زراعة الفصة ، اهمية زراعة الفصة في المناطق الصحراوية


زراعة الفصة ، اهمية زراعة الفصة في المناطق الصحراوية
زراعة الفصة ، اهمية زراعة الفصة في المناطق الصحراوية 

الفصة Medicago Sativa : أهمية الفصة زراعياً واقتصادياً: الفصة محصول علفي مروي يتبع العائلة البقولية ولايضاهيه أي محصول علفي آخر من حيث كمية البروتينات والفيتامينات والأملاح المعدنية التي تنتجها وحدة المساحة المزروعة، فهي بحق تدعى ملكة المحاصيل العلفية، كما أنها محصول مستديم يزرع في بقعة من الأرض ويبقى فيها من 4-5 سنوات يتم استثماره فيها على أفضل مايكون الاستثمار فهي بهذا الصدد تعتبر من المحاصيل الزراعية المكثفة حيث أنها تستغل بحشها 10-12 حشة على مدار العام يستثنى من ذلك أشهر الشتاء الشديدة البرودة (كانون الأول حتى 10 شباط من كل عام). وبعد 4-5 سنوات استثمار مكثف يجري فلاحتها لزراعة المحاصيل الأخرى من شوندر وقطن وغيرها بنجاح تام حيث أنها تترك تربة جيدة الخواص غنية بالآزوت والمواد العضوية بكميات كبيرة يستمر أثرها لعدة سنين. تقدم الفصة كغذاء لكافة الحيوانات الزراعية من أغنام وأبقار وخيول وأرانب وطيور إما طازجة أو مجففة على هيئة ما يسمى بالدريس، فقد جرت العادة أن يقوم المربي بتجفيف مايفيض عن حاجته من

 

 

 

images

 

 

الفصة الطازجة في أشهر النمو (الربيع والصيف) ويحفظ هذه الكمية المجففة من الأعلاف لاستعمالها عند عدم توفر الفصة الطازجة في الخريف والشتاء والربيع الباكر وبذلك تعتبر الفصة محصولاً أخضراً دائماً يقدم للحيوان على مدار العام سواء منه ما كان طازجاً أو مجففاً وبذلك نحافظ على صحة الحيوانات ومستوى من المردود المرتفع من الإنتاج الحيواني ونوفر على المربي الجهد والأدوية اللازمة لعلاج حيواناته وتوفر عليه قيمة الأعلاف اللازمة لتغذيتها فكل 5-6 كغ علف أخضر ناتج من حقل الفصة المزروع لدى المربي يوفر عليه 1 كغ عليقة مركزة جاهزة عادة يتم شراءها من السوق أي أن تقديم 30 كغ فصة خضراء للبقرة الواحدة يومياً يوفر على المربي 5-5.5 كيلو غرام علف مركز حاهز تبلغ قيمته حوالي 3 ل.س بالمتوسط أي يحقق وفر سنوي قدره حوالي 1000 ليرة سورية لرأس البقر الواحد وهذه الكمية من الأعلاف الخضراء اللازمة للرأس الواحد من البقر يمكن الحصول عليها بسهولة من دونم واحد مزروع بمحصول الفصة. هذا على الصعيد الخاص بالمربين أما على الصعيد العام فإن تعميم زراعة هذا المحصول في أكثر مناطق القطر الزراعية المروية سيكون له أبعد الأثر على زيادة إنتاج الأعلاف في القطر وإيجاد احتياطي علفي مستقر يضمن تطوير تربية الحيوان وتوفير السلع الغذائية الحيوانية للمواطنين. تختلف كمية العلف الأخضر الناتج عن وحدة المساحة المزروعة بهذا المحصول حسب نوع التربة وخصوبتها وطريقة الري وحصاد المحصول والعناية به أثناء النمو والحصاد. ففي حال توفير الخصوبة العالية في التربة عن طريق تسميد المحصول بالأسمدة الضرورية وتوفير مياه السقاية الكافية وباستعمال الكثافة المطلوبة من البذار في الدونم (3.5-4) كغ نستطيع الحصول على 10-15 طن من العلف الأخضر سنوياً أو 2.5-3 طن دريس