زراعة البذور الزراعه في اوعية


زراعة البذور ، بذور تحتاج لاوعية ، الزراعه في اوعية

جاء في قديم الزمان من زرع بذورا في تربة خصبة. مع الإعتناء الشديد بها نمت و كبرت و خرج منها شتلات صلبة العود و الجأش. مرت السنين و تلك البذور تُنتج أجيال متعاقبة، كل جيل يسلّم الراية إلى الجيل الذي يليه. في زمننا الذي راجت فيها ثقافة إستيراد البذور المعدّلة وراثيا من الخارج، بات مطلوبا منا أن نلتفت إلى بقايا البذور التي نجت على مر العصور، و نعيد زرعها في الأرض التي حضنتها آلاف السنين – أرضنا العربية. إليكم الوصفة.

لكي تزرع النباتات من البذور عليك أن تؤمّن لها و للأوعية (الأصص) التي سنزرعها فيها مكانا دافئا، تصله أشعة الشمس بشكل جيد، و قادر في الوقت نفسه أن يستوعب عددا لابأس به من الأوعية الزراعية. لن تحتاج بالطبع إلى بيت زجاجي (رغم أنه مفيد) بل يكفي أن يكون لديك غرفة مشمسة أو حتى نافذة المطبخ المواجهة للشمس.
المعدات التي تتطلبها زراعة البذور في الأوعية
1- الوعاء: ستحتاج إلى أوعية زراعية صغيرة الحجم لكي تبدأ فيها بزرع البذور. ثم تقوم لاحقا، بعد النضج، بنقل الشتلات إلى أوعية أكبر. تأكد من غسل الأوعية قبل إستخدامها و اجعل كل وعاء مخصص لنوع واحد من البذور و اكتب على كل وعاء نوع البذور التي تزرعها. الصورة التالية توضح لك ما هو الوعاء، و الشكل الذي تراه تقليدي جدا. لكن أنصحك لتوسيع أفكارك أن تضطلع على مجموعة الأوعية التي جلبتها لك.


زراعة البذور


2- التربة: بالطبع لن تنمو البذور إذا وضعتها في وعاء فارغ! فالتراب هو البيئة التي تهيىء للبذور سُبُل الحياة و النمو. لديك خيارات عديدة في إختيار نوع التربة. إما أن تشتري تربة جاهزة من محل زراعي، و إما تذهب إلى مشتل و تشتري تربة معقّمة جاهزة للزرع، و إما أن تنزل إلى حديقتك وتستأذن منها لأخذ القليل من التراب فتكون بذلك إستخدمت ما نسميه “تربة الحقل”. ما ستجده في المحلات الزراعية في الغالب هو خليط من المواد المختلفة التي تُباع في أكياس معبّئة وجاهزة للزرع. تتألف تلك المواد في الغالب من البيتموس والبيرلايت والرمل إلخ … لا تُثقل دماغك بمحتوى تلك الأكياس. فقط إشتريها واقرأ التعليمات الموجودة على الأكياس و ابدأ بالزرع، و مع الوقت و المزيد من القراءة بين سطور موقعنا، ستصبح عالما بخصائص تلك المواد و أهميتها. أما بالنسبة للتربة المعقّمة فإنك بالطبع ستشتريها و تسأل صاحب المشتل عنها و عن صلاحيتها وخصائصها إلخ … أخيرا لك أن تختار تربة الحقل و توفّر دراهم معدودة من جيبك. المشكلة في تربة الحقل هي التعقيم، فغالبا ما تكون هذه الأخيرة “ملوثة” بمعنى أنه يمكن أن تكون مصابة بأمراض فطرية أو محتوية على بذور أعشاب ضارة .. إذا أردت المغامرة فلا تلومنّ إلا نفسك، و إن أردت التروّي فسأخبرك بطريقة سهلة لتعقيم تربة الحقل.
إذا لم تجد على علبة البذور التي ستشتريها أي توصيات، أو إن لم يوجه لك البائع أي نصائح، فالأفضل إذن ان تحفظ الأوعية – بعد زرعها بالبذور – على درجة حرارة تتراوح بين 16 و 21 درجة مؤوية.
هناك أنواع من البذور تنمو بشكل ممتاز في الظلمة، لذلك فعليك أن تحفظها مزروعة إما داخل خزانة أو تغطيها بقطعة قماش أو ورق تلفّها حول و فوق الوعاء، إلى حين إنبثاق النبتة الصغيرة (الشتلة أو البادرة). عندها نبدأ بالتفكير في منحها القليل من الضوء الخفيف و كشف الغطاء عنها جزئيا للسماح للهواء بالدخول. ثم نقوم تدريجيا بإزالة الغطاء كلما وجدناها تنمو أكثر فأكثر. عندما تصل الشتلات للحجم المطلوب، ننقلها إلى وعاء آخر ذو مساحة أكبر.
خطوة خطوة
1- ضع كمية من البيتموس أو التربة الجاهزة أو تربة الحقل في وعاء فارغ و نظيف قد تم نقعه مسبقا لمدة 24 ساعة في الماء. سوّ زوايا الوعاء جيدا بحيث يصل إليها التراب، و أضف، إذا أمكن، القليل من السماد العضوي أعلى التراب لكي يؤمن المواد المغذية الأساسية التي تقوّي نمو البذور.





