أثر الفلاحات على سطح التربة في البساتين الصغيرة السن


أثر الفلاحات على سطح التربة في البساتين الصغيرة السن:

في السنوات الأولى بعد غرس الأشجار مباشرة يجب أن يحافظ على التربة حول الساق بقلع الأعشاب وتنكيش الخطوط حول الحفرة المخصصة لكل غرسة حتى يبقى الحقل نظيفاً من الأعشاب والحشائش حتى لاتشارك الشجيرات في غذائها.

فالحراثة الأساسية الصحيحة يجب أن تتم في الخريف، ففي بساتين التفاحيات يجب أن تحرث التربة على أعماق لاتتعدى 12-15سم أما في بساتين اللوزيات فيجب أن لاتتعدى 5-10سم.

عمق الحراثة حول الساق 5-8 سم وتزداد عمقاً كلما ابتعدنا عن الساق (ولأن الجذور تزداد تعمقاً كلما ابتعدت عن الساق)، وزمن الحراثة الخريفية يتحدد من مراحل نمو المجموعة الجذرية لأشجار الفاكهة فالمرحلة الأولى للنمو تكون مبكرة مع بداية الصيف والمرحلة الثانية تبدأ في نهاية فصل النمو الخضري عندما تتهيأ المجموعة العلوية (الهوائية) للشجرة الدخول في طور السكون الشتوي.

وفي ظروف بعض المناطق في قطرنا يجب أن تتم حراثة الخريف مباشرة بعد قطاف أصناف التفاحيات المتأخرة النضج، أما في المرحلة الربيعية والصيفية فيجب أن يحافظ على التربة نظيفة من الحشائش والأعشاب مخلخلة ولإبقاء النظام الهوائي جيد في طبقات التربة.

ثانياً : أثر الفلاحات على سطح التربة في البساتين المثمرة:

تحتاج الأشجار المثمرة في طور الإثمار إلى تغذية غزيرة، ولهذا من الضروري العمل على زيادة خصوبة التربة باستمرار، ومن خلال تطبيق مجموعة من العمليات الزراعية كإبقاء التربة بحالة مفلوحة بإجراء حراثات دورية ومنتظمة لتبقى نظيفة من الحشائش والأعشاب والتسميد بالأسمدة المعدنية والعضوية اللازمة وكذلك زراعة أسمدة خضراء.

ففي الأراضي المروية وحسب ظروف التربة والمناخ قد تنمو الأعشاب بعد السقاية وفي فترات قصيرة تستدعي المحافظة على التربة نظيفة بفلاحتها دورياً. فالمحافظة على التربة مفلوحة ونظيفة تساعد على حفظ الرطوبة والمواد الغذائية في التربة لإبقائها نظيفة من الأعشاب خلال طيلة فصل النمو الخضري.

فالأرض المفلوحة أحد الشروط الهامة لإنجاح البستان فيما لو ترك فترة طويلة بدون حراثة ونمت الأعشاب بكثرة التي تؤدي إلى افتقار المواد الغذائية التي تكون الأعشاب قد امتصت جزء كبير منها.

فحراثة التربة في مثل هذه الحالة تتم في الخريف وحيث تمتص الأرض المفلوحة أكبر كمية من مياه الأمطار الشتوية إضافة إلى ذلك يموت عدد كبير من الحشرات ومسببات الأمراض. الأسمدة الخضراء تساعد على تحريك وتعبئة المواد الغذائية في التربة بأن تحولهم من الأشكال غير القابلة للامتصاص إلى أشكال قابلة للامتصاص، وأهم الأنواع التي تزرع خاصة العائلة البقولية التي تمتص الآزوت من الهواء وتغني التربة بكميات كبيرة منه.

