العمارة المعاصرة
العمارة المعاصرة

العمارة المعاصرة في المجتمعات الإسلامية في العالم الإسلامي


كانت العمارة على مر العصور الإسلامية مرآة تنعكس عليهاالمقومات البيئية الحضارية للسكان في كل عصر سواء كانت من الناحية الاجتماعية أوالثقافية أو من الناحية الطبيعية والمناخية , وكانت تحمل في مجملها وتفاصيلها كثيرامن القيم المعمارية التي استمرت تحملها على مر العصور وتعتبر الثوابت التراثية التييمكن أن تمتد إلى العمارة المعاصرة في المجتمعات الإسلامية في العالم الإسلامي ,ويمكن إجمال هذه الثوابت على النحو التالي :-

التعبير العضوي للعناصرالمعمارية :-

يعكس التشكيلالعام للعمارة في العصور الإسلامية وظائفالمكونات المختلفة ولذلك ظهرت التشكيلات المعمارية في عمارة العصور الإسلامية فيصورة عضوية وتلقائية واضحة ليس فيها تكلف أو تصنع .

التباين بين المسطحاتالمقفلة والمفتوحة:-

يظهر التباين بين المسطحات والفتحات في عمارة العصورالإسلامية نتيجة لطبيعة وطرق الإنشاء التي كانت تعتمد على مواد البناء المحلية مثلالحجر أو الآجر ,الآمر الذي أعطى معظم الفتحات اتجاها طوليا أوجد العقود لتغطيةالفتحات الكبيرة . ولا يوجد بين الفتحات ارتباطات تشكيلية مفتعلة سواء بخطوط رابطةأو بمسطحات ألوان أو بغير ذلك .

التعبير المعماري للعناصر الإنشائية :

يظهر التعبير المعماري للعناصر الإنشائية جليا في عمارة العصور الإسلاميةخاصة في المباني السكنية حيث تظهر أعتاب الفتحات الكوابيل الحاملة للأبراج معبرة عنصراحة الإنشاء وبنفس التعبير تظهر الأكتاف الإنشائية للمباني كما تظهر صراحةالإنشاء في طرق التسقيف . وتظهر الأعمال الخشبية بلونها الطبيعي مؤكدة مرة أخرىصراحة التعبير . وعندما لا تظهر مادة الإنشاء واضحة فإنها تغطيها مادة طبيعية أخرىمثل القاشانى أو الكاش المزخرف .

التنغيم فى التشكيل المعمارى :

يعتبر التنغيم من القيم الواضحة التي تظهر في التعبير المعمارى للواجهاتفي عمارة العصور الاسلامية . خاصة في المبانى العامة مثل وكالة الغورى بالقاهرةالتي تظهر فيها التنغيم بايقاع منتظم مع اختلاف في لمستوى . وقد ظهر هذا التنغيمبايقاع غير منتظم كما في الواجهة الرئيسية لمدرسه السلطان حسن . وظهر مع الاليقاعالمعمارى في الفتحات المثلثة التي انتشرت في المبانى القديمة بوسط الجزيرة العربيةحيث استعمال الطين كمادة للبناء .

تكامل الفراغات :

يعتبر تكاملالفراغات وتداخلها من أهم القيم التصميمية لعمارة العصور الإسلامية وخاصة فيالمبانى السكنية كما في اقاعة والدور قاعة. وايضا في بعض المبانى الدينية كما فيمدرسة السلطان قايتباى . كما تظهر هذه العلاقة الفراغية في ارتباط فراغ غرف الادوارالعليا بفراغ الادوار السفلى . وتتاكد كذلك في التباين والانتقال المفاجى من الفراغالضيق الملتوى للمدخل إلى الفراغ الاكبر في الفناء الداخلى للمبنى وتساعد هذهالظاهرة على امتصاص الهواء وتفريغه وتجديده داخل المبنى .

التوجيه إلىالداخل :

يعبر توجيه المبانى إلى الداخل عن طبيعة الحياة الاجتماعية والظروفالمناخية الأمر الذى استبدل معه الفراغ الخارجى بالافنية الداخلية حتى تستوعبالنشاط الخاص بالسكان وبذلك تظهر المبانى الاسلامية متلاصقة ليس بينها اى مسافات أوفراغات وفى حالة عدم التوجه للداخل فان الفتحات الخارجية للادوار السفلية تكونمرتفعة وتكون الشبابيك مغشاه بمشربيات من اجل الحفاظ على خصوصية أهل المنزل . وتختلف اطوال وعروض وارتفاعات الافنية الداخلية فهى تتراوح من 2:1 إلى 4:3 فيالمسقط الافقى و 2:1 في المسقط الراسى . و فى حالات الصالات المرتفعة أو القاعاتيربط الفراغ الداخل بالخارج فى شكل القبة أو الغطاء العلوى للقاعة أو الفانوس (الشخشيخة) والتي تنعكس على سطح النافورة التي تتوسط ارض هذه القاعة.