فصة جافة من 10-12 حشة. الفصة من اكثر المحاصيل الزراعية مقاومة لظروف البيئة كالجفاف والبرودة الشديدة والأمراض وذات مجموع جذري قوي يصل من 1-3 في السنة الأولى. تعتبر الفصة محصولاً جديداً نسبياً في القطر وأكثر ما يزرع في الوقت الحاضر منها في غوطة دمشق حيث تكثر تربية الأبقار والماعز الشامي إلى مساحات محدودة جداً حول حمص وحماه واللاذقية وحلب حيث تربى الحيوانات المنتجة للحليب. ومقارنة ببقية الدول المتطورة في تربية الحيوانات فإن المساحات المزروعة بهذا المحصول في القطر تعتبر قليلة جداً وإنه من غير الممكن الكلام عن تربية حيوانات متطورة اقتصادية دون هذا المحصول، مما يقتضي الاتصال بأكبر عدد ممكن من المربين والمزارعين لحثهم على زراعته وجعل هذا الاتصال مستمراً ودورياً كي يعطي ثماره في إدخال محصول الفصة إلى أكبر عدد ممكن من المزارع والقرى كي يصبح انتشاره عاماً في مناطق الزراعة المروية في القطر. وبذلك نكون قد خففنا العبء على الاحتياطي العلفي غير المستقر في القطر، ووفرنا للمربي أساساً متيناً لتطوير تربية الحيوانات لديه وزيادة دخله السنوي وأمنا له الاستقرار اللازم في قريته وأرضه خاصة وأن أكثر المحاصيل السلعية النباتية لم تعد تكفي وحدها لتأمين هذا الاستقرار في الظروف الراهنة. الفصة من وجهة النظر البيولوجية: الفصة محصول محب للحرارة والدفء ولذلك يمكن زراعتها في كافة أقاليم القطر، وأن الظروف الطبيعية ملائمة جداً لإنتاج البذار أيضاً. تتحمل الحرارة كثيراً ولكنها تتوقف عن توليد البراعم الجديدة بعد درجة حرارة 40مْ . النباتات المزروعة حديثاً لاتتحمل الحرارة المرتفعة لذا فإن الفصة التي تزرع في الصيف تتعرض إلى التجفيف السريع. في المراحل الأولى من تطورها لاتحتاج الفصة إلى درجات حرارة مرتفعة فهي تنبت تحت درجة حرارة 2-3 مْ ، تتحمل الفصة الفتية (بعد الإنبات حتى 5 -6مْ). في الربيع تبدأ نباتات الفصة في التطور بدرجات حرارة 7-9 مْ ، يتحمل نبات الفصة المزروع في الخريف الباكر (أيلول) درجات الحرارة المنخفضة جداً شتاء حتى -40مْ لذا فإن حقول الفصة المغذاة جيداً والحقول المؤسسة قبل حلول موسم البرد لا تتأثر في درجات الحرارة المنخفضة شتاءً في كافة مناطق القطر المرتفعة منها والمنخفضة على السواء. تستهلك الفصة كميات كبيرة من الماء حيث أنها تحتاج لـ 700-800 كغ ماء لإنتاج 1 كغ مادة جافة ولهذا فإنه من أجل الحصول على إنتاج عال من الفصة يجب توفير كميات كافية من مياه السقاية. يستفاد من هذه الميزة – الحاجة إلى الماء بكثرة – بزراعة الفصة في الأراضي المعرضة للملوحة حيث أنها في هذه الحالة تمنع ظهور الملوحة على سطح التربة، وبهذه الحالة فإنها كمحصول تعتبر أساسية في الدورة الزراعية للمناطق الزراعية المعرضة للملوحة لمنع ظهور الملوحة ولتحسين خواص التربة. على الرغم من احتياج الفصة لكميات كبيرة من الماء فإنها لاتتحمل الرطوبة الزائدة في التربة على الأخص عند زراعتها في الأراضي الثقيلة المندمجة. إضافة لذلك فإن الفصة محصول يتحمل الجفاف بدرجة كبيرة، فعند حلول الجفاف الشديد في التربة والجو فإنها تستغني عن أوراقها الخضراء