فالنباتات البقولية تراكم من 75-100 كغ آزوت للهكتار والذي يتساوى مع كمية الآزوت الموجودة مثلاً في 15-20 طن سماد عضوي، وتضاف الأسمدة البلدية والفوسفورية والبوتاسية عند حراثة التربة وقلبها في الطبقات الدنيا، أما الأسمدة الخضراء المزروعة في الربيع تحرث في الصيف، والأسمدة الخضراء المزروعة في الصيف تحرث في التربة أثناء الخريف أما المحاصيل البقولية المزروعة في الخريف فتحرث في التربة في الربيع المبكر للسنة التالية:

وفي بعض الدول في البساتين البعلية تقوم بفرش قش ومحاصيل عشبية حول الساق وبدائرة قطرها 0.5-2 م، حيث أن الناحية الإيجابية لهذه العملية يكون بتشكيل بنية حبيبية للتربة مفتتة وغير كتيمة أحد شروط المحافظة على خصوبة التربة إضافة إلى أن الأعشاب وزراعة المحاصيل العشبية تراكم المواد العضوية مما تؤدي إلى تحسن لون الثمار عند نضجها.

ثالثاً: أثر بعض العمليات الزراعية على سطح التربة في البساتين المثمرة:

تجري عدة عمليات زراعية لتحسين خواص التربة الفيزيائية ولزيادة خصوبتها وخلق ظروف مناسبة لنمو وإثمار الأشجار المثمرة .

إن اختيار هذه العمليات الزراعية في حقول الأشجار المثمرة يكون حسب الخصائص البيولوجية لأنواع وأصناف أشجار الفاكهة، وعمر الأشجار والظروف المناخية ودرجة ميول الأرض، وكذلك حسب الإمكانيات المتاحة والمتوفرة للمكننة وللخدمة في عمليات الإنتاج.

ومن المستحسن أن تتوافق العمليات الزراعية على كافة الظروف المشار إليها والتي ستساعد على حفظ أو زيادة خصوبة التربة عند استعمال الطرق الحديثة لتربية الأشجار وزيادة الإنتاج.

ومن الناحية العملية تستخدم عدة طرق للمحافظة على خصوبة التربة في بساتين الأشجار المثمرة:

1-    كالمحافظة على التربة مفلوحة Clean Cultivation .

2-    زراعة بعض أنواع المحاصيل بين خطوط الأشجار Inter cropping.

3-    ترك الأرض بور (بدون زراعة).

4-    زراعة أعشاب قصيرة الأمد.

5-    زراعة بعض الأنواع كأسمدة خضراء.

6-    حراثة التربة في دوائر حول الساق.

7-    تغطية التربة Sod mulchirjon.

3-1 : المحافظة على التربة مفلوحة ونظيفة على مدار السنة: Clean Cultivation

إن ترك التربة مفلوحة ونظيفة على مدار السنة وبدون أي زراعة ثانوية بين الأشجار المثمرة أحد الطرق الأساسية للمحافظة على سطح التربة في البساتين، حيث خلال فصل النمو الخضري للأشجار تجري عدة حراثات للمحافظة على سطح التربة مفككة ونظيفة من الحشائش والأعشاب يهدف التحسين المستمر للخواص الفيزيائية والكيميائية للتربة وأن يزداد مخزونها من المواد الغذائية.

وبهذا الأسلوب يمكن خلق ظروف مثالية للنمو والتمثيل الطبيعي للمجموعات الجذرية والأعضاء العلوية (الهوائية) للأشجار المثمرة. وبتطبيق هذه العملية على التربة نستطيع المحافظة على رطوبتها وزيادتها وبتحسين النظام الهوائي والحراري في التربة وكذلك تساعد هذه العملية أيضاً على زيادة نشاط بكتريا النترتة والتي تسمى Nitrification Bacter والتي تلعب دوراً هاماً في زيادة خصوبة التربة بخلق بيئة مناسبة لتراكم النترات والأملاح القابلة للامتصاص (من فوسفور وبوتاسيوم) حيث يساعدوا على تحسين النظام الغذائي للأشجار.

الأثر الفعال الإيجابي لهذه العملية بإبقاء الأرض نظيفة خالية من الأعشاب والمحافظة على رطوبتها يعود إلى عدم وجود نباتات ثانية أخرى تشارك الأشجار غذاءها وكذلك فإن عمليات الحراثة المتكررة تعمل على تفتيت الطبقة الكتيمة والكتلة من قشرة التربة.

