العوائق الهندسية


العوائق الهندسية

العوائق الهندسية عبارة عن مصاعب وعقبات يتم تصميمها لإعاقة وعرقلة تحركات القوات المعادية أو تثبيتها أو حجزها أو تغيير اتجاهها إلى منطقة تعطيل مختارة لإحداث خسائر في أفراده ومعداته وإرباك توقيتات تلك القوات المعادية. وهذه العوائق قد تكون قائمة في منطقة العمليات قبل استخدامها عسكرياً. وسميت بهذا الاسم، حيث اختلف ميدان المعركة الحديث إذ أصبحت معظم المعارك تدور بالقرب من المناطق المأهولة والمدن أو ضواحيها وأصبحت الأعمال البشرية تشكل جزءاً كبيراً من سطح ميدان المعركة الحديث ومن هذا المنطلق أصبح اسم العوائق القائمة قريباً من واقع الأمر.
وعند تعزيز العوائق وتقويتها بموانع التقوية، تكون سهلة التحويل إلى عوائق أكثر فعالية بأقل قدر من المجهود العسكري سواءً في المواد أو الوقت أو المعدات أو القوة البشرية.

العوائق عبارة عن مصاعب وعقبات يتم تصميمها لإعاقة وعرقلة تحركات القوات المعادية أو تثبيتها أو حجزها أو تغيير اتجاهها إلى منطقة تعطيل مختارة لإحداث خسائر في أفراده ومعداته وإرباك توقيتات تلك القوات المعادية. وهذه العوائق قد تكون قائمة في منطقة العمليات قبل استخدامها عسكرياً. وسميت بهذا الاسم، حيث اختلف ميدان المعركة الحديث إذ أصبحت معظم المعارك تدور بالقرب من المناطق المأهولة والمدن أو ضواحيها وأصبحت الأعمال البشرية تشكل جزءاً كبيراً من سطح ميدان المعركة الحديث ومن هذا المنطلق أصبح اسم العوائق القائمة قريباً من واقع الأمر.

 

 

 

 

 

العوائق الهندسية

وعند تعزيز العوائق وتقويتها بموانع التقوية، تكون سهلة التحويل إلى عوائق أكثر فعالية بأقل قدر من المجهود العسكري سواءً في المواد أو الوقت أو المعدات أو القوة البشرية.

العوائق الموجودة (القائمة) في منطقة العمليات

 

