تحضير الأرض للزراعة
تحضير الأرض للزراعة تحتاج المزروعات بمختلف أنواعها إلى تنفيذ العديد من العمليات الزراعية في مختلف مراحل نموها، وتؤدي هذه العمليات نتائجها المنشودة في حال إجرائها بالشكل الصحيح وخلال الفترات المناسبة لكل منها، وتختلف هذه العمليات من محصول إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى، وتحدد طريقة الزراعة أشكال العمليات الزراعية المطلوبة لهذا المحصول أو ذاك، فعلى سبيل المثال لا الحصر، تختلف طريقة ري المحاصيل الزراعية باختلاف طرق زراعتها، فقد تستخدم طريقة الري بالتنقيط عند زراعة أي من المحاصيل على خطوط.
ولا يمكن ري أي من هذه المحاصيل بهذه الطريقة في حال زراعتها نثراً، وتتفاوت إنتاجية مختلف أنواع المزروعات باختلاف طرق تنفيذ العمليات الزراعية المختلفة، وتعد عملية تجهيز الأرض للزراعة من أهم العمليات الزراعية التي تحتاج إليها مختلف أنواع المزروعات، فهي العملية التي تهيئ المهد المناسب للبذور أو الأشتال أو الغراس أو العقل المستخدمة في الزراعة، فتبدأ البذور بالإنتاش، بعد زراعتها بفترة وجيزة، تختلف باختلاف المحصول، ثم تنمو الجذور الرهيفة التي تتطلب وجود وسط ملائم لنموها وانتشارها في حال كانت الأماكن المحيطة بها طرية وسهلة الاختراق، والتي يمكن تأمينها في حال تحضير الأرض للزراعة بالشكل الصحيح، وعلى العكس من ذلك، فعند زراعة البذور أو الأشتال أو العقل، في أرض غير معدة لهذا الغرض (بدون عملية تحضير مسبق للزراعة)، يتباطأ نمو الجذور في الأراضي القاسية والصلبة والمحتوية على الحجارة بمختلف أحجامها.
وقد تموت هذه البذور، نتيجة تعفنها، في الأرض الصلبة والثقيلة، أو نتيجة وجود بعض الأمراض الضارة والتي تفتك بها، في بداية زراعتها، ويكون نمو النباتات بطيئاً وينشأ عنها، نباتات ضعيفة، وتمر عملية تحضير الأرض للزراعة في مراحل مختلفة، أهمها:
إزالة بقايا المحصول السابق: تنتهي فترة بقاء أي محصول من المحاصيل (خضار، محاصيل الحبوب، محاصيل الأعلاف، البقوليات، المحاصيل الصناعية… إلخ) بعد زراعته بفترة معينة تختلف مدتها باختلاف هذه المحاصيل، فيستمر وجود الطماطم في الأرض حوالي 7 أشهر، أما الكوسا والخيار، فيستمر وجودهما ما بين 2-3 أشهر، ويتطلب تحضير الأرض لزراعة المحصول اللاحق بأي من هذه المحاصيل إزالة بقايا المحصول السابق، من الأرض، وقد تحمل هذه البقايا بعض أطوار الأمراض أو الحشرات الضارة، فعلى سبيل المثال، تصبح نباتات الطماطم في نهاية أعمارها، ضعيفة، وتصاب معظم الثمار بلسعة الشمس وتصبح غير قابلة للتسويق، نتيجة ضعف المجموع الخضري، واحتراق معظم الأوراق التي تغطي الثمار لحمايتها من أشعة الشمس، شكل (1).
حقل طماطم في نهاية الموسم
وتبدو علامات الجفاف على نباتات الذرة الصفراء والبيضاء في نهاية فترة حياتها، ويتم جمع الكيزان ثم قلع النباتات أو قلع النباتات وجمع الكيزان منها، شكل (2).
حصاد الذرة الصفراء
يجب جمع بقايا المحاصيل بعد حصاد الثمار، والتخلص من هذه البقايا أو الاستفادة منها، في تغذية الحيوانات (بقايا الذرة الصفراء والبيضاء، الكوسا، الخيار، الملفوف والزهرة… إلخ)، وتستخدم مخلفات كافة أنواع النباتات في تصنيع الأسمدة العضوية، ويجب جمعها بشكل كامل ونقلها في سيارات، وتغطيتها بشكل كامل لمنع تنائرها أثناء النقل، شكل (3).