ومن ميزات هذه الطريقة أيضاً أنها تستوعب بسهولة مياه الأمطار في الحالة البعلية وكذلك مياه السقايات في الظروف المروية وبعد تفتت سطح التربة فإن الرطوبة تحفظ جيداً ولزمن طويل حيث يقل السطح المتبخر إلى أقل مايمكن حيث تتفتت الأنابيب الشعرية في بنية التربة.

تلعب الرطوبة دوراً هاماً في تحسين النظام الغذائي في التربة، وعند نقصها فإن عملية تمعدن Mineralitation المواد العضوية وإذابة الأسمدة وتفتت المركبات صعبة الهضم (صعبة الوصول للنبات) إلى مركبات سهلة الوصول والاستعمال من قبل جذور الأشجار.

ففي التربة المفلوحة هناك ظروف أفضل لنمو الجذور وامتدادها الواسع في الآفاق والأعماق حيث يتزايد ويتسع السطح الجذري الماص، وتنمو الجذور وتتغلغل في طبقات تربة جديدة بحثاً عن الماء والمواد الغذائية .

فنمو الأشجار المزروعة في مثل هذه الظروف يقوى ويزداد، وبالتالي تزداد البراعم والدوابر الثمرية ويزداد عدد الأوراق ويكبر حجمها ويزداد لونها اخضراراً وينشط عملها ( أي الأوراق ذات التأثير الهضمي).

فالأشجار القوية السليمة تتعمق جذورها وتمتد إلى أعماق كبيرة ويكون مخزونها كبير بالمواد اللدنة التي تساعد الأشجار على الدخول في طور السكون (طور الراحة) وبتكوين براعم ثمرية بشكل منتظم ويكون الإثمار سنوياً وبكميات كبيرة والثمار تكون كبيرة الحجم وبنوعية ممتازة.

ويمكن ملاحظة المردود المباشر لعملية الحراثة بزيادة المحصول وكبر حجم الثمار في الأشجار المزروعة في الظروف البعلية حيث يحافظ على خصوبة التربة بإجراء الحراثات المتكررة وبالتالي فإن لحم الثمار له بنية خلوية جيدة ودرجة صلابة جيدة، والثمار لها فترة استدامة أطول عند تخزينها.

وتؤثر الحراثة النظيفة من الأعشاب بشكل إيجابي أيضاً عند هرم وشيخوخة الأشجار، بتقوية النمو وتكوين نموات حديثة وطرود خضرية جديدة وقوية وتشكيل خشب جديد باستمرار، لذا فإن هرم وشيخوخة الأشجار بعد إجراء عملية التقليم المناسب على الأفرع القديمة الجافة واليابسة يبطئ ويتأخر كثيراً، وتستمر فترات الإثمار بالكامل زمناً أطول وتزداد الأشجار عمراً أطول وبالتالي تؤدي إلى ارتفاع كميات المحصول وزيادة الدخل من حقول الأشجار المثمرة.

إن استمرارية حراثة التربة والمحافظة على سطحها مفلوحة نظيفة من الحشائش والأعشاب له بعض النواحي السلبية ( غير المنظورة) نجيز منها بأنها تؤكد عملية تمعدن Mineralitaion المواد العضوية ويقل بالتالي محتوى الدبال، ويقل كذلك الآزوت في التربة، فتخرب البنية الحبيبية للتربة، وأما الطبقة السفلى التي تلي طبقة الحراثة فقد تصبح كتيمة غير نافذة من جراء الحراثات المتعددة على الطبقة العليا، وعدم تغيير أعماق الحراثة وبالتالي تؤدي إلى سوء النظام الهوائي والمائي والحراري وبالتالي تؤدي إلى إضعاف التفاعلات الميكروبيولوجية كذلك يصعب امتصاص الحديد والبوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور.

وقد تتعرض الأشجار للإصابة بالاصفرار (كلوروزا) Clorosis ولجفاف بعض الأفرع ولضعف كلي في نمو الشجرة وبالتالي يقل المحصول وكذلك قد تتعرض الأشجار لتبادل الحمل بالسنوات.