أولاً: الانحدارات الحادة التي لها فعالية كبيرة في إيقاف بعض الآليات العسكرية. ويمكن للدبابة التغلب على الانحدارات التي لا تقل عن (60%) ولكن انحداراً أقل من (60%) يجعل الدبابة لا تستطيع اجتيازه وعموماً وحدات المشاة تتأثر عكسياً بالانحدارات الحادة.
1- الردميات (العقوم أو الزبارة) الترابية التي يزيد ارتفاعها عن (1 إلى 1.5م) تصبح بمثابة عائق ضد العربات والأفراد.
2- الأنهار والمستنقعات والقنوات. لا يتم اجتيازها إلا بمجهود عسكري كبير حيث يعتبر النهر الذي عرضه (150م) وعمقه يزيد عن (1 إلى 1.5م) مانع.
3- الوحل والأرض السبخية عائق رئيسي. وبالإمكان تقوية قيمة الأنهار والمستنقعات والقنوات لتصبح عائقاً وذلك بتدمير الجسور وعمل فوهات على طرق الاقتراب المؤدية إلى أي من هذه العوائق، وأيضاً تلغيم الممرات المؤدية إليها.
4- البحيرات: عادةً ما تكون البحيرات غير قابلة للعبور، سواءً على الأقدام أو استخدام الآليات العسكرية ودائماً يستخدم لعبورها عربات وقوارب برمائية. وعندما نريد تدعيمها لتصبح عائقاً تستخدم بعض العوائق التعزيز تحت المياه لزيادة فعاليتها مثل: السيارات المرتجعة وبعض المعدات العسكرية التي لا يستفاد منها.
5- الأرض الموحلة أو السبخية: يصعب على العدو تحريك عرباته من خلال الوحل ويجعله يلتف من حولها ويصبح هدفاً للمدفعية أو الطيران. أيضا الوحل والأرض السبخية إذا تجاوز عمقها المتر تعتبر عوائق أفضل من الأنهار.
6- الغابات: تجعل العدو يسلك طريقاً محدداً وعندما نرغب في زيادة فعاليتها يتم قطعها بحشوات متفجرة أو اقتلاعها وجعلها على شكل ركام يكفي لإيقاف العربات المعادية، كما أن الأشجار التي قطرها (10 سم) وعلى ميول (20 %) يمكن أن تبطئ من تحرك آليات القوات المعادية، أيضا تعتبر جذوع الأشجار التي يبلغ ارتفاعها (45 سم) من العوائق الجيدة.
7- الصحاري: الصحراء بصفة عامة لا تساعد على عمل عوائق تعزيز ذات فعالية لأن الرمال المتحركة تطمس وتزيل بعض الإنشاءات بفعل حركة الرياح. وقد لاحظت ذلك على الحدود الكويتية أثناء اجتياح العراق لها حيث قامت القوات العراقية بزراعة ألغام تحت الأرض وعمل إنشاءات، وبالتالي أصبحت الألغام المدفونة بارزة بفعل حركة الرياح وأصبحت الخنادق ممتلئة بالأتربة، ولذا فإن الصحاري هي عائق بذاتها.
8- المناطق المبنية وسكك الحديد: تعتمد قيمة المناطق المبنية وسكك الحديد على حجمها وموقعها ونوع الإنشاءات التي عملت بها.

ثانياً: عوائق التقوية (التعزيز)

يتم إنشاؤها بمجهود عسكري لخدمة هدف عسكري وهي مكملة للعوائق القائمة في منطقة العمليات.
ومن عوائق التقوية:
– المناطق التي تعرضت لتلوث كيماوي أو نووي.
– عوائق تم عملها بواسطة المتفجرات.
– إقامة حقول الألغام بأنواعها.
– عمل موانع مبتكرة.
– عمل الموانع الإنشائية (مكعبات خرسانية وأسلاك شائكة).

مفهوم تخطيط العوائق

أ- يقوم ضابط الهندسة المسؤول عن تنظيم الأرض بعمل تحليل للموقف وذلك للتعرف على القوات المعادية وأسلوب قتالها وقدرتها على استخدام معدات المهندسين العسكرية، حتى يستطيع تقدير المتطلبات الهندسية لميدان المعركة، وبذلك يخلص ضابط الهندسة من ذلك التحليل المنطقي إلى معرفة قدرة العدو القتالية وأهدافه وخياراته التكتيكية الهندسية.
ب- يشارك ضابط الهندسة ركن عمليات وحدة المناورة في تنظيم العملية ويصبح لدى ضابط المهندسين القدرة على وضع خطة أولية للعوائق ويبدأ بربط العوائق بخطة النيران والمناورة.
ت- يقوم ضابط المهندسين بوضع متطلبات تسهيل الحركة والتخطيط للعمليات المستقبلية ووضع إجراءات السيطرة على العوائق وصلاحية إقامة كل عائق.

 

وتتألف تلك الإجراءات من:

(1) مناطق العوائق:

هي عبارة عن إجراء قيادة وسيطرة على مستوى فرقة ويتم عمل هذه المناطق عادة في أشكال بيانية لتحديد المناطق التي تفوض فيها الصلاحية لإقامة موانع تكتيكية، ويستخدمها قادة الفيالق والفرقة لإعطاء الصلاحية بإقامة عوائق الألوية. وتعتبر مناطق العوائق مرنة إذ إنها تسمح للألوية بإقامة عوائق تعزيز تفرض إسناد مخطط مناورتها دون أن يتعارض ذلك مع عمليات مستقبلية.
وحدود كل منطقة عوائق هي حدود الوحدة الجغرافية ويتم تحديد التأثير على مستوى القيادات الصغرى (فصيل فاعلي).

