السماد العضوي


السماد العضوي الذي يطلق عليه أيضاً السماد الطبيعي هو دائماً الخيار الأمثل من أجل تحسين أداء التربة، متجاوزاً بذلك العديد من الأضرار التي قد تؤثر على صحة الإنسان ما إذا قورن بالسماد الكيماوي. لطالما أراد الإنسان الحصول على إنتاجية أفضل من المحاصيل و ذلك بواسطة تعزيز قدرة التربة على إمداد الغذاء للنبات من خلال الأسمدة، و بالطبع كانت البداية مع الأسمدة العضوية التي بدأت منذ نحو 6000 عام – 10000 عام حتى الأن فقد تطورت بمعدل طردي مع تقدم الزمن. لك أن تتخيل مدى فعالية هذا السماد عندما تعلم أن الكتاب اليابانيين الأوائل قالوا عن هذه الأسمدة أنها ليست إلا قلباً يتم إضافته إلي التربة، إمتدت تلك المعرفة لتشمل إلي جانب التسميد التجيير و تعاقب المحاصيل الزراعية مع البقوليات و حتى إدراك مدى قيمة رواسب الطمي عن الأنهار الفيضانية منذ أكثر من 5000 عام.

 

 

 

السماد العضوي

 

 

الأيام الأولى من التاريخ القديم للأسمدة العضوية:

سجل التاريخ استخدام المصريون و البابليون والرومان والألمان الأوائل الأسمدة العضوية وغيرها من المعادن لتعزيز إنتاجية أراضيهم. كما استخدمت الحضارات اليونانية والرومانية القديمة مجموعة متنوعة من المواد المعدنية والعضوية لتنشيط التربة، بما في ذلك المرل (خليط من الطين والجير)، والآلات ورماد الخشب والحيوانات والعظام البشرية والفضلات ومخلفات المحاصيل والأسمدة الخضراء. كما دخل البوتاسيوم الطبيعي والجبس في العصور الوسطى. وفي أوائل الستينيات؛ بدأ تحديد وقياس آثار النتائج الأولية لمواد النباتات الحية الغذائية. ومن هنا قد تغير كل شيء في عدة جوانب في الزراعة.

وتم اكتشاف، بفضل علماء الأحياء المجهرية للتربة، أن مادة الدّبال وتعايشها مع مجموعة واسعة من المعادن المعقدة والمواد الغذائية – وخاصة النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم- يمكن أن يحدث وفرة غير عادية في الحياة النباتية ويضفي عليها الحيوية.

ولكن لم تلبث الأسمدة الكيميائية بتأثيراتها الضارة على التربة كثيرًا حتى ظهرت في منتصف عام 1800. وكان هذا أول انحراف كبير عن مبدأ استخدام الأسمدة العضوية. وبدأ من حينها صناعة الأسمدة الكيمائية على نطاق واسع الانتشار.

 

 

السماد العضوي

 

 

كانت الزراعة التقليدية للعديد من الأنواع في مختلف العصور والأماكن هي الأصل في الزراعة وتمت ممارستها منذ آلاف السنين وتقوم الزراعة بالأسمدة العضوية أو ما يطلق عليها الزراعة العضوية مقام الزراعة التقليدية حاليَا رغم عدم وجود أي من الطرق العضوية قديمًا. فعلى سبيل المثال: يعتقد أن زراعة الغابات التي كانت بمثابة نظام كامل لإنتاج الأغذية العضوية والتي يرجع تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ أقدم وأكثر الأنظمة البيئية الزراعية مرونة عالميًا.

