التقويم الشمسي


يتخذ حركة الشمس في السماء لإعداد الشهور و السنة في التقويم الشمسي. و السنة الشمسية تعتمد على دوران الأرض حول الشمس و تطول هذه الدورة 365 يوماً و 5 ساعات و 48 دقيقة و 46 ثانية و نستطيع أن نتصور بأن خلال هذه الدورة، الأرض تبدأ من نقطة معينة في مدارها و تعود إليها مرة أخرى.

و كان يعتقد الشعوب السالفة بأن الأرض ثابتة في مكانها و الشمس هي التي تدور حول الأرض و رسموا السنة الشمسية فترة ما بينها تمر الشمس نقطة معينة في السماء (برجها) مرتين. و السنة الشمسية في هاتين الحالتين (ثبوت الشمس و دوران الأرض حولها و حالة الأخرى ثبوت الأرض و دوران الشمس حول الأرض) تكون بنفس المقدار.
قبل أن أشير إلى التقاويم الشمسية، سأوضح بالتفصيل إلى الدوران الأرض حول الشمس و نقاط ذات أهمية في مدارها لكي أسهل مفهوم سنة شمسية.

كما قلت بأن الأرض تدور حول الشمس بمقدار 365.2422 يوماً و مدارها ليس دائرياً بل بيضاوياً و تحل الشمس في إحدى بؤرتيه كما توضع الصورة.

 

 

التقويم الشمسي

و إذا رسمنا خطين لتقاطع بعضهما ببعض في النقطة التي تحلها الشمس بالزاوية 90، نرى بأن امتداد هذه الخطين سيقطعان المدار بأربعة نقاط. و هناك نقطتان تقعان بفاصلة متساوية من الشمس و هما الاعتدال الربيعي و الاعتدال الخريفي و يتساوي الليل و النهار في الإعتدالين.

و نقطتان آخران تقعان بفاصلة غير متساوية من الشمس و نقطة التي أبعد من الشمس تسمى الانقلاب الصيفي و أخرى الانقلاب ألشتائي التي اقرب إلى الشمس. و سيصل طول النهار إلى ذروته عندما تمر الأرض من نقطة الانقلاب الصيفي و سيكون أطول ليل في السنة عندما تمر الأرض انقلاب ألشتائي.

يبدأ موسم الربيع عندما تنتقل الأرض من الاعتدال الربيعي إلى الانقلاب الصيفي و يزيد طول النهار في هذا الفصل و يكون فصل الصيف من الانقلاب الصيفي إلى الاعتدال الخريفي و تقل مدة النهار في هذا الفصل لكي يتساوي مع الليل في الاعتدال الخريفي. و من الاعتدال الخريفي (بداية فصل الخريف) يزيد طول الليل إلى أن يصل إلى ذروته في الانقلاب ألشتائي و يبدأ موسم البرد من هذه النقطة و تقل مدة الليل لأن تصل الأرض إلى الاعتدال الربيعي.

تختلف سرعة الأرض في دورانها حول الشمس تبعاً لبعدها عنها، فإذا كانت قريباً، فإنها تدور بسرعة أكبر، وكلما زاد بعدها كلما قلت سرعتها في الدوران و بهذا السبب يكون فصل الربيع و الصيف أطول من فصل الخريف و الشتاء.

هناك حضارات بشرية كثيرة في العصور السالفة استخدمت التقويم الشمسي كرمز لثقافتهم و ذلك بسبب تقديسهم و احترامهم للشمس كإله الذي يحييهم و يجدد حياتهم بعد ذهاب الليل و نرى ذلك في التاريخ الفراعنة و إنهم بنوا الأهرام مستندة على شروق و غروب الشمس و كذلك نرى بأن في المجتمع الفرس و قبل الإسلام كانوا يدفنون الأموات باتجاه شروق الشمس. و شيدت كثيرا من المعابد للأمم القديمة في أمريكا و بابل و بين النهرين لعبادة الشمس.
هنا سأشير إلى ثلاث أهم تقاويم شمسية و هم التقويم اليولياني، و التقويم الجريجوري، و التقويم الفارسي.