(2) أحزمة الموانع (العوائق):

هي إجراء قيادة وسيطرة على مستوى لواء وهو دائما على شكل رسم بياني يوضح للقائد التكتيكي في إطار منطقة عائق، أن يخطط لكيفية استخدام الموانع (العوائق) بما يلائم تركيز الدفاع، وهذا الإجراء يحدد التأثير العام للعوائق (الموانع) في أحد الأحزمة، ودائما هذه الأحزمة تساند خطة المناورة والنيران للواء بشرط ألا تتعارض هذه الموانع الموجودة في ذلك الحزام مع مناورة أي قيادة أعلى.
الأحزمة دائماً مقيدة، لأنها تابعة لوحدة تم التوجيه بإنشائها لتحقيق تأثير معين داخل منطقة الموانع. وهذه الأحزمة لا تتعدى حدود الوحدة، وعادة يحدد القائد أولوية إنشاء كل عائق في كل حزام ومدى التأثير المطلوب تحقيقه كما هو الحال في منطقة العوائق. ويشترط أن تكون العوائق الموجودة في الحزام مكملة لخطة المناورة والنيران للواء. وقائد اللواء هو الذي يحدد أحزمة الموانع للكتائب.

(3) مجموعة الموانع (العوائق):

هي عبارة عن عوائق فردية على مستوى كتيبة يتم تجميعها لإحداث تأثير معين ومقصود ضد العدو، وتلك الموانع تكون داخل الحزام موانع ويحقق تأثيرها مجتمعة قصداً أو هدفاً واحداً وهو إما تشتيت العدو أو تحويل اتجاهه أو تعطيله أو حجزه. والغرض من هذه الموانع هو مساندة مخطط المناورة في الكتيبة أو قوة الواجب، وفي بعض الحالات قد تَستخدم الألوية أو الفرق أو الفيالق هذه المجموعات لإقامة عوائق تكتيكية معينة، وقد تدرج خطة الموانع في خطة النيران المباشرة وغير المباشرة، وقد يكون من الممكن أن يخطط قادة الألوية أو قوة الواجب أماكن وضع تلك العوائق في أي مكان في مناطق العوائق أو أحزمة العوائق على التوالي.
مجموعة العوائق تختلف عن مناطق العوائق أو أحزمة العوائق لأن المجموعات ليست مناطق ولكنها موانع نسبية للمواقع الفعلية، ورسومها البيانية تبين تأثير العوائق ويستطيع القادة وضع خطط مفصلة ويكون هناك رسوم بيانية لكل عائق على حدة توضح تأثيره.
وبإمكان قائد فصيل المهندسين تعديل مواقع العوائق في المجوعات إذا كان ذلك لا يؤثر على قصد القائد وخطة النيران، وإن تلك التعديلات تستهدف مباشرة تشكيل العدو الذي من أجله تم تخصيص تلك العوائق. أما التعديلات الكبيرة فلا بد من موافقة القائد الذي أمر بوضع (إقامة) مجموعة العوائق.

(4) العوائق الفردية:

قد تكون جذوع أشجار أو أحجاراً أو خنادق مضادة للدبابات أو الأشراك الخداعية أو الألغام أو حواجز الطرق أو الأسلاك الشائكة أو الحفر… فعندما يوضع أحد العوائق الآنفة الذكر بمفرده يطلق عليه اسم (عائق فردي) ويتم تسجيله من قبل الوحدة التي أقامته ويتم الإبلاغ عنه للقيادة الأعلى عبر السلسلة القيادية، ويكون البلاغ بتفاصيل وافية وذلك حتى تتمكن أي وحدة تتحرك عبر منطقة العائق أن تتجاوزه دون حدوث خطر.
ويصعب وضع رسم بياني للعوائق الفردية ضمن الخرائط الخاصة لوحدة أعلى من كتيبة.