كي تقلل من خسارة المياه المخزنة لديها. وهذا مايحصل فعلاً في محصول الفصة المزروع بعلاً في المناطق المرتفعة الأمطار عند حلول فصل الجفاف صيفاً وكذلك عند جفاف مياه السقاية في بعض السنين. إلا أنها بعد هطول المطر أو توفير مياه السقاية في بعض تستعيد نشاطها بسرعة فتبدأ في تكوين مجموعتها الخضرية من السوق والأوراق، فبفضل مجموعتها الجذرية القوية والعميقة فإنها لاتموت حتى تحت ظروف الجفاف الشديد حيث أنها تستفيد في هذه الحالة من المياه المخزونة على أعماق بعيدة من التربة. الفصة محصول صيفي تحب النهار الطويل لذلك فإنها لاتنمو جيداً في المناطق الاستوائية على الرغم من توفر الرطوبة والحرارة بكثرة. وللسبب نفسه لاتتطور جيداً محملة على المحاصيل الأخرى التي تحجب عنها ضوء الشمس. التربة المناسبة: تنمو الفصة في كل أنواع الأتربة تقريباً شريطة أن تكون عميقة ومحتوية على الحد الأدنى الضروري من مادة الكلس. إلا أنها تفضل التربة المتوسطة الاندماج الرسوبية، لاتنمو الفصة بصورة جيدة في الأتربة الخفيفة جداً شديدة النفوذ وكذلك في الأتربة غير منفذة للماء. أي أن الأتربة شديدة الاندماج والرطبة والحامضية غير صالحة لزراعة الفصة، فحموضة التربة تثبط نمو ونشاط البكتيريا العقدية التي تعيش على جذور الفصة وتخفض من إمكانيتها في تثبيت آزوت الجو في الجذور. تتحمل الفصة جيداً نسبياً الأراضي المالحة ولاخوف من إرواء الفصة بسخاء عند زراعتها في مثل هذا النوع من التربة. زراعة الفصة: مكانها في الدورة الزراعية: إلى أمد قصير وحتى الآن في بعض مناطق العالم لاتزال تزرع الفصة في قطع من الأرض بصورة مستقلة عن الدورة الزراعية، إلا أنه بدء مؤخراً في أكثر مناطق العالم بإدخالها الدورة الزراعية حيث تزرع الفصة إما لوحدها أو مخلوطة مع بعض المحاصيل العلفية الأخرى من النجيليات. تتطلب الفصة الأراضي النظيفة من الأعشاب الغريبة لذا فإنه يجب زراعتها في الدورة الزراعية بعد أحد المحاصيل الصيفية المعزوقة كالشوندر وعباد الشمس والقطن وعلى الأخص في الحقول المسمدة مسبقاً بالأسمدة العضوية. في الأراضي النظيفة من الأعشاب البرية وعلى الأخص النجيل يمكن زراعة الفصة بعد محصول القمح والشعير ففي هذه الحال يجب أن تكون التربة مسمدة جيداً بالسماد العضوي المتخمر. بعد فلاحة محصول الفصة التي تستمر في الحقل 3-4 سنوات تترك في التربة كميات كبيرة جداً من المواد الغذائية وعلى الأخص الآزوت ولهذا السبب يمكن زراعة المحاصيل المعزوقة في مثل هذه الحقول كالشوندر والقطن والذرة. لاينصح بزراعة القمح والشعير بعد محصول الفصة مباشرة بسبب تعرضها للضجعان، يمكن إعادة زراعة الفصة في نفس الحقل بعد 5-6 سنوات بسبب قوة المجموعة الجذرية لنبات الفصة وامتدادها لأعماق بعيدة في التربة فإنها تفقد التربة من جزء كبير من رطوبتها لذا فإن المحصول الذي يزرع بعدها يحتاج كميات كبيرة من الماء ففي السنين المنخفضة الأمطار يمكن أن يتأثر المحصول بعد الفصة ولايعطي إنتاجاً كافياً لهذا السبب. تحضير التربة لزراعة الفصة: يجب تحضير التربة لزراعة الفصة تحضيراً جيداً حيث أن هذا النبات يتطور ببطء في