ويحافظ على التربة بواسطة الحراثات المستمرة، فحراثة الخريف للتربة في البساتين المثمرة لها تأثيراً ايجابياً على نمو المجموعة الجذرية وتساعد على تخزين الساق والجذور بالمواد اللدنة، ويجب أن تتم مباشرة بعد إجراء عملية القطاف وجمع المحصول، وخاصة الأصناف المتأخرة النضج، وإذا كانت الرطوبة غير كافية في الأراضي المروية من المستحسن إضافة رية خفيفة للترطيب، وقبل إجراء الحراثة يمكن إضافة كمية محدودة من السماد الآزوتي.

عمق الحراثة يتناسب وقوة نمو الأصل والتوضع الأفقي والعمودي للمجموعة الجذرية، فالحراثة العميقة من 20-22 سم تتم في حقول الأشجار المطعمة على الأصول القوية وتوضع عميق للمجموعة الجذرية، أما الحراثة السطحية بعمق 15-18 سم فيجب إجراءها في حقول أمهات الأشجار الكبيرة السن والمطعمة على أصول متوسطة النمو.

وفي الأصول المقصرة وضعيفة النمو فإن عمق حراثة الخريف يجب أن لاتتجاوز من 10-12 سم بالقرب من الساق بدائرة قطرها 50-60 سم وحيث تكون فيها للجذور الهيكلية قريبة من سطح التربة، ولاتحرث هذه الدوائر بالمحراث لتلافي خطر الجذور أو تقطيعها ويمكن أن تكون حراثة الخريف سطحية في حقول الأشجار الصغيرة السن المزروعة على أراضي غدقة وغير مفلوحة سابقاً والتعمق التدريجي في هذه الحراثات يستمر من 2-3 سنوات.

الجروح الصغيرة والخدش وجروح الجذور المقطوعة الرفيعة والتي بسماكة 8-10 مم ، والجذيرات تستطيع أن تلتئم وتشكل كالوس خلال طور السكون الشتوي إلى أن يبدأ فصل النمو في بداية النمو الخضري التالي حيث تستطيع تكوين جذيرات جديدة وتستعيض المجموعة الجذرية وظائفها من جديد.

حراثة الخريف المتأخرة، وحراثة الشتا، ، حراثة الربيع في البساتين المثمرة تكون أقل فائدة من حراثة الخريف التي تتم في نهاية شهر أيلول وبداية شهر تشرين أول والتي فيها الجروح المتشكلة على الجذور تلتئم بسرعة وتشكل الكالوس، وتتكون جذور جديدة، أما الجذور المجروحة والمقطوعة الناتجة عن الحراثات المتأخرة لاتستطيع تكوين كالوس والتئامها بسبب حلول الشتاء وانخفاض درجات الحرارة مما تؤدي إلى تعفنها وخلال الربيع يبطئ نموها ويتأخر بحوالي 20-25 يوم.

الحراثة العميقة في الربيع أو أثناء فصل النمو الخضري تؤثر على وظائف المجموعة الجذرية فيتعطل تزويد الأشجار بالماء والمواد الغذائية بسبب تأثير الجذيرات الماصة والذي يحدث في الفترة الزمنية التي تكون فيها الأشجار بأمس الحاجة إلى الماء والغذاء.

يجب أن نشير إلى تغيير عمق الحراثة الأساسية في الخريف من سنة لأخرى، حتى نبتعد عن تشكيل الطبقة الكتيمة تحت الطبقة السطحية، ويترك سطح التربة مكشوفة الأثلام بعد الحراثة، ويجب الانتباه على ألا يتشكل خط الحراثة العميق في الوسط بين مسافة الخطوط أو أن تتشكل أثلام كبيرة وعميقة.

إذا استطردنا الحديث لتلافي النواقص المشار إليها والابتعاد عن الجروح التي تحدث في الجذور أثناء حراثة الخريف الأساسية، وفي الآونة الأخيرة فقد أجريت عدة أبحاث فعوضاً عن الحراثة الدورية بعمق 20-22 سم على أن تتم الحراثة كل 3-4 سنوات مرة حراثة عميقة ومخلخلة (50-60) سم للتربة في وسط المسافة بين الخطوط وبنفس الوقت تجري عملية التسميد الأساسية وبكميات كبيرة.