2- أضف المزيد من البيتموس أو التراب فوق طبقة السماد. قم بتسوية مستوى سطح الوعاء بأي أداة مستقيمة، ثم لبّد التراب بيديك قليلا إلى أن يصل إرتفاعه إلى ما دون حافة الوعاء بـ 2 سنتمتر.
3- إطو ورقة بيضاء ثم ضع البذور عليها. إضرب أسفل الورقة بإصبعك بشكل طفيف لتسقط عنها البذور بكمية متساوية على كل التراب، متحاشيا سقوطها على طرف الوعاء (الحائط) لأن تلك المنطقة تجف بشكل أسرع من منطقة القلب. أخيرا ما دمت قد زرعت البذور فلا بد أن تسمّيها و تعلّق إسمها على حائط الوعاء الخارجي، لتشجّعها على النمو!




4- إن معظم البذور تنمو بشكل أفضل عندما تغطيها بطبقة رقيقة من التراب. إحصل على مصفاة من أي مكان و اجعلها تُمطر ترابا خفيفا على تلك البذور. كلما كان حجم البذور صغيرا، كلما كانت الطبقة المطلوبة أرق و أرفع.
5- إن الزجاج إذا غطيت الوعاء فيه كان كمن يزرع في بيت زجاجي (glass house). يحفظ هذا الغطاء حرارة الجو داخل الوعاء، و يسمح بالوقت نفسه للضوء بالمرور. تستطيع أن تبدأ بإستخدامه فور إنبثاق الشتلات (البادرات)، بحيث تضعه بدلا من قطعة القماش التي تكلمنا عنها في الأعلى و سنتكلم المزيد عنها في الخطوة التالية. يمكنك أن تُبقي الغطاء الزجاجي قائما إلى حين موعد نقل الشتلات.


6- توضع قطعة القماش بعد زرع البذور مباشرة بحيث تجعلها بالكاد ملامسة التراب. إذا أردت أن تستخدمها مع الغطاء الزجاجي فلا بأس لأن كلاهما مفيد – قطعة القماش تؤمّن الظلمة المطلوبة للبذور و الغطاء الزجاجي يحفظ حرارة الجو. لا تنس أن تزيل قطعة القماش فور إنبثاق البذور و إلا قتلتها، فيقع اللوم علينا!
7- الآن أصبحت البذور “شابة” و قابلة للإستقلال عن عالمها الخاص الذي قضت طفولتها فيه. عليك أن تأخذها الآن بنزهة إلى وعاء جديد يؤمن لها الراحة من حيث المساحة. فجذورها التي باتت شبه متينة لم تعد قادرة على تحمّل هذا الإزدحام الموجود في وعائها الأم. كيف ننقلها؟ إحصل على قطعة خشب مفلطحة من الأسفل، أي كالملعقة. إغرس هذه الأداة – أيا كانت – تحت كل مجموعة من الشتلات، و انقلها إلى وعاء آخر لإعادة توزيعها فيه بشكل أفضل. فور إزالة الشتلات من الوعاء الأصلي، ستضعها على ورقة أو قطعة قماش مبللة جيدا بالماء حتى تضمن لها عدم جفاف جذورها. و بإستخدام الأداة نفسها، أحفر لكل شتلة حفرة في الوعاء الجديد لكي تستقر فيها في مرحلة مراهقتها! الآن ضع كل شتلة بالحفرة الجديدة، و احرص ألا تمسكها، حين نقلها للحفرة، إلا من أوراقها. إنني أعلم أن يدك الحديدية قادرة على قهر أي شيىء، لكنني أرجوك أن لا تعرض عضلاتك على الشتلة – خاصة خلال نقلها!




8- نهاية، كان الهدف من النقل توسيع المسافات بين الشتلات المتراكمة على بعضها. خذ إذن بعين الإعتبار الإعتبار ترك مسافة 5 سنتمتر كحد أقصى بين كل شتلة في الوعاء الجديد. بعد النقل مباشرة قم بريّ الشتلات بالماء جيدا، و حبذا لو كان التراب مرويا في الوعاء الجديد قبل النقل لكي تتفادى مشاكل و حاجات في نفس يعقوب. أصبحت الشتلات الآن قادرة على تحمّل كميات أكبر من الضوء، لكن إمنحها أسبوعين قبل وضعها في الخارج أو على نافذة المطبخ. بعد مدة ستبدأ الشتلات بإنتاج أوراق تسمى الأوراق الحقيقية (true leaves) و هي تلك الأوراق التي تنمو مباشرة بعد ظهور أول ورقتين. عندئذن تستطيع أن تنقل كل شتلة لوعاء خاص بها، تُكمل فيه مسيرة الحياة و الكفاح.
إفعل و لا تفعل
1- دائما إرو الشتلات أو البذور بشكل ظريف لا يسبب تبعثر البذور أو إنقلاع الشتلات.
2- لا تجعل التراب يجف أيا كان السبب.
3- لا تُثقل التراب بالماء عند الري لأي سبب كان.
4- حافظ على المستوى الطبيعي للمواد الغذائية في التراب عبر تسميد مستمر للتراب بين حين و آخر – كل شهر مثلا.
5- حبذا لو قمتِ – سيدتي – بإنتاج كمية من الشتلات تزيّنين بها منزلك و تُشعرين بها زوجك أنك “ست بيت” أصيلة.