مراحل زراعته الأولى: فإذا زرعت الفصة في الربيع بعد محصول معزوق يجب أن تفلح الأرض جيداً في الخريف بعد حصاد المحصول السابق مباشرة وعلى عمق 22-25 سم مع هذه الفلاحة يجب إضافة السماد العضوي إذا كان هنالك من حاجة للتسميد بهذا النوع من السماد. وإذا زرعت الفصة بعد الحنطة والشعير تقلب الأرض مباشرة بعد الحصاد على نفس العمق السابق 22-25 سم. وفي الربيع الباكر تسوى الأرض جيداً بواسطة المدحلة وقبل البذار تحرك التربة بواسطة الكاليفاتور حتى يتم القضاء على الأعشاب ثم تدحل التربة مجدداً. عند الزراعة الخريفية تهيأ التربة بإجراء الفلاحة بعد حصاد المحصول السابق مباشرة ثم تحرك التربة بالكالتيفاتور ثم تدحل للمحافظة على التربة مشبعة بالرطوبة ومهواة في الطبقة العليا منها وكذلك نظيفة من الأعشاب حتى موعد الزراعة. التسميد: تستطيع الفصة إنتاج مجموعة خضرية كبيرة (وهذا هو الهدف الأساسي من زراعتها) فقط عند توفر كميات كبيرة من المواد الغذائية في التربة. وكمحصول بقولي فهي تستطيع الحصول على الآزوت من الهواء مبشاشرة فإنها لاتحتاج إلى التسميد الآزوتي في بداية نموها وكذلك في الأراضي الفقيرة تتجاوب الفصة مع التسميد بالكالسيوم في الأراضي الفقيرة بهذا العنصر. لاحاجة لتسميد الفصة بالكالسيوم في كافة مناطق القطر نظراً لغناها بهذا العنصر، ولاينصح بإضافة السماد العضوي إلى الفصة مباشرة قبل الزراعة خوفاً من تلويث المحصول بالعديد من الأعشاب الغريبة الضارة في المحصول. ويفضل إضافة السماد العضوي إلى المحصول السابق للفصة أويضاف السماد قبل الفلاحة الأولى في الخريف في حالة الزراعة الربيعية. يضاف السماد العضوي بواقع 4-5 م3 للدونم الواحد، كما أمكن الحصول على نتائج جيدة بإضافة السماد العضوي إلى الفصة المزورعة بتوزيعه في أشهر كانون الأول والثاني على سطح التربة المزروعة بالفصة فقد أمكن بذلك الحصول على حشة إضافية من الفصة بتشجيعها على النمو في الربيع الباكر بالإضافة إلى ذلك فقد كانت الحشات اللاحقة في الموسم ذات حجم أكبر بالمقارنة بحقول الفصة التي لم يتم تسميدها بهذه الطريقة. إلا أن الفصة تحتاج بكل الأحوال إلى التسميد بالأسمدة الفوسفورية وأفضلها هو السوبر فوسفات الثلاثي الذي يجب أن يضاف مع الزراعة بواقع 8-10 كغ للدونم كما يمكن استعمال السوبر فوسفات العادي بواقع 25-30 كغ للدونم الواحد، كما يجب استعمال الأسمدة البوتاسية مثل سلفات البوتاسيوم 15-20 كغ للدونم الواحد تضاف مع الفلاحة الخريفية على الأحسن إلا أنه يمكن إضافتها في الربيع قبل الزراعة، كما يجب إضافة سماد السوبر فوسفات كل عام مرة واحدة في بداية فصل الشتاء بواقع 10 كغ ثلاثي أو 30 كغ أحادي للدونم الواحد. البذار والزراعة: يجب أن يكون البذار نظيفاً وذا قوة إنتات عالية ومن صنف مناسب للمنطقة التي سيتم زراعته فيها وخالياً من بذور الهالوك وذو نسبة منخفضة من بذور الفصة القاسية التي عادة تنبت في السنة الثانية من الزراعة. يجب أن يكون البذار مستوفياً الشروط القياسية العالية موضحة على الشكل التالي: النوعية النقاوة % نسبة الإنبات المئوية أولى 98 90 ثانية 96 85 ثالثة 94 80 