إن الخلخلة العميقة وسط المسافة بين الخطوط تسبب تقطيع الكثير من الجذور الرفيعة، وتكون المسبب الرئيسي في تكوين جذيرات نشيطة جديدة التي تمد الشجرة بغزارة بالماء أو المواد الغذائية وبالتالي فإن نمو الأشجار يزداد ويقوى، وتزداد كميات المحصول من 21-46% حسب نتائج الأبحاث العالمية التي أثبتت بأن الخلخلة العميقة للمساحة بين الخطوط فإن الخاصية الشعرية للتربة تزداد من 9-12 % والرطوبة 2-2.5% والنتريت (أي تحول النترات إلى نتريت) بمرتين وكذلك تزداد الكميات الفوسفاتية.

كذلك عند تضرر الجذور الرفيعة السماكة حتى 3 سم لاتلاحظ اضطرابات في نمو الأشجار المثمرة عندما تتم الخلخلة العميقة دورياً. يجب أن تكون الحراثات بالمحاريث الحفارة وبالأمشاط، وبأن ينظم استعمال مثل هذه الحراثات بالمحاريث الحفارة شريطة أن يتبعها تمشيط بأحد الأمشطة المذكورة حتى يبتعد عن تشكيل الطبقة السفلى الكتيمة.

وفي الربيع المبكر وبعد جفاف التربة مباشرة تتم أول حراثة ربيعية بالمحاريث الحفارة، وإذا كانت التربة شديدة القساوة يمكن أن تحرث على أعمال 10-12 سم أما الحراثات التي تلي هذه فتكون حسب وجود الأعشاب ونسبتها، وتتكون عادة قشرة قاسية على سطح التربة نتيجة لسير الآلات الزراعية ومن الأمطار ومن مياه السقاية وتجري عادة عدة حراثات وحسب الإمكانيات المتوفرة.

وتجدر الإشارة إلى أنه يجب تقليل عدد الحراثات عند استعمال مبيدات الأعشاب في حقول الأشجار المثمرة للقضاء على الحشائش والأعشاب.

3-2- زراعة بعض المحاصيل بين خطوط الأشجار Inter Copping وأثرذلك:

جذور أشجار الفاكهة لاتغطي كل المساحات المخصصة لها بعد الغرس ولا لمدة سنوات، ولاتستطيع أن تستخدم بشكل كلي كمية الماء والمواد الغذائية المضافة للتربة، ففي البساتين الحديثة وأثناء فصل النمو الشديد ، فإن الأجزاء العلوية تنمو بقوة في الاتجاه الطولي (الأعلى) وكذلك فإن الهيكل العلوي للشجرة يتفرع بسرعة بالارتفاع أكثر من الجوانب وعلى عكس ذلك فإن المجموعة الجذرية تنمو بقوة في الاتجاه الأفقي ويبطئ في الاتجاه العمودي (للأسفل)، كما أن بعض الفوارق في الأنواع والأصناف تكون كبيرة متمثلة في الخصائص النوعية للأنواع والأصناف.

من نتائج الأبحاث العالمية استنتج أن المجموعة الجذرية لأشجار التفاح المزروعة على مسافات 10×10 م في الأراضي البعلية تحتل في السنة الرابعة بعد الغرس مساحة 40-50% من المساحة الكلية المخصصة لكل شجرة وبعد السنة السادسة تحتل 60-90% من المساحة المخصصة لها وبعد 14 سنة من عمرها تحتل 100% من المساحة المخصصة لها، وفي البساتين الكثيفة حيث مسافات الزراعة صغيرة فالجذور تحتل المساحة المخصصة لها في وقت قصير، وتحتاج  الأشجار في مثل هذه الزراعات إلى مواد غذائية بكثرة حتى تنمو بسرعة وتدخل بشكل مبكر في طور الإثمار.

