أشعة جاما


أشعة جاما

بعد الدراسات والأبحاث تبيّن أن أشعة جاما هي عبارة عن أشعة كهرومغناطيسية، اكتشفها عالم فرنسي الجنسية فيلارد في عام 1990 ميلادي، وتُعتبر نتاج التفاعلات النووية التي تَحدث في أكثر الأحيان في الفضاء، وتَنتج هذه التفاعلات النووية من بعض العناصر المُشعة كاليورانيوم، وبعض النويدات، أو النظائر المُشعة، التي تتميّز بنشاط إشعاعي.
وتنتشر هذه التفاعلات في الفراغ والهواء بسرعةٍ كبيرة قد تكون تُساوي سرعة الضوء، وتُعتبر طاقتها عالية جداً، وتتميّز بقدرتها العالية على النفاذ من الأشعة الفوق بنفسجية، أو الأشعة السينية، وحتى من موجاتها قصيرة المدى، والتي قد يتراوح طولها من 0.05 أنجستروم إلى 0.005 أنجستروم، علماً بأنّ الـ1 انجستروم أو الأنغستروم يُساوي 0.1 نانومتر.
وأشعّة جاما تُعتبر من الأشعة الضارة التي تُؤثر على الخلايا الحية بشكل مُباشر، ولكن من رحمة الله وجود الغلاف الهوائي المُحيط حول الأرض، الذي يعمل على امتصاص وتشتيت هذه الأشعة ذات التردد الموجي العالي والطاقة الكبيرة،
أشعّة جاما قد تخترق جسم الإنسان؛ نظراً لقدرتها الفائقة على تدمير الخلايا الحية، فهي تُعتبر أشعة مُؤيّنة، أي أنها تعمل على تأيين الوسط الذي تمر فيه بسبب اصطدام الشعاع بذرات الوسط، مما يُؤدي إلى طرد بعض إلكترونيات الذرات، أي إنّها قد تُؤدّي إلى موت الخلية.

استخدامات أشعة جاما
في الصناعة

تُستخدم في المجال الصناعي، ولها عدة استخدامات: كفحص وتصوير أنابيب البترول لمعرفة سلامة الأنابيب، واكتشاف النفط، وقتل الجراثيم في المواد الغذائية المُعلبة، وتعقيم الحبوب، واستخدامها في المُفاعلات النووية، وصناعة الصواريخ، والقنابل النووية المُدمرة.

في الطب

في المجال الطبي تُستخدم بشكل قليل وبكميات صغيرة أو قليلة ومتفاوتة؛ كجرعات الأشعة التي تُعطى لمرضى السرطان؛ لأن لها دقة كبيرة في تدمير خلايا السرطان، وتُعطى الجُرعات بدقة مُتناهية ومحسوبة ومدروسة بشكل جيد؛ بحيث تُدمّر الخلايا السرطانية بشكل كامل، لكن بالنسبة للخلايا السليمة في جسم الإنسان، فهي تستعيد حيويتها ونقاهتها بعد فترة علاج السرطان، ولا تحتاج لعلاج.

في العلم

تُستخدم أشعة جاما في العمل على تطوير المُفاعلات النووية، ومعرفة تأثير أشعة جاما على بعض المُركبات المُختلفة، وعلى وجه الخصوص، المركبات العضوية، والملوّثات المعقدة، والتجارب العلميّة كالكشف عن أسرار النواة.

تعريف_اشعة_جاما
مدى الخطر الذي تُشكّله أشعة جاما

تُعتبر أشعة جاما من أخطر الإشعاعات الكونية، فكما أسلفنا بأنها تخترق الخلايا الحية على وجه العموم، فهي تُعتبر خطيرةً جداً بالنسبة للإنسان، فالتعرض لها يُسبب تأيين للخلايا البشرية، فهي سبب رئيس في الإصابة بالسرطان، والعديد من المشاكل الجلدية الخطيرة، وجميعها تتمحور حول مرض السرطان، وللوقاية من هذه الأشعة، يتوجّب علينا إذا كُنا سنعمل في أحد المعامل التي تحتوي على هذه الأشعة، أن نستخدم حاجزاً على الأقل سُمكه 1 سم من الرصاص؛ حيث يعمل الرصاص على امتصاص أكبر قدر من أشعة جاما وضررها قبل أن يُلحق الأذى بجسم الإنسان، وقد تكون إحدى المشكلات بالفعل هي أنّ الإنسان لا يستطيع رؤية هذه الأشعة بشكل فعلي، فيجهل موقع تواجدها، لذلك، يتوجب الوقاية من هذه الأشعة.