يجب عدم استعمال بذور الفصة الملوثة في الهالوك للبذار وكذلك البذور الملوثة بسوس بذور الفصة. من المعروف أن نبات الفصة يستفيد من آزوت الهواء مباشرة عن طريق العقد البكتيرية التي تعيش على جذور هذا النبات إلا أنه لوحظ في بعض مناطق العالم الزراعية عدم وجود مثل هذه البكتيريا أو أنها تفقد من جذور المحصول المزروع بعد فترة مما يسبب نقص في المحصول الناتج مما يتطلب في مثل هذه المناطق إضافة البكتيريا العقدية الخاصة لبذار الفصة عن الزراعة. إلا أنه لم تلاحظ مثل هذه الظاهرة في أي من مناطق القطر وبالتالي فإنه على الأغلب لاتوجد أراضي في القطر خالية من البكتيريا العقدية الخاصة بمحصول الفصة أي أنه لاحاجة لإضافتها للبذار قبل الزراعة تحت الظروف والمعطيات المتوفرة حالياً. تزرع الفصة في الخريف بدءً من أيلول حتى نهاية شهر تشرين الثاني في المناطق الساحلية والجنوبية من القطر ومن أيلول حتى 1 تشرين الثاني في المناطق الداخلية والمرتفعات وكذلك يمكن الزراعة في الربيع بدءً من شهر شباط حتى نهاية شهر نيسان إلا أنه تفضل الزراعة المبكرة، والعروة الخريفية أفضل من العروة الربيعية للزراعة. يمكن تحميل الفصة على محصول آخر وعلى الأخص عند إجراء الزراعة الخريفية وأفضل المحاصيل لهذه الغاية هي 6كغ من الحنطة أو الشعير للدونم فقط حتى لايطغى المحصول الحولي على نبات الفصة. حيث يجب إجراء عملية الحش باكراً للحصول على كمية كبيرة من العلف الأخضر للاستعمال المباشر في تغذية الحيوانات أو للتجفيف لإنتاج الدريس. كثافة البذار تتعلق بالظروف الطبيعية ونوع التربة وخصوبتها إلا أن العامل المحدد للكثافة هو الغرض من الزراعة لإنتاج العلف الأخضر أو لإنتاج البذار، أو لإنتاج الاثنين معاً. في حال زراعة الفصة لإنتاج الدريس أو لإنتاج الدريس والبذار تزرع الفصة على خطوط تبعد 15-20 سم عن بعضها وعند الزراعة على خطوط أكبر تباعداً من هذه المسافة فإن إنتاج الدريس ينخفض حتى 5% في حال الزراعة على مسافة 37 سم بين الخطوط إلا أن هذا الانخفاض في إنتاج الدريس ليس ذا أهمية كبيرة إذا كان الغرض هو إنتاج الدريس والبذور في نفس الوقت. كمية البذار اللازمة للدونم الواحد تتعلق بتجهيز التربة للزراعة، ومقدار الرطوبة المتوفرة وحسب طريقة البذار، ففي الحالات التي تكون فيها التربة غير مهيأة جيداً يجب استعمال 3-4 كغ بذار للدونم وكذلك في حال عدم وفرة الرطوبة أثناء الزراعة يستعمل نفس المعدل من البذار وعلى العكس في حال تهيأة التربة بشكل جيد وتنعيمها وتسويتها وعند توفر كميات كافية من الرطوبة يستعمل 2-2.5 كغ من بذار الفصة للدونم الواحد لإنتاج البذار والدريس معاً إلا أنه في حال الزراعة لغرض إنتاج الدريس فإنه يوصي بإضافة 3.5-4 كغ بذار للدونم الواحد شريطة توفر الخصوبة وارطوبة الكافيتين في التربة من أجل الحصول على أكبر قدر ممكن من الكتلة الخضراء من المساحة المزروعة. تزرع الفصة بواسطة البذارة على خطوط أو تنثر نثراً في اليد إلا أنه من أجل توزيع البذار بانتظام في التربة وعلى العمق المطلوب يجب استعمال البذارة توضع البذور على عمق 2-3 سم في التربة ففي حال استعمال