ففي هذه الحالة يجب عدم زراعة أي نوع من الزراعات الثانوية بين الأشجار وعند اختيار المحاصيل المراد زراعتها بين الخطوط يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار الحاجة ومتطلبات أشجار الفاكهة من حيث التربة والمناخ وإمكانية مكننة العمليات الزراعية أن تكون متوافقة مع بعض، فالمحاصيل المزروعة بين الأشجار يجب أن لاتؤثر على نمو وإثمار أشجار الفاكهة كما يجب عدم ترك أعشاب ضارة تنمو معهم حتى لاتنهك التربة وتعيق بالوقت نفسه تنفيذ العمليات الزراعية.

المحاصيل المراد زرعها يفضل أن تزرع متأخرة، وأن تتحمل الظل (التظيل) شريطة أن تكون مبكرة النضج (ذات عمر قصير) وتجمع مع بعضها وكذلك تكون ذات مردود اقتصادي عالي.

ويفضل دائماً انتقاء المحاصيل التي لاتشاطر الأشجار الماء والغذاء وخاصة أثناء فترة النمو الشديدة للجذور والأجزاء العلوية من الشجرة في فصلي الربيع والصيف. فمن المحاصيل التي تزرع بين الأشجار المثمرة:

3-2-1- الحبوب:  وهذه أكثر المحاصيل غير المرغوبة، حيث يكون نموهم الشديد في الربيع منطبقة مع النمو الشديد لأشجار الفاكهة، في الفترة التي تكون فيها أشجار الفاكهة بأمس الحاجة إلى الماء والمواد الغذائية وهذا ما تحتاجه أنواع المحاصيل هذه التي تمتص كمية كبيرة منهم، وحيث تؤدي في النهاية إلى تعرقل النظام المائي والغذائي والهوائي في التربة فتأثير هذه المحاصيل يكون سلبياً على نمو وإثمار الأشجار، حيث أن الأشجار الصغيرة يبقى فيها السطح الامتصاصي للجذور الماصة محدود وصغير فقد تعاني من جراء ذلك أثناء الصيف من الجفاف ونقص المواد الغذائية مما يؤدي إلى موت قسم كبير.

3-2-2- المحاصيل العلفية: ويتشابه تأثير المحاصيل العلفية التي تكون طبقة عشبية سطحية كثيفة وبمساحة تبخر (نتح) وتمتص كميات كبيرة من الماء والغذاء (وتمتص بشكل رئيسي كميات كبيرة من النترات والفوسفور).

في بداية الربيع حيث تؤثر تاثيراً سلبياً على نمو الغراس صغيرة السن وكذلك تؤثر على الأشجار الكبيرة حيث تتسبب بضعف النمو وتأخر الإثمار وبالتالي تكون كمية المحصول قليلة وغير منتظمة ، حيث تظهر أغلب سلبيات هذه الزراعات بين الأشجار على الإثمار والإنتاج في الأشجار المثمرة، ولهذا السبب ننصح بالابتعاد عن مثل هذه الزراعات في حقول البساتين المثمرة.

3-2-3- الذرة الصفراء:  أما الحديث عن زراعة الذرة الصفراء سواء كان للحب أو للعلف بين الأشجار والتي تمتص كميات كبيرة من الماء والغذاء ، وخصوصاً في الفترة الضرورية للأشجار لمحصول الذرة يجهد التربة كثيراً ويصعب عمليات خدمتها وتسميدها، ومكافحة الأمراض  والحشرات وكذلك تصعب حركة الآلات الزراعية بين الخطوط ونحن بدورنا ننصع بعدم اتباع هذه الزراعة بين حقول الأشجار المثمرة نظراً لمساوئها المتعددة.

3-2-4- المحاصيل الزيتية والصناعية: كالقنب والكتان وعباد الشمس والقطن والدخان وغيرهم التي تمتص كميات كبيرة من الماء والمواد الغذائية وترهق الأشجار بقوة كبيرة وخاصة الضرر الأكبر يكون من زراعة القنب والكتان وعباد الشمس (دوار القمر) وجزء من الدخان، هذه الأنواع تنمو بالارتفاع وتكون نباتات كثيفة وعالية تظلل وتضغط على الأشجار الصغيرة وتسبب ضعف بالنمو وعدم نمو الهيكل العلوي للشجرة ويتزايد الضرر من الأمراض والحشرات وتصعب عمليات إجراء المكافحة وكذلك تصعب عمليات إجراء العمليات الزراعية بأنواعها، كل هذه الأنواع التي لاننصح بزراعتها بين الأشجار المثمرة للأسباب السالفة الذكر.