نقل مخلفات المحاصيل المختلفة
حراثة الأرض حراثة عميقة: يتم جمع أنابيب الري، في أماكن معينة وبالقرب من أماكن وجودها، وتحرث الأرض حراثة عميقة بشكل متعامد، بعد جمع بقايا المحصول السابق، شكل (4)، لكسر الطبقة الصلبة، وقلب التربة، وتعريضها لأشعة الشمسن والقضاء على الأطوار الساكنة للحشرات الساكنة في التربة، وبعض أطوار الفطريات الضارة، التي تتأثر بأشعة الشمس، والقضاء على الأعشاب المنتشرة في هذه الأماكن.
فلاحة الأرض فلاحة عميقة وبشكل متعامد بعد إزالة بقايا المحصول السابق
تسوية الأرض: يتم تسوية الأرض، وتنعيم التربة بشكل جيد، شكل (5) لتسهيل مد أنابيب الري، وتنظيم عملية توزيع مياه الري، وتستخدم آلات تسوية خاصة لهذا الغرض.
تسوية الأرض بعد الحراثة
التعقيم الشمسي للأرض: تفيد هذه العملية في رفع درجة حرارة التربة المغطاة بالبولي إيثيلين، خلال أشهر الصيف الحارة، وتفضل هذه الطريقة لما لها من أهمية في قتل ما تحتويه التربة من الأطوار المختلفة للحشرات والعوامل الممرضة والنيماتودا، والأعشاب الضارة، المتبقية فيها بعد الحراثة، أو إضعاف حيويتها، وتتم هذه العملية كما يلي:
ري التربة: تروى التربة رياً غزيراً لتشجيع الأعشاب على النمو، وإنتاش أبواغ الأمراض المختلفة، وتحسين التوصيل الحراري في التربة، الذي يساهم في القضاء على هذه الكائنات.
تغطية الأرض بالنايلون الأسود المعامل بالأشعة فوق البنفسجية: تغطى الأرض بالنايلون الأسود المعامل بالأشعة فوق البنفسجية، شكل (6)، وتعمل الأشعة فوق البنفسجية على زيادة تحمل النايلون للحرارة العالية، وتمنع تمزقه وتشققه، وتختلف سماكة النايلون المستخدم، ويمكن استخدام سماكة 80 مكروناً، وتستخدم أغطية ذات سماكة أكبر من 80 مكروناً وهي غالية الثمن، وتفيد هذه العملية في رفع حرارة الأرض لدرجات عالية، تعمل على قتل الكائنات الحية المختلفة الموجودة فيها، ومنها أطوار الحشرات الساكنة والأمراض والنيماتودا إضافة إلى الأعشاب الضارة المختلفة، وبذا تساعد هذه العملية في الحد من استخدام المبيدات، وتوفير اليد العاملة والوقت اللازم للقيام بعمليات التعشيب.
تغطية الأرض بالنايلون الأسود
– تخطيط الأرض ومد أنابيب الري: تخطط الأرض، بحسب المحاصيل التي ستزرع فيها، وتترك المسافات المناسبة لكل محصول من هذه المحاصيل، فعلى سبيل المثال تترك مسافة لا تقل عن 125 سم بين الخطوط لزراعة الطماطم والكوسا، ومسافة 50-70 سم بين الخطوط في حال زراعة الخضار الورقية كالبقدونس والجرجير والكزبرة، وتختلف هذه المسافات بحسب المحاصيل التي ستزرع في هذه الأرض، وكذلك الحال في البيوت المحمية، فتترك مسافات كبيرة بين أنابيب الري عند زراعة الباذنجان، أو الكوسا وتقل هذه المسافات عند زراعة الخيار والفاصولياء. ويتم مد أنابيب الري، بعد ترك المسافات المناسبة بينها، كما تختلف المسافات الفاصلة بين النباتات على الخط الواحد، شكل (7)، فتزداد المسافات الفاصلة بين القطارات في حال زراعة المحاصيل ذات النمو الكبير كالطماطم والكوسا والزهرة، وتقل هذه المسافات عند زراعة البصل والنباتات الورقية والنباتات العلفية.