طريقة البذر بالنثر يجب تحريك التربة بعد البذر بواسطة أغصان أشجار تثقل بأثقال خفيفة وتجر على طول الحقل بالطول ثم بالعرض بشكل متعامد عليها حتى يتم دفن البذور على عمق لايتجاوز العمق الوارد 2-3 سم أما في حالة البذر بالبذارة تنظم البذارة لتضع البذور على العمق المطلوب. من أجل إيجاد أفضل الظروف للإنبات يجب أن تكون التربة مدحولة قبل البذر بواسطة مدحلة مستوية أو ذات أسنان وبعد البذر يجب إجراء عملية دحل ثانية إذا كانت التربة جافة مما يساعد على الإنبات السريع ومن أجل توفير الوقت والجهد فإن عملية الدحل المسبق والبذر والدحل اللاحق تتم بعملية واحدة بواسطة آلات معدة لهذه الغاية. العناية بالمحصول أثناء النمو:بعد البذار وقبل الإنبات (ظهور النباتات على وجه التربة) يجب القيام بتكسير القشرة الترابية التي يمكن أن تكونت بسبب السقاية أو المطر وذلك بواسطة مدحلة خفيفة مسننة، كما يمكن لهذه الغاية إجراء سقاية خفيفة بغرض ترطيب سطح التربة وتليينها لتسهيل ظهور نباتات الفصة على سطح التربة. كما يجب إجراء عملية التعشيب بعد الإنبات للتخلص من النباتات الغريبة باليد ويمكن القضاء على الأعشاب في السنة الأولى من الزراعة بحش الفصة لعدة مرات متقاربة نوعاً. تلعب السقاية دوراً رئيسياً في نمو وتطور نبات الفصة وعلى الأخص في السنة الأولى من زراعتها لأنها تساعد على نمو وتطور المجموعة الجذرية وبالتالي إمكانية الحصول على محصول وافر من الدريس. الرية الأولى يجب أن تتم بعد شهر من الإنبات وعلى الأخص في السنين الجافة وحتى إجراء الحشة الأولى يعطي المحصول 2-3 ريات وبعد ذلك يروى المحصول بعد كل حشة مباشرة . في الأراضي الزراعية السهلة النفوذ يجري ري الفصة مرتين أو ثلاث مرات لكل حشة واحدة وفي الأراضي المندمجة مرة واحدة فقط وفي الأراضي المتوسطة الاندماج رية أو ريتين بعد كل حشة. في ري الفصة يجب مراعاة عدم بقاء الماء في الحقل لأكثر من 3-4 أيام ذلك يساعد على تعفن النباتات وضياع قسم كبير منها، ولهذا السبب فإن الحقول التي تهيأ لزراعة الفصة يجب تسويتها بصورة جيدة لإجراء عملية السقاية بسهولة ليحول دون تجمع الماء في بعض أجزاء الحقل وحرمان البعض الآخر منه. إلا أن أفضل طريقة لري الفصة هي طريقة الري بالرذاذ حيث يمكن بهذه الطريقة توزيع مياه الري على كافة أجزاء الحقل وكذلك توفير مياه السقاية إلى النصف وتسهيل عمليات الحش الآلي بسبب عدم الحاجة بهذه الطريقة إلى عمل السواقي والمساكب للسقاية بالطريقة التقليدية. يجب إجراء عملية تسميد سنوية اعتباراً من السنة الثانية من عمر المحصول على الأخص بالأسمدة الفوسفورية حيث يقدم للدونم الواحد 25-30 كغ سوبر فوسفات أحادي سنوياً تضاف برشها على المحصول في الخريف، لاينصح تحت الظروف الطبيعية بإضافة الأسمدة الآزوتية أثناء النمو بغرض الحصول على قدر أكبر من المحصول لأنه لم يثبت فعالية السماد الآزوتي في تسميد هذا المحصول. الأمراض والحشرات والطفيليات: إن أكبر أعداء محصول الفصة هو الهالوك ويقاوم في حال ظهوره برشة بأحد المواد البترولية ويستعمل لهذه الغاية عادة المازوت وذلك قبل استفحاله وانتشاره على نطاