الزراعة و طرق الري الحديثة


كثير من المؤرخين يطلق على الزراعة اسم “النشاط الأول للإنسان “، وقد كانت الزراعة قديمًا تعتمد على
مياه الأمطار الموسمية، ولم تصل إلى الصفة الدائمة إلا بعد تدخل الإنسان في عملية الري، وتنظيم إمداد التربة
بالمياه.
ما هو الري ؟
الري هو إمداد النبات باحتياجاته الما ئية اللازمة لنموه، وإيصالها له بصورة لا تضره، بحيث لا يصاب
بالجفاف أو يختنق بزيادة المياه، والري عبارة عن مجموعة من ثلاثة عناصر :
-1 الماء : يجب توفير مصدر الماء اللازم لري المحاصيل كل حسب حاجته.
-2 التربة (الأرض) : يجب توفير التربة المناسبة لمرور الماء فيه ا وقدرتها على الإحتفاظ بالماء وتوصيله
إلى المكان الذي يستفيد منه.
-3 الفلاح : يجب أن يتفق اسلوب الري مع الإسلوب الحضاري للفلاح وعمل اسلوب ري يلائم أوقات الفلاح
ويمكنه من الإستفادة الكلية بالماء.
وللوصول إلى نظام ري ناجح وسليم يجب أن تتلاءم تلك العوامل الس ابقة لتعطي أكفأ نظام للري، يحقق
أعلى إنتاجية بأقل كميات مياه وأقل طاقة ومجهود دون الإضرار بالتربة الزراعية أو التأثير على خواصها الأساسية
للإنبات على الدوام.

أنواع الري

ينقسم الري إلى نوعين:
-1 ري طبيعي : وهو الذي لا دخل للإنسان فيه، حيث تسقط الأمطار أو تفيض الأنهار فتغمر الأرض وتحصل النباتات
على حاجتها من الماء.
ويتوفر في الري الطبيعي الشروط الآتية:
-1 وجود المياه الطبيعية (سقوط أمطار أو فيضان أنهار) بكميات كافية لنمو المحاصيل.
-2 إتفاق فصول سقوط الأمطار أو فيضان الأنهار مع المواعيد المناسبة لنمو المحاصيل.

-2 ري صناعي: وهو الذي يتدخل فيه الإنسان بتجميع المياه وتخزينها ثم نقلها وتوزيعها إلى مناطق استغلالها.

مراحل تطور الري في مصر :

-1 المرحلة الأولى كان الري فيها طبيعي، ينتظر المزارع سقوط الأمطار فيبذر البذور وينتظر حتى ينمو المحصول،
وكانت هذه الطريقة تناسبه لأنه كان دائم الترحال.
-2 بدأ التفكير يتجه إلى التحكم في الماء بتخزينه أو بإقامة مجاري لها فيما يعرف بالري السطحي، وفيما بعد عند
فيضان النيل تمتلئ هذه القنوات بالماء وتوصله إلى أرض الزراعة.
-3 تحول الري في عهد (محمد علي ) من ري حياض إاى ري دائم، وتم إنشاء القناطر الخيرية على النيل للتحكم في
كميات المياه التي توزع على الترع الرئيسية.
-4 تم إنشاء السد العالي و بحيرة ناصر، وذلك لتخزين المياه على مدار العام
-5 مع التوسع في استصلاح الأراضي الجديدة، بدأ التطلع إلى أنظمة ري اقتصادية وبالتالي انتشر استخدام الري
بالرش و الري بالتنقيط.

-1 الري السطحي :
أ- الري بالرفع:
بسبب إسراف المزارعين في استعمال مياه الري وعدم وصولها إلى الحقول الواقعة على نهايات القنوات
بالمناسيب المقررة وبسبب المشاكل الأخرى المترتبة على تبديد المياه كازدحام المصارف وتلف الأراضي، قد يتج ه
الرأي إلى إعطاء منسوب المياه في القنوات التوزيعية منخفضًا عن منسوب الزراعة بحوالى ( 50 ) سم، على أن
يتولى المنتفع بعد ذلك رفع المياه بأي وسيلة إلى أرضه – وبذلك يلتزم المنتفع برفع القدر الذي يحتاج إليه فع ً لا من
المياه طالما أنه يتحمل تكاليف الري.
ب- الري بالراحة:
وفي ذلك النظام من الي تكون فيه المياه في القنوات التوزيعية أعلى من منسوب الأراضي التي تروي من
القناة التوزيعية ، وفي هذه الحالة تتدفق المياه إلى حقول المزارعين دون الحاجة إلى وسيلة أو آلة لرفع المياه.
. – وتعطى المياه في هذه الحالة بمنسوب يعلو عن متوسط منسوب أرض الزراعة بحوالي ( 30-40 ) سم
-2 الري تحت السطح
تهدف طريقة الي تحت السطح (الري الباطني ) إلى المحافظة على الرطوبة المطلوبة للنبات داخل نطاق
منطقة الجذور عن طريق الدورة الصاعدة للمياه، ويتم ذلك عن طريق خلق مستوى مائي أرضي على عمق معين
تعلوه تلقائيًا منطقة الإمتداد الشعري.
وهذه الطريقة لا تصلح إلا في الأراضي المنبسطة والتي لا يزيد انحدارها عن ( 1-2) في الألف،
كما يجب – ألا تستخدم هذه الطريقة في الأراضي التي تحتوي على نسبة عالية من الأملاح ويتم غسل الأرض بالري السطحي
من وقت لآخر.
-3 أساليب الري الحديثة:
أ- الري بالرش
فكرة الري بالرش تعتمد على فكرة الي الطبيعي بالأمطار ، وهي عبارة عن تساقط المياه من الرشاشات على صورة
رذاذ على الأرض وبمعدل يكفي للوصول بالمحتوى الرطوبي في منطقة الجذور إلى الدرجة المطلوبة وبأقل كمية من
فواقد المياه بالترشيح العميق.
ب- الري بالتنقيط
وفي هذا النظام يتم اعطاء المياه للنبات على هيئة قطرات مستمرة من منظمات للتنقيط تعرف بالمنقطات
ويستخدم هذا النظام في ري النباتات على فترات زمنية متقاربة (يومين : أربعة أيام ) لتعويض ، (Emitters)
مايستهلك من المخزون المائي لفترات زمنية قصيرة
ما هو الصرف ؟
الصرف هو التخلص من كميات المياه الزائدة عن حاجة النبات . ويتم ذلك عن طريق تسرب المياه بالرشح
حتى تصل إلى المصارف (صرف سطحي) أو إلى أن تصل إلى مواسير الحقليات (صرف مغطى)