أساليب تراكم آثار النصوص في العمارة التفكيكية


العمارة التفكيكية يشير بعض منظري العمارة التفكيكيةإلى ضرورة التناص بتراكم الأساليب باستخدام تراكب وتجاور عدة أنظمة في آن واحد،واستخدام عدة أساليب كاللصق، التراكب، التجاور والانتقائية الجذرية لتحقيق التنوع،يسبق هذا التنوع، الاختلاف، فالاختلاف هو الكثير more is difference.

 

وإلى ضرورةتفكيك تقاليد العمارة وإعادة تركيبها في اندماجات متعددة لينتج نسيج لخليط منالانقلاب، التموج، الإقحام كحركة مستمرة .. لخلق عمارة معقدة تعتمد على التراكموليس التكرار. (مثلا في مشروع دار الأوبرا في طوكيو للمعماري تشومي (Tshumi) استخدام مبدأ التراكم باستثماره للخصائص (الفكرية) والأشكال معا في وقت واحد منخلال بدء المعماري من الموسيقى القومية واقتباس نوته معينة (خصائصها) واستخدامتشبيهات متراكمة ترتبط بنفس المجال كالسلم الموسيقي، العصا والتي تعبر عن منصةالاستماع في المسرح (الأشكال )

 

..تشير مجلة Architecture Record إلى الممارساتالتطبيقية للتراكمية والمطروحة في مشروع Iqualada cemetery للمعماري إنريك ، بأنهتجميع لعدة منظومات مأخوذة أحياناً من الموقع، فمخطط الموقع يشير أولاً إلى هيئةإنسان طائر، وقد يكون ملاكاً، وقد يكون مأخوذاً من إعادة الحياة للمسيح (ع)، ويدلعلى الصليب المضخم، وعلى هذا فأن العشوائية العالية للأشكال الصغيرة (الأجزاء)والعلاقة بينها كتركيب نهائي للمشروع،

العمارة التفكيكية

تثير التساؤلات وتدفع باتجاه اكتشافها .. كماان المشروع يتعالق مع مقبرة مودينا لألدو روسي وينتمي إلى كنيسة رونشامب في فرنسافي نفس الوقت، وان البنايات تشبه زومبيات بيت الدوروسي. (الزومبي: هو الميت العائدللحياة بالقوة الفائقة للطبيعة حسب الأسطورة الأفريقية ) فنلاحظ هنا محاولة تكثيفالمعنى بزيادة المدخلات سواء كانت شكلية أو فكرية، وهي السمة المميزة للتراكم،والذي يحاول استثارة المتلقي والدخول في حوار معه، وتبرز هنا العشوائية في تنظيمالتراكم (التراكم العشوائي) .

 
يبرز من جهة اخرى مستوى آخر في استثمار التراكمية،وهو ما يطلق عليه بالعمل الكورالي التوافقي (الجماعي)Choral work (هو البرنامج الذياقترحه دريدا لمشروع حديقة اللا فليت، ويطلق عليه في الأدب بالتظافر الأسلوبي) ،حيث يتم تجميع عدة أساليب في نفس الوقت، ففي مشروع اللافليت تم استخدام مجازاتمتنوعة ومختلفة وكلها بنفس الأهمية، عمل كل من آيزنمان ودريدا على استعمال جزأين:مقلع الحجارة واللوح الممسوح، “الآن أنت تأخذ الحجارة من مقلع وتبني مشروعاً، ثميأتي شخص آخر ويأخذ حجارة من مشروعنا ويبني شيئا آخر،..

 

نحن نبدأ من اللوح الممسوح،والذي هو تراكب جزأين (تشومي وكاناريكو) ثم يصبحان بعد ذلك مقلع حجارة، وهكذا، ثمبعدها تطرح من اللوح الممسوح تاركةً أثر للتراكب السابق والذي هو أيضاً أثر لطرحسابق ويستثمر آيزنمان فكرةchoral work بأسلوب آخر، في مشروع روميو وجولييت هناكثلاث نصوص تولد المشروع، وعليه أصبحت الشبكة التراكمية أكثر تشابكاً، ويشير آيزنمانإلى ذلك بقوله “في كل نص هناك نص آخر، نص برنارد يمكن رؤيته كنص لآيزنمان في فنس،ونص آيزنمان سوف يكون نصا لدريدا، ونص دريدا يكون مترابطاً مع نص أفلاطون، وفيأثناء تطوير أل Choral work يصبح تراكم النصوص معقدا أكثر فأكثر.

 

ويختلف التراكمحسب نوع التداخل بين النصوص والذي يتمثل عند آيزنمان بصدفة الاندماجات كحالاتمتباينة لإحداث لا يمكن التنبؤ بها من خلال كسر التوقع بالمفاجأة. كما في مشروعجامعة سنسناتي ويستخدم آيزنمان مبدأ إعادة الاستخدام reuse في بناء التراكم، حيثيعاد استخدام وتوظيف الأشكال (جزء منها، علاقة،..) عدة مرات ومرات في سياقاتمتعددة، وهو ينطبق أيضا على الأبنية الفكرية، فالكنيسة في مشروع (روميو وجولييت)اتخذت لتعبر عن الاتحاد مرة والانقسام مرة أخرى، وهكذا.