أسرار جديدة لتحقيق استدامة عالية


أسرار جديدة لتحقيق استدامة عالية

قد يصعُب عليك عزيزي القارئ تمييز ما تراه في الصورة تماماً…

توفيراً لعناء البحث والتمحيص نطلعك هنا في بوابتنا العربية بأن ما تراه هو جزءٌ مميز للغاية من جسد مبنى مستدامٍ للغاية موجود ضمن متحف ويلد أند داونلاند المفتوح في الهواء الطلق في سَسكس الإنكليزية، تم التوصل لشكله الإبداعي المتموج بالاستعانة بخشب البلوط المحلي الأخضر، الذي كان سر الاستدامة المبهرة التي حققها التصميم.

فبتوقيع معماريي إدوارد كَلينان وبالتعاون مع Buro Happold الشهيرة للهندسة الإنشائية وشركة غرين أوك كاربنتري المختصة بخشب البلوط، تم التوصل لهيئة مبنى داونلاند غريدشيل المذهلة المصنوعة من كتلةٍ خشبية مدعمة ذاتياً، تُعتبر واحدةً من أربعة كتلٍ مشابهة في العالم بأكمله!

أسرار جديدة لتحقيق استدامة عالية
أسرار جديدة لتحقيق استدامة عالية

بالنسبة لوظيفة هذا المبنى، فقد تم ابتكاره ليخدم كمساحةٍ فريدة لاحتضان ورشات العمل ونشاطات بيع القطع الأثرية، حيث يمتد على مساحةٍ إجمالية تقدّر بخمسين فدان من مساحات العرض التي تقدم حوالي خمسين مبنى تاريخي من حقبٍ وطرازات مختلفة لعامة الناس. وقد تم تركيب هذه البنية الشبكية وثنيها بالاعتماد على قوة الجاذبية، وهو أيضاً ما جعل عملية البناء عمليةً فعالةً للغاية من حيث استهلاكها للطاقة، نتج عنها هذا الشكل المتماوج الفريد الذي نراه اليوم أمامنا.

وللعلم تم استحضار الخشب من منطقة نورماندي، وتم جمعها مع بعضها البعض لتشكّل سويةً شبكةً فريدة بأبعاد 165×115 قدم.

فوفقاً لأبحاث عميقة أجرتها شركة Buro Happold، لا يشكل معدل الطاقة المستخدم في عملية إنشاء الكتلة بهذه الطريقة سوى 3% من لوازم بناء كتلة إنشائية فولاذية أو خرسانية مسلحة؛ ما يعني أن المبنى يلاقي وبكل جدراة أعلى معايير الاستدامة.

يُذكر أن تصميم المبنى قد نال عدة جوائز مرموقة، من بينها جائزة صناعة الإنشاء البريطانية، وجائزة سيفيك ترست، وجائزة غولد وود، كما تم استخدامه مباشرةً وفور انتهائه كمظلةٍ مؤقتة لمدخل مركز بومبيدو الشهير.