مد أنابيب الري
تحديد أماكن الزراعة: يتم ري الأرض لفترة وجيزة لتحديد أماكن الزراعة على الخط الواحد، شكل (8)، ومن ثم يتم عمل حفر في أماكن انتشار المياه، والتي تحدد أماكن زراعة البذور أو الأبصال أو الأشتال، شكل (9).
حفر أماكن وضع الأسمدة تحديد أماكن الزراعة عن طريق ري هذه الأماكن
– إضافة الأسمدة العضوية والمعدنية: يتم إضافة حوالي 1-1.5 كيلوغرام من الأسمدة العضوية النظيفة والمخمرة، وكمية 150-200 غرام من سماد السوبر فوسفات لكل جورة، وتخلط هذه الكميات بشكل جيد مع الرمل، شكل (10)، ويتم مد أنابيب الري في أماكنها، وتروى الأرض بشكل جيد ويفضل خلطها ثانية، وتروى لمدة لمدة 2-3 أيام، ويتم خلال هذه الفترة وضع الأقواس الحديدية فوق خطوط الري، وتجهيز قطع الغطاء النسيجي المناسبة لأطوال خطوط الزراعة، لتغطيتها، وحمايتها من الحشرات، شكل (11)
إضافة الأسمدة العضوية والمعدنية إلى أماكن الزراعة
وضع الأقواس الحديدية فوق خطوط الزراعة، وتجهيز الغطاء النسيجي
عملية زراعة البذور أو الأشتال أو الأبصال أو العقل: تزرع (البذور، الأشتال، الأبصال، العقل… إلخ) النظيفة والمعقمة والخالية من الإصابات المختلفة وتحدد أماكن زراعتها، التي تم إعدادها لهذه الغاية، شكل (12)، ويراعى زراعة البذور في الأماكن المخصصة لها، وضمن الأماكن الرطبة، وعلى الأعماق المناسبة لكل منها، ويراعى عدم زراعتها على أعماق كبيرة تمنع إنباتها، كما يراعى عمل أماكن مناسبة للأشتال أو الدرنات أو العقل في حال الزراعة بأي من هذه الطرق، ويجب رش الأشتال بمبيد حشري مناسب قبل تغطيتها بالغطاء النسيجي، للقضاء على أية حشرات قد تكون أصابتها خلال عملية النقل من المشتل إلى الأرض الدائمة، ويجب تغطيس درنات البطاطا بمحلول مبيد فطري قبل زراعتها.
زراعة البذور في الأماكن المعدة لها
ربط الأقواس الحديدية بحبال بلاستيكية: تربط الأقواس على الخط الواحد بحبال بلاستيكية قوية، على الجوانب ومن الأعلى لتقويتها، شكل (13) وجعلها مقاومة لتأثير الرياح القوية في حال حدوثها، ومنع تمزق الغطاء النسيجي الذي يستخدم في تغطية المزروعات المختلفة.
تثبيت الأقواس الحديدية بالحبال
تغطية خطوط الزراعة بالغطاء النسيجي: تغطى خطوط الزراعة بالغطاء النسيجي، شكل (14) المحتوي على فتحات صغيرة جداً تمنع دخول الحشرات الصغيرة والأتربة، وتثبت من الجوانب والأطراف بالرمل للحفاظ عليها، وتساهم هذه الأغطية في حماية النباتات المزروعة تحتها من تأثير هذه الحشرات وبخاصة الذبابة البيضاء والتربس والنطاطات، والتي تساهم في نقل الأمراض الفيروسية، وقد أثبتت هذه الوسيلة أهميتها في حماية العديد من أنواع المحاصيل والخضار (الطماطم، الخيار، الكوسا، البطيخ، الشمام، الفاصولياء، البطاطا… إلخ) من الحشرات الهامة والخطيرة التي تهاجمها، وأدى استخدام هذه التقنية إلى حماية النباتات من العديد من الأمراض الفيروسية التي كانت تفتك بها قبل استخدام هذه الأغطية، وتعد هذه الوسيلة من العناصر الهامة في برامج المكافحة المتكاملة للعديد من الآفات التي تصيب هذه الأنواع من المحاصيل الزراعية، وساهمت في الحد من استخدام المبيدات التي كانت تستخدم لمكافحة العديد من الحشرات والأمراض.