المباني المعدنية


المباني المعدنية

 

المباني المعدنية إن عملية بناء المباني والمنشآت تعتبر من أقدم الأنشطة التى مارسها الأنسان منذ وجوده في الكون ولقد تقدمت تكنولوجيا البناء بدءاً من استخدام الأدوات البدائية في البناء حتي أن وصلت إلي مفهوم المباني العصرية الذى نعيشه في عالمنا هذا وما يتمتع به من منظر جمالي ونوعية تحمل عالية وسرعة في الأنشاء وتكلفة منخفضة وابتكار ملحوظ.
ولقد تطورت الحياة في الجماهيرية الليبية وتحضرت بسرعة كبيرة وأصبح الاحتياج إلي المباني سواء للسكني أو لممارسة الأنشطة الأقتصادية في نمو مستمر واصبحت المباني التقليدية لا تفي بتلبية هذا النمو سواءاً لطول مدة انشاؤها وارتفاع تكلفتها وعدم ملاءمتها للأغراض التي استحدثت في النشاط الأقتصادي للمجتمع واصبح البديل لهذه الأوضاع الجديدة هو المباني المعدنية سابقة التجهيز.
إن مفهوم المباني المعدنية سابقة التجهيز هو أن تصميم تلك المباني يتم بالكامل في المصانع ثم يأتي بمكوناتها إلي موقع التركيب مفككة ويتم تجميعها وتركيبها ورفعها بواسطة الأوناش الهيدروليكية وذلك في زمن لا يتعدى من 30 إلي 40% من زمن المباني التقليدية وبجودة عالية تتحمل جميع تأثيرات العوامل المحيطة من ظروف بيئية وجوية ومناخية وطبيعية واصبح من الطبيعي وجود تلك المباني حتي ارتفاعات من 4 إلي 6 طوابق وأصبح الأتجاه إلي هذه النوعية وخاصة بعد تحرك أحزمة الزلازل إلي حوض البحر المتوسط.
فالمباني سابقة التجهيز هي عبارة عن قطاعات معدنية من الصلب تركب معاً مع قطاعات معدنية أخرى تشكل علي البارد وأخرى تشكل علي الساخن ويتم تغطيتها من الخارج بألواح تصنع من الصلب المجلفن أو ألواح من سبيكة الزنك والألمنيوم بمواصفات قياسية وهذه الألواح قد تتخذ أشكالاً معينة فتارة نراها عبارة عن طبقة واحدة من المعدن وتارة نراها عبارة عن طبقة واحدة مع طبقة من العزل الحراري أو طبقتان من الألواح المعدنية بينتهما طبقة من العازل الحراري الذي قد يكون من الفيبر جلاس أو من البولي يورثان وفي هذه الحالة تسمي بالساندوتش بانل وهي تستخدم في تغطية حوائط وأسقف المنشأ المعدني كذلك يمكن الاستعانة بقوالب الطوب في تغطية جدران وحوائط المبني .

 

المباني المعدنية

والأساس في تصميم هذه المنشآت هو أعطاء هذه الوحدات المعدنية شكل متكامل كوحدة واحدة محكمة ضد العوامل الجوية الخارجية المختلفة وفي نفس الوقت ذو نظام تهوية داخلي يسمح لها بالاحتفاظ بدرجة الحرارة بداخلها من سخونة أو برودة دون تأثر من الوسط الخارجي وفي نفس الوقت ذو وزن مثالي وسعر اقتصادي وفوق هذا وذاك يكون المنشأ مصمم بحيث يناسب احتياج المستخدم بالضبط ليس بأقل أو بأكثر من احتياجه الفعلي.
وهذه المباني المعدنية ممكن إضافة لها بعض الإمكانيات تبعاً لاختيارات العميلفيمكن إضافة أدوار علوية من الداخل (الميزانين) أو إلحاق المظلات علي جانبيها من الخارج أو تركيب الواجهات الدعائية علي واجهاتها أو عمل القواطيع الداخلية لتقسيمها من الداخل.
ولا ننسي هنا أن الميزة الرئيسية للمباني المعدنية سابقة التجهيز عند مقارنتها بمثيلاتها التقليدية هو اقتصادية تكاليفها ورخصها وسرعة إنجازها حيث أن تلك المباني يمكن تجهيزها في حوالي نصف الوقت التي تنشأ فيه مثيلاتها التقليدية.
وأكثر تلك المباني رخصاً في التكلفة هي تلك المباني التي تتكون من دور أرضي ودورين في الوسط بخلاف سطح المبني الذي يمكن أن يتخذ الشكل المسطح الأفقي أو المسطح ذو الميول الجانبية أما بالنسبة للأدوار الوسطي فيتم بناءها بنظام المصاطب الداخلية (الميزانين) وأكثر تلك المباني رخصاً تلك التي تتكون من دور واحد وتكون أقلهم في زمن الإنشاء ويمكن بناؤها في أي مكان من الناحية الجغرافية سواء كان ذلك علي مناطق التلال أو في مناطق السهول المنخفضة أو في المناطق الغزيرة الأمطار أو ذو المناخ الحار جداً أو البارد جداً.
عندئذ يمكن القول بأن تلك المباني المعدنية سابقة التجهيز ذو تكلفة أقل بنسبة من 10 إلي 20 % وزمن تنفيذ أقل بنسبة 35 % عن المباني التقليدية.