كيف يُمكننا رؤية أشعة جاما الكونية؟

يُمكننا رؤية أشعة جاما الكونية عن طريق مراصد خصوصية فضائيّة كونية يُمكنها تصوير هذه الأشعة من داخل أعماق المجرات الكونية والنجوم المُتفجرة، فهُناك أُناس مُخصّصون لهذه الفضائيات الكونية؛ لأنهم أكثر إدراكاً لكيفيّة التعامل مع كافة الأحوال.

تأثير أشعة جاما على الكائنات الدقيقة
تأثير مُباشر

التأثير أو التفاعل المُباشر تماماً يُقصد به التغير في الواقع الجزيئي للأهداف الخلوية من عضيات وجزيئات تُعتبر نشطة، وذلك بفعل الأشعة المُؤينة، وليس بفعل جزيئات أو جذور تكون قد نشأت بسبب تعرض جزيئات أخرى للأشعة المُؤينة، ويُعتبر الـDNA مُكوّناً من هذه الجزيئات التي تحمل المعلومات الوراثية المعنية بالتجديد، والتضاعف، والانقسام، وغيرها من الوظائف المهمة، فيُعتبر فقدها أو التأثير فيها أمراً مُؤثراً على بقاء الكائن وقدرته على الاستعمار؛ وقد تَفقد الخلية قدرتها على الأيض؛ بسبب كسر الروابط، وكسر السُكر الفوسفاتي، ودمار القواعد النيتروجينية.

تأثير غير مُباشر

لأشعة جاما تأثير غير مُباشر على الكائنات الحية الدقيقة، ويُقصد بذلك أن لها تأثير على جزيئات تتحول بعد امتصاصها إلى جزيئات أو جذور وإلكترونيات تُؤدي إلى حدوث تفاعلات كيميائية تُدمر النظم الخلوية.

التصوير بكاميرا جاما

كي نُصبح أكثر معرفة حول أشعة جاما نُدلي لكم بكيفية التصوير بكاميرا جاما، فيقوم مبدأ التصوير بكاميرا جاما على مبدأ التصوير النووي، أو مبدأ التشخيص الطبي عن طريق استخدام النظائر المُشعة، ويقوم هذا كله على أساس حقن المرضى بنظائر مُشعة مُقتفية مُحددة، ثم يتم قياسها باستخدام أجهزة خاصة تعمل على نحو قريب من الكاميرا>
وهذا النظام مُزوّد بحاسب آلي مُتقدم يُعطي بُعد صورة ذات بُعدين مُختلفين أو أكثر من بُعد للعضو المُراد تصويره، فهُناك نوعين من التصوير النووي، فأحد هذه الأنواع يعتمد على أساس حقن المريض بمادة مُستذنبة أو مُقتفية، مُطلقة إشعاعات جاما التي تتناسب مع العضو المُراد تشخيصه، بمعنى أنّ هذه النظائر تكون باحثة لذلك العضو أثناء دخولها إلى الجسم، ويجري بعد ذلك امتصاصها وتركيزها فيه، ويتم بعد ذلك تصوير العضو المُراد تصويره بكاميرا تُسمى بالكاميرا الجامية، ويتم التصوير عن طريق هذه الكاميرا من عدة زوايا واتجاهات.

الكاميرا الجامية

هي عبارة عن كاميرا تعتمد على نظامٍ لقياس إشعاعات جاما، وباستخدام الحاسب الآلي يتمّ عمل صورة مجسّم للعضو، ومن بعد ذلك يتمّ تحديد العيوب والمشاكل التي تخل بوظيفته.