ويجب الابتعاد أيضاً عن زراعة النعنع كمحصول بين الأشجار المثمرة لأنه يمتص كمية كبيرة من الماء والمواد الغذائية.

3-2-5- المحاصيل الدرنية: الجذور الثمرة كالجزر واللفت والشوندر الأحمر والسكري تكون مضمونة ويمكن زراعتها بنجاح بين خطوط الأشجار الصغيرة السن وفي البساتين المنشأة حديثاً شريطة تهيئة التربة بالفلاحة والتسميد قبل الزراعة، وهذه الأنواع يكون تأثيرها السلبي ضعيف جداً باستثناء الشوندر السكري [1]، غير أن البطاطا تكون أصلح لزراعتها بين الخطوط.

3-2-6- الخضار وتشمل:

3-2-6-1- الخضار المبكرة النضج: كالخيار والبصل والثوم والفجل التي تزرع غالباً كمحصول ثانوي بين خطوط الأشجار الصغيرة السن، مع الأخذ بعين الاعتبار احتياج هذه الأنواع المستمر للماء والغذاء والضوء، وهنا نشير إلى أنواع الخضار غير الملائمة للزراعات بين الأشجار لبعض الأنواع كالبراصيا والملفوف والسلق والبندورة المتأخرة النضج والكرنب.

3-2-6-2- الخضار المتأخرة النضج: إذا زرعت بين الأشجار قد تتسبب عن دوافع وإيقاظ النمو من جديد في الشجيرات صغيرة السن أو يتأخر فصل النمو بالاستدامة حيث يؤدي إلى عدم تهيئة الشجيرات الجيدة للدخول في طور الراحة (التشتية) مما يعرضها أثناء الشتاء إلى الحرارات المنخفضة المسببة لتجمد الطرود الغضة وغير المتخشبة.

وقد استنتج روبين في أبحاثه عام 1967 بأن نمو الأشجار في التفاح المزروع تحتها خضار كزراعات ثانوية يكون جيد يبلغ متوسط نمو الطرود وسطياً حوالي 110-127 سم أما عند نمو الأعشاب بين الخطوط أو عند زراعة الفصة فإن متوسط طول الطرود في التفاح إلى 56-60 سم.

3-2-6-3- القرعيات  من الخضار: كالخيار والكوسا واليقطين والقرع والبطيخ الأحمر والأصفر وغيرهما من الزراعات الثانوية التي يمكن أن تزرع في حقول الأشجار المثمرة الحديثة السن لولا بعض النواقص، النواحي السلبية في هذه الأنواع كالسوق الزاحفة والغضة التي لاتتحمل الجروح وتتوزع بتفريعاتها بحيث تغطي كل المساحة والتي تؤدي إلى تعرقل سير الآلات الزراعية وإجراء بعض العمليات الزراعية الضرورية إضافة إلى أن هذه الأنواع الخضرية لاتتحمل الظل.

3-2-7- المحاصيل البقولية:  كالفاصولياء والفول والحمص والبازلاء وفول الصويا وغيرها من هذه العائلة التي تعتبر أفضل أنواع المحاصيل المشار إليها أعلاه للزراعات الثانوية بين حقول الأشجار المثمرة ونحن بدورنا ننصح باتباعها وزراعتها، خاصة عندما تزرع لاستعمالها للتسميد الأخضر، فالكتلة الخضراء تحرث في التربة وتغنيها بالآزوت والمادة العضوية، إضافة إلى تحمل هذه الأنواع للظل ومردودها الاقتصادي عالي وحتى في المناطق المظللة، أما عن أشجار الفاكهة المزروع بين خطوطها بقوليات فنموها وإثمارها جيدان إضافة إلى الصفات النوعية الممتازة للثمار.

