اهمية زراعة الفصة في المناطق الصحراوية


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الفصة Medicago Sativa : أهمية الفصة زراعياً واقتصادياً:

الفصة محصول علفي مروي يتبع العائلة البقولية ولايضاهيه أي محصول علفي آخر من حيث كمية البروتينات والفيتامينات والأملاح المعدنية التي تنتجها وحدة المساحة المزروعة، فهي بحق تدعى ملكة المحاصيل العلفية، كما أنها محصول مستديم يزرع في بقعة من الأرض ويبقى فيها من 4-5 سنوات يتم استثماره فيها على أفضل مايكون الاستثمار فهي بهذا الصدد تعتبر من المحاصيل الزراعية المكثفة حيث أنها تستغل بحشها 10-12 حشة على مدار العام يستثنى من ذلك أشهر الشتاء الشديدة البرودة (كانون الأول حتى 10 شباط من كل عام).

الفصة محصولاً أخضراً دائماً يقدم للحيوان على مدار العام

وبعد 4-5 سنوات استثمار مكثف يجري فلاحتها لزراعة المحاصيل الأخرى من شوندر وقطن وغيرها بنجاح تام حيث أنها تترك تربة جيدة الخواص غنية بالآزوت والمواد العضوية بكميات كبيرة يستمر أثرها لعدة سنين. تقدم الفصة كغذاء لكافة الحيوانات الزراعية من أغنام وأبقار وخيول وأرانب وطيور إما طازجة أو مجففة على هيئة ما يسمى بالدريس، فقد جرت العادة أن يقوم المربي بتجفيف مايفيض عن حاجته من الفصة الطازجة في أشهر النمو (الربيع والصيف) ويحفظ هذه الكمية المجففة من الأعلاف لاستعمالها عند عدم توفر الفصة الطازجة في الخريف والشتاء والربيع الباكر وبذلك تعتبر الفصة محصولاً أخضراً دائماً يقدم للحيوان على مدار العام سواء منه ما كان طازجاً أو مجففاً وبذلك نحافظ على صحة الحيوانات ومستوى من المردود المرتفع من الإنتاج الحيواني ونوفر على المربي الجهد والأدوية اللازمة لعلاج حيواناته وتوفر عليه قيمة الأعلاف اللازمة لتغذيتها فكل 5-6 كغ علف أخضر ناتج من حقل الفصة المزروع لدى المربي يوفر عليه 1 كغ عليقة مركزة جاهزة عادة يتم شراءها من السوق أي أن تقديم 30 كغ فصة خضراء للبقرة الواحدة يومياً يوفر على المربي 5-5.5 كيلو غرام علف مركز حاهز تبلغ قيمته حوالي 3 ل.س بالمتوسط أي يحقق وفر سنوي قدره حوالي 1000 ليرة سورية لرأس البقر الواحد .

 

وهذه الكمية من الأعلاف الخضراء اللازمة للرأس الواحد من البقر يمكن الحصول عليها بسهولة من دونم واحد مزروع بمحصول الفصة. هذا على الصعيد الخاص بالمربين أما على الصعيد العام فإن تعميم زراعة هذا المحصول في أكثر مناطق القطر الزراعية المروية سيكون له أبعد الأثر على زيادة إنتاج الأعلاف في القطر وإيجاد احتياطي علفي مستقر يضمن تطوير تربية الحيوان وتوفير السلع الغذائية الحيوانية للمواطنين. تختلف كمية العلف الأخضر الناتج عن وحدة المساحة المزروعة بهذا المحصول حسب نوع التربة وخصوبتها وطريقة الري وحصاد المحصول والعناية به أثناء النمو والحصاد. ففي حال توفير الخصوبة العالية في التربة عن طريق تسميد المحصول بالأسمدة الضرورية وتوفير مياه السقاية الكافية وباستعمال الكثافة المطلوبة من البذار في الدونم (3.5-4) كغ نستطيع الحصول على 10-15 طن من العلف الأخضر سنوياً أو 2.5-3 طن دريس فصة جافة من 10-12 حشة. الفصة من اكثر المحاصيل الزراعية مقاومة لظروف البيئة كالجفاف والبرودة الشديدة والأمراض وذات مجموع جذري قوي يصل من 1-3 في السنة الأولى. تعتبر الفصة محصولاً جديداً نسبياً في القطر وأكثر ما يزرع في الوقت الحاضر منها في غوطة دمشق حيث تكثر تربية الأبقار والماعز الشامي إلى مساحات محدودة جداً حول حمص وحماه واللاذقية وحلب حيث تربى الحيوانات المنتجة للحليب.

إدخال محصول الفصة إلى أكبر عدد ممكن من المزارع

ومقارنة ببقية الدول المتطورة في تربية الحيوانات فإن المساحات المزروعة بهذا المحصول في القطر تعتبر قليلة جداً وإنه من غير الممكن الكلام عن تربية حيوانات متطورة اقتصادية دون هذا المحصول، مما يقتضي الاتصال بأكبر عدد ممكن من المربين والمزارعين لحثهم على زراعته وجعل هذا الاتصال مستمراً ودورياً كي يعطي ثماره في إدخال محصول الفصة إلى أكبر عدد ممكن من المزارع والقرى كي يصبح انتشاره عاماً في مناطق الزراعة المروية في القطر. وبذلك نكون قد خففنا العبء على الاحتياطي العلفي غير المستقر في القطر، ووفرنا للمربي أساساً متيناً لتطوير تربية الحيوانات لديه وزيادة دخله السنوي وأمنا له الاستقرار اللازم في قريته وأرضه خاصة وأن أكثر المحاصيل السلعية النباتية لم تعد تكفي وحدها لتأمين هذا الاستقرار في الظروف الراهنة. الفصة من وجهة النظر البيولوجية: الفصة محصول محب للحرارة والدفء ولذلك يمكن زراعتها في كافة أقاليم القطر، وأن الظروف الطبيعية ملائمة جداً لإنتاج البذار أيضاً. تتحمل الحرارة كثيراً ولكنها تتوقف عن توليد البراعم الجديدة بعد درجة حرارة 40مْ .