خصائص السماد العضوي

تتنوع المغذيات العضوية تنوعًا كبيرًا، وتختلف في النوعية والكمية المستخدمة. ويعد جانب الجودة مهمًا للغاية في تحديد إمكانية ظهور مواد السماد العضوي الغذائية. إذ تستخدم الكائنات الحية الدقيقة التي تتحلل وتُكوّن الأسمدة العضوية عنصر الكربون في هذه المواد المغذية كمصدر طاقة للنمو. كما يعتبر عنصر النيتروجين (N) من الأكثر العناصر التي تتطلبها الكائنات الدقيقة للنمو ووالتكاثر. وغالبًا ما تكون المواد المتوفرة منخفضة وبصفة خاصة في محتوى عنصر النيتروجين. أما الأسمدة ذات نسب النيتروجين المنخفضة مثل قش الحبوب والأسمدة البلدي، فتستهلك الكائنات الدقيقة الكثير من النسبة المتاحة لنموها. ونتيجة لذلك؛ سيتم إطلاق كميات ضئيلة من النيتروجين للمحصول. وبالتالي؛ فإن المواد ذات النوعية الرديئة ذات الإمكانيات المحدودة عليها تحسين وتعزيز القدرة الإنتاجية. كما يمكن تحسين مدى فعالية هذه المواد من خلال دمجها مع أسمدة النيتروجين المعدنية مثل نترات الأمونيوم أو اليوريا. ويمكن أيضًا استخدام الأسمدة المعدنية بصورة أكثر كفاءة من خلال زراعة المحاصيل في التربة مع كميات كافية من المواد العضوية التي تقدمها الأسمدة العضوية.

السماد العضوي
مخزون من السماد العضوي

تأثير السماد العضوي على التربة

تميز السماد العضوي بتأثيره الكبير على التربة إذ يضمن بقاءها خصبة لمئات السنين. حيث يبقى الدليل شاهدًا على ما يُقال؛ إذ أن الأراضي الواقعة في أماكن الحضارات القديمة مثل الهند والصين لا تزال خصبة حتى يومنا هذا نظرًا لاستخدام الأسمدة العضوية، على الرغم من زراعتها لآلاف السنين. ويرجع الحفاظ على خصوبة التربة بسبب استخدام الأسمدة العضوية بشكل دائم في الماضي. ومع ذلك، مع زيادة استخدام الأسمدة الكيماوية اليوم، سرعان ما تقفد الأرض خصوبتها إلا أن هذا أجبر العديد من المزارعين على زيادة استخدام الأسمدة الكيماوية حتى مغادرة مجال الزراعة تمامًا!

 

 

السماد العضوي

 

 

فوائد السماد العضوي

الأسمدة العضوية هي المركبات الكربونية التي تزيد من إنتاجية المحاصيل والنباتات وجودة نموها. وتتمتع تلك الأسمدة بعدة فوائد ومزايا تفتقدها الأسمدة الكيماوية. وكما ذكرنا فإن تخصيب التربة يعد من أكثر الفوائد الهامة لاستخدام الأسمدة العضوية. بالإضافة إل عدة فوائد أخرى وتشمل ما يلي:
إنتاج أغذية غير سامة: يضمن استخدام الأسمدة العضوية إنتاج نباتات خالية من المواد الكيميائية الضارة. ونتيجة لذلك: فإن المستكلين الذين يتناولون هذه المنتجات العضوية هم أقل عرضة للإصابة بعدة أمراض مثل السرطان والسكتات الدماغية والأمراض الجلدية، بالمقارنة مع أولئك الذين يستهلكون المواد الغذائية التي تم إنتاجها باستخدام الأسمدة الكيميائية.

تُنتج داخل المزارع: يمكن أن تكون غالبية الأسمدة العضوية معدّة محليًا أو في المزراع ذاتها. لذا فإن تكلفة هذه الأسمدة أقل بكثير من تكلفة الأسمدة الكيماوية.

إستثمار برأس مال منخفض: بالإضافة إلى إمكانيات إنتاج الأسمدة العضوية في المزراع، فإنها تساعد أيضًا على الحفاظ على بنية التربة وزيادة القدرة على الاحتفاظ بالمغذيات. لذلك؛ فإن المزارع الذي يمارس الزراعة العضوية لعدة سنوات يتطلب منه استخدام نسب أقل من الأسمدة، لإن تربته غنية بالمواد الغذائية ومخصبة جيدا. وبالتالي، سينفق رأس مال أقل، ليعود عليه النفع بصورة أكبر