3-2-8- ويمكن استخدام أو زراعة بعض أنواع الفاكهة كالفريز بين خطوط الأشجار الصغيرة السن، لكنها تحتاج إلى خدمة عالية المستوة وبالتالي تنعكس هذه الخدمة على الأشجار المثمرة، وخاصة إذا بلغت العناية الواسعة بنجاح زراعتها فالأشجار المثمرة هنا تنمو بسرعة وتدخل في طور الإثمار بشكل طبيعي والمحصول يمتاز بكمياته ونوعيته.

أما في حقول الأشجار المثمرة الكبيرة يجب الابتعاد عن زراعة الفريز كزراعة ثانوية لأنها تعطي محصول منخفض وبنوعية رديئة وتعرقل عمليات إجراء المكافحة من الأمراض والحشرات على الأشجار المثمرة.

الزراعات الثانوية تزرع فقط في المساحة غير المشغولة من قبل المجموعتين الأساسيتين للنبات المجموعة الجذرية والمجموعة العلوية، وفي البساتين المثمرة والتي فيها المجموعات العلوية بشكل كروي ومستدير والأصول القوية كما في التفاحيات، فيمكن وحتى 6-8 سنوات من زراعة المحاصيل الثانوية بين الأشجار المثمرة.

أما في اللوزيات فحتى 4-6 سنوات لكن في الزراعات المكثفة وعلى أصول مقصرة والتربية القصيرة للمجموعات العلوية فإن الزراعات الثانوية قد تقتصر من 1-2 سنة، بعد ذلك تترك المسافات بين خطوط الأشجار مفلوحة ونظيفة بشكل دوري ومنتظم بحيث نحافظ على النظام الغذائي والمائي والتهوية الجيدة لتأمين النمو الغزير لبناء هياكل علوية وجذرية سليمة للأشجار وكذلك للإسراع في الدخول المبكر في طور الإثمار.

عندما نرغب في زراعة ثانوية بين خطوط الأشجار من المستحسن ترك فراغات واسعة بدون محاصيل بين الخطوط 0.5-1.5 م حتى يتمكن من إجراء العمليات الزراعية في التربة والتسميد والسقاية ومكافحة الأمراض والحشرات والتقليم وتشكيل هيكل علوي للشجرة وغيرها من الخدمات، هذه الفراغات في المساكب بين الخطوط تتسع سنوياً وباستمرار من طرفي الخط بعرض 40-50 سم.

عند زراعة محاصيل ثانوية بين الأشجار من الضروري معرفة احتياجات أنواع هذه المحاصيل المراد زراعتها للضوء:

أ‌-     محاصيل تتحمل الظل: كالفاصولياء والسبانخ والبصل والثوم للاستهلاك الأخضر.

ب‌-محاصيل متوسطة التحمل للمناطق المظللة: كالفول والبازلاء والبطاطا المتأخرة والجزر وغيرها.

ت‌-محاصيل لاتتحمل الظل : كالخيار والكوسا والبطيخ الأحمر والأصفر والبندورة المبكرة وغيرها.

وعند زراعة محاصيل ثانوية يجب الاهتمام بالخدمات الزراعية الواجب تأديتها كالحراثة والتسميد والسقاية وغيرها، وكذلك عند زراعتهم يفضل اتباع دورة زراعية وصحيحة حتى لاتترك قطعة تفتقر إلى مواد غذائية أكثر من قطعة أخرى أو يسوء استخدام كل القطع.

ويجب الأخذ بعين الاعتبار خصائص وأنواع وأصناف الأشجار المثمرة المزروعة وأصولها عند اختيار الزراعات الثانوية: ففي أنواع أشجار الفاكهة (اللوزيات) كالدراق والمشمش والكرز يجب الابتعاد عن أنواع المحاصيل الثانوية التي ستزرع والتي تتطلب سقاية باستمرار وبغزارة.

كذلك في الأصول المقصرة يجب الابتعاد عن أنواع المحاصيل التي لها جذور عميقة وتمتص كميات كبيرة من الماء والغذاء تضعف النمو والإثمار عند الأشجار المثمرة.