الزراعة المائية : تعلم كيف تجهز نظام للزراعة بدون تربة


الزراعة المائية ليس للتربة وظيفة واضحة في بقاء النبات ونموه وانما هي وسط حامل للمواد المغذية وحافظ للماء ويمكن الاستغناء عنها اذا تم ايجاد وسط بديل ذلك ما توصل اليه الخبراء بالزراعة منذ القرن الثامن عشر، وهو ما فتح المجال امام تطور تقنيات الزراعة بدون تربة او ما عرفت بالزراعة المائية.

يحتاج النبات الى الماء وبعض المغذيات بكميات متفاوتة بالاضافة الى ضوء الشمس واذا تم التوصل الى حاجة كل نبات من الماء والمغذيات فيمكن ان يتم توفيرها له في اي وسط زراعي، بهذة النظرية بدأت وازدهرت الزراعة المائية وهي محاولة لاستغلال بعض الاماكن في غياب تربة صالحة للزراعة مثل اسطح المنازل في المدن او في حالات تعذر استغلال التربة لارتفاع ملوحتها كما في المناطق الصحراوية .

الزراعة المائية هناك عدة اشكال للزراعة المائية لكن اهمها هو القائم على شبكة من الانابيب بأحجام مناسبة، تمر من خلال المياه المحملة بالمغذيات فيما توضع اشتال المزروعات في فتحات علوية على طول الانبوب، واهم مكونات هذا النظام

 

 

 

الزراعة المائية

 

 

مكونات نظام الزراعة المائية بالانابيب

حوضي التغذية والتفريغ : وهما حوضان من الماء يوضع في احدهما المغذيات والاسمدة ويغذى بها النظام بينما يستقبل حوض التفريغ المياه بعد خروجها من النظام وقد يستعمل حوض واحد بحيث تخرج المياه منه وتعود اليه بعد الانتهاء من الرحلة داخل النظام.

مضخة لنقل المياه عبر النظام، وتكون ذات قدرة منخفضة نسبية لعدم الحاجة الى نقل المياه الى ارتفاعات عالية .

شبكة من الانابيب بقطر من 4-6 انش يكون بها فتحات من اعلى لوضع الاشتال، وتكون هذة الانابيب مرتبة بشكل افقي او على شكل هرمي, ولعمل هذة الشبكة فإن هناك حاجة لاستعمال الاكواع والوصلات او استعمال انابيب بقطر 1 انش بحيث تنقل المياه من خط من خطوط الشبكة الى آخر

 

 

 

الزراعة المائية

 

اصص للزراعة تحتوي على الحصى لتثبيت الاشتال في الفتحات المعدة لذلك.

ولعمل نظام الزراعة المائية يمكن الاستفادة من انابيب البلاستيك التي تستعمل في التمديدات المائية العادية وذلك لسهولة عمل فتحات فيها وتوفر الوصلات المناسبة لتوصيلها ببعضها، حيث يمكن ان تتبع الخطوات التالية لتجهيز نظام زراعة مائية لاستغلاله في زراعة بعض انواع الخضروات:

نظام الزراعة المائية

1 – يتم اختيار المكان المناسب لتثبيت النظام سواء على سطح المنزل او في ساحاته، ويتم اختيار اطوال الانابيب التي تناسب المكان .

2 – اذا تم اختيار النظام الافقي فيتم تركيب عدة خطوط من الانابيب بحيث توصل نهاية كل خط ببداية الذي بعده ويتم ذلك عن طريق الاكواع او الوصلات البلاستيكية، كما يمكن استخدام انابيب بقطر اقل من 1 انش لنقل الماء من خط الى الخط الذي يليه .

3 – يتم ربط بداية الخطوط بالمضخة التي ستنقل المياه من خزان المياه الغنية بالمغذيات، ويمكن ان يتم وضع الخزان في مستوى اعلى من النظام فيسمح للمياه الانسياب دخل النظام الى حوض التفريغ ثم تعاد مرة اخرى الى حوض التغذية عن طريق المضخة دفعة واحدة .

4 – توضع كمية من الحصى لتثبيت الاشتال في اوعية الزراعة ثم تنقل الاوعية الجاهزة الى اماكنها في الفتحات العلوية للانابيب .

5 – يتم تغيير المياه في النظام مرة الى مرتين اسبوعيا لضمان عدم تركم الاملاح على جذور النبات نتيجة زياة تركيزها في مياه الري وكذلك لزيادة محتواها من المغذيات .

6 – يمكن زراعة عدة اصناف من الخضروات ويمكن الاستعانة بخبير في مجال الزراعة لمعرفة كمية المغذيات المناسبة لكل صنف من اصناف المزروعات .

 

 

 

الزراعة المائية

 

 

ويمكن استعمال هذا النوع من الزراعات في المدن على اسطح العمارات وفي المناطق التي ذات التربة الرملية غير الصالحة للزراعة والتي تحتاج الى جهد كبير لاعادة استصلاحها، كما يمكن ربط نظام الزراعة المائية ببعض احواض السمك، اذ يعمل النبات على تنقية مياه الحوض من الامونيا السامة الناتجة عن فضلات الاسماك وذلك يوفر للنبات مادة غذائية جيدة، ولا بد من وجود وسائل حماية للنباتات من اعتداءات الطيور ومن اشعة الشمسالمرتفعة في البيئات الصحرراوية .

انشاء نظام للزراعة المائية لا يحتاج الى اسثمار كبير او الى تقنية عالية لتنفيذه وتشغيله كما انه ليس بحاجة الى طاقة كبيرة، كما انه لو تم زراعة اسطح المباني في كثير من المدن العربية بهذة التقنية فسيوفر جزء مهم من المواد الغذائية لسكان تلك المدن دون الحاجة الى استيراد كميات كبيرة من الخضروات بأثمان باهضة, وقد اثبتت عدة تجارب عالمية وعربية نجاعة انظمة الزراعة المائية – سواء التي ذكرت هنا او غيرها- في توفير جزء مهم من الاطعمة الصحية ورخيصة التكاليف.