(5) الموانع الموجهة والاحتياطية والموقفية:

(أ) المانع الموجه والاحتياطي:

المانع الموجَّه يتم تحديده من القائد الأعلى ويصبح واجباً محدداً للوحدة الأدنى. أما المانع الاحتياطي فيتم تنفيذه، ولكن القائد الأعلى يحدد الوحدة التي سوف تنفذه، وبالتالي فإن القائد يضع لإقامته وإنشائه اعتبارات، منها:
*تحديد الظروف التي يتم فيها تنفيذ ذلك المانع.
*تحديد موقعه بالتفصيل.
*قائد الفرقة هو الوحيد الذي يستطيع أن يفوض باستخدام المانع الموجه والاحتياطي خارج منطقة العوائق وقائد اللواء يستطيع أن يفوض بإقامة مانع موجه أو احتياطي خارج حزام الموانع.
(ب) المانع الموقفي: يعتبر قوة تكتيكية يحتفظ بها القائد في الاحتياط، ويمكن استخدامه في مواقع مختلفة ولكنه واقع ضمن إجراءات السيطرة لوحدة المناورة المنفذة.
وللمانع ثلاث طرق لتنفيذه:
*تخطيطه وتنفيذه على مستوى فرقة.
*تحديد القصد من المانع.
*تخصيص الموارد للوحدة المنفذة.

(6) التعليمات الخاصة بالعوائق:

يستخدم القادة تعليمات وضوابط لتوفير مزيد من السيطرة على العوائق مثل:
*نوع العوائق المستخدمة.
*نوع الألغام المستخدمة.
*الألغام المدفونة وغير المدفونة.
*مواقع العوائق.
والغرض من هذا كله هو التأكد من عدم استخدام عوائق تتعارض مع عمليات مستقبلية تقف تلك العوائق أمام تنفيذها لتلك العمليات المستقبلية.

(7) كيفية وضع العوائق:

إقامة العوائق في ميدان المعركة تعتبر عملية حيوية تساعد القائد في حماية قواته. وتساعد العوائق بقية أنظمة ميدان المعركة في هزيمة العدو، وتتيح للقائد الاقتصاد في حجم القوات المطلوبة لتأمين منطقة معينة.
وعلى القائد أن يتأكد من تزامن استخدام العوائق، مع فهمه للعمليات وأنها لا تسبب إعاقة لحركة قواته.
ويجب التركيز أثناء وضع خطة العوائق للعمليات الدفاعية على:
*الإعداد المميز لتنظيم الأرض حيث إن هذا التنظيم يؤدي إلى نجاح عمليات وحدة المناورة.
*تحطيم جهود العدو من خلال عمليات العمق والعمليات الأمنية والخداع ويتحقق ذلك من خلال دمج العوائق مع خطة النيران والمناورة.
*التركيز على نقاط الضعف أو إحداث نقطة ضعف في جانب العدو من قبل وحدة المناورة ويتم ذلك بمساعدة المهندسين في تركيز القدرة القتالية من استخدام الموانع وبناء التحصينات وتسهيل حركة قوات الاحتياط لشن هجوم مضاد.
*المرونة مطلب رئيسي في العمليات الدفاعية. ويساهم المهندسون في المحافظة على تلك المرونة من خلال العوائق الموقفية في منطقة المعركة الرئيسية.
أما وضع العوائق في العمليات التعرضية فيؤثر عليها طبيعة الأرض ونشاط العدو. ولكن التعاون المنسق بين ضابط المهندسين وضابط الاستخبارات وضابط العمليات ينتج عنه:
*مساندة عمليات القوة الساترة من حيث تسهيل حركتها أثناء المناورة.
*مساندة حرس المقدمة للمحافظة على حرية المناورة وإسناد عمليات إعاقة الحركة للعدو، وبخاصة إذا كان القصد تثبيت العدو وتمكين القوة الرئيسية من المناورة وشن هجوم على العدو.