خطالقطاع الخارجي :

من الملامح المعمارية التي تتميز بها بغض المباني في عمارةالعصور السلامية خط القطاع الخارجي خاصة في المباني السكنية . وخط القطاع يحددجانبي الشارع وفى هذا القطاع تزداد البروزات تدريجيا من الأدوار السفلي إلى الأدوارالعليا الآمر الذي يساعد على تظليل جوانب المباني وزيادة الانتفاع بالفراغ العلويللشارع ومثال ذلك نراه في قصر بشتاك , وفى منزل وكالة الغورى .

وإذا كان هذاالتشكيل المميز لخط القطاع يظهر في عمارة العصور الإسلامية في مصر إلا انه لا يتكررفي القطاع الخارجي لعمارة العصور الإسلامية في إيران أو في المملكة العربيةالسعودية أو باليمن وهكذا , الآمر الذي يؤكد اختلاف النمط

التشكيليلعمارة العصور الإسلامية من منطقة لأخرى . هذا النمط الذي ظهر نتيجة لتفاعل العواملالبيئية والاقتصادية والاجتماعية السائدة بكل منطقة .

المعالجات المناخية :

من الملامح المعمارية التي تعكسها عمارة العصور الإسلامية ظهور العناصرالمعمارية التي تخدم الظروف المناخية .فبجانب الأفنية الداخلية تعتبر الملاقف منأهم العناصر المميزة التي تخدم هذه الظروف فهي في مصر مثلا تستقبل الهواء الرطب منمصدرة في الشمال الغربي ثم توجهه بعد ذلك إلى داخل المبنى ملاقية بذلك آي صعوبة فيتوجيهه المباني . ويختلف تصميم هذه الملاقف باختلاف المناطق المناخية واتجاهاتالرياح ورطوبة الجو فيها . فظهرت انماط لها مثل البادجير في منطقة الخليج وايران . ثم نجد المشربيات من العناصر الاخرى التي تخدم الظروف المناخية والاجتماعية مع وقدارتبط اتساع فتحاتها بمستوى نظر الانسان حيث تضيق هذه الفتحات عند مستوى النظروتتسع بالتدريج إلى أعلى هذا المستوى .

وعمارة القصور الإسلامية بالإضافةإلى ذلك غنية بالعناصر الأخرى مثل النوافذ ذات الضلف التي تنزلق إلى أعلى أو غيرهامن الأشغال الخشبية المستعملة داخل المباني أو خارجها.

التشكيلات الهندسية :

من الملامح التي تعطيها عمارة العصور الإسلامية تلك التكوينات والتشكيلاتالهندسية التي تظهر في التفاصيل المعمارية الدقيقة التي تكون العناصر المعماريةالكبيرة .وهى تقسيمات هندسية متداخلة تستعمل في الأجزاء المفرغة كما في الفتحاتوالنوافذ أو في الأجزاء المقفلة كما بالأبواب والأثاث الداخلي.

وتظهر هذهالتكوينات الهندسية كذلك في الأعمال الخشبية والزخارف التي تغطى الحوائط سواءبالرخام الملون أو الفسيفساء . أن الفن الإسلامي غنى بهذه التكوينات الهندسيةالمبنية على أسس هندسية لها مفاتيحها الخاصة في الرسم والتنفيذ .

تنسيقالمواقع :

لقد كان لتنسيق المواقع أهمية خاصة في الأفنية الداخلية للمبانيوذلك نظرا لظروف البيئة الطبيعية التي كانت تعيش فيها المدن الإسلامية كما كان هناكالعديد من أمثلة تنسيق المواقع على مستوى المدن العربية القديمة مثل الحدائقالمعلقة التي ظهرت في مدينة المنصور ببغداد حيث استعملت المستويات المختلفة فيتصميم مثل هذه الحدائق . كما توجد هناك أمثلة أخرى رائعة تظهر فيها حركة المياه فيالقنوات والنافورات في داخل وخارج المباني كما في قصر الحمراء في غر ناطة وفى كثيرمن مباني مصر السكنية ولا سيما في العصر الثماني حيث أعطى تصميم الأفنية اهتماماخاصا ليس فقط بسبب المعيشة اليومية للسكان إنما لفائدتها في تلطيف الجو الداخليللمباني وتكييفه طبيعيا.

تنوع أساليب البناء :

لقد اختلفت أساليبالبناء فى عمارة العصور الإسلامية القديمة باختلاف البيئة الطبيعية والصناعية فى كلقطر من أقطارها , الآمر الذي أوجد الاختلافات الواضحة فى التعبير المعماري فى هذهالأقطار وان كان يربط بينهما حضارة واحدة تتمثل فى السلوك الاجتماعي والثقافي .هذاالاختلاف فى أساليب البناء يؤثر على وحدة التعبير فى عمارة العصور الإسلامية