الهندسة المدنية
الهندسة المدنية

الهندسة المدنية عبر التاريخ البشري


يعتبر برج تاييه في تايوان هو أعلى برج في العالم إذ يبلغ طوله 508 متر ورغم ذلك تعلن الامارات انها ستبني برج العرب في دبي وسيكون أعلى منه لكن الصين تأمل أن يكون مركز شنغهاي المالي العالمي هو الأعلى وسينتهي العمل منه في عام 2008 كما أن برج شيكاغوسيراس يبلغ ارتفاعه 492 متر وبرج بيتروناس في ماليزيا 452 متر…كما أن جسر ريون – أنتريون اليوناني هو أطول جسر في العالم إذ يبلغ طوله 7833 قدما وعرضه 275 قدما لكن الصين ــ أيضا ــ وضعت حجر الأساس لجسر سوتونغ فوق نهر اليانجتسي ليكون الأطول حيث سيبلغ طوله 10880 قدما أما أطول جسر معلق في العالم فيوجد بانجلترا فوق نهر همبر ……..
لكن كيف أصحنا كذلك؟ كيف تطورت الهنسة المدنية ومنشأتها لتطل علينا اليوم بتلك الأرقام الرهيبة..دعونا نتحدث عن تطور المنشأت المدنية عبر التاريخ …ثم دعونا لا نضيع الوقت أكثر من ذلك ولنبدأ…في البداية دعونا نتحدث قليلا عن تاريخ الهندسة المدنية

ليس من المبالغ القول بأن الهندسة المدنية هي أعرق وأقدم فروع الهندسة وأكثرها التصاقا بنشأة الإنسان وتطوره عبر السنين والعصور .

وقد يصعب علينا تحديد تاريخ نشأة وبداية الهندسة المدنية، ويمكن القول بأن تاريخ الهندسة المدنية هو مراة لتاريخ البشر على هذه الارض. فالإنسان القديم عندما يحتمي بالكهوف من عوامل الطقس والبيئة القاسية ، وعندما يستغل جذع شجرة لعبور نهر فهذا من صميم الهندسة المدنية.

وعبر العصور والسنين تقف معالم الهندسة المدنية شاهداً علي حضارات الشعوب وعلي بلوغ الهندسة المدنية لمواقع هامة في تاريخ وحياة تلك الحضارات والشعوب………
فأهرامات الجيزة في مصر وحدائق بابل المعلقة وسور الصين العظيم ما هي إلا شواهد مدنية قائمة علي تطور حضارات تلك الشعوب ورقيها. ويعلم الجميع بأن ما يقال عن عجائب العالم السبعة ما هي إلا معالم من منجزات مهندسي تلك الشعوب وتلك الحضارات.

فقبل ما يزيد عن 5000 عام، قام المهندسون المدنيون بترك بصماتهم الواضحة في تاريخ شعوبهم، ومن شواهد تلك البصمات معبد الوركاء في العراق، وأهرامات الجيزة في مصر، وقنوات المياه الرومانية، وشبكة الطرق في الامبراطورية الفارسية. وقبل ما يزيد عن 4000 عام كانت مدينتي هاربا وموهانجاوارا في باكستان مزودتان بأحدث ما وصلت إليه تقنية الهندسة الصحية، حيث كانت قنوات الصرف المخفية في شوارع المدينة مبطنة بالطابوق ، ومزودة بنقاط التفتيش مثلما نجدها اليوم. وقبل3000 عام بني سد مآرب العظيم بطول ميلين وبإرتفاع 120 قدما ، وعرضه عند القاعدة 500 قدم. وقبل 2700 عام كانت قنوات الري تجلب المياه لمدينة نينوي في العراق عبر ما يزيد عن خمسين كيلومترا. وتم بناء سور الصين العظيم في فترة قياسية لا تزيد عن عشر سنوات ، وبطول يزيد عن 2500 كيلومترا، وكان ذلك سنة 200 قبل الميلاد. وفي الامبراطورية الرومانية كانت شبكات الطرق المعبدة بالاجر تربط مدن الامبراطورية وتدعم سيل التجارة.

ولعل أول ذكر لكلمة الهندسة المدنية قد جاء في تاريخ الإمبراطورية الرومانية حيث صنفت الهندسة لفرعين هما الهندسة العسكرية ، وتعني بالقلاع والحصون وتطوير السلاح , والهندسة المدنية وتعني بالانسان واحتياجاتة مثل تشييد المساكن وتعبيد الطرق وبناء الجسور والسدود وشق القنوات للزراعه وجلب المياه الصالحة للشرب وتصريف المياة المستعملة.

وفي عصرنا هذا تفتخر الشعوب بمنجزاتها وبإنجازات مهندسيها المدنيين، فأصبحت مباني البرلمان البريطاني و ساعة بج بن الشهيرة رمزاً لمدينة لندن ولبريطانيا، وأصبح برج إيفل رمزاً لباريس ولفرنسا. واصبحت عمارة إمبير ستيت رمزا لمدينة نيويورك ، وجسر جولدن جيت المعلق رمزاً لسان فرانسسكو وهكذا نجد أن منجزات الهندسة المدنية قد ارتبط برموز الحياة للشعوب.
في المرة القادمة بإذن الله نتحدث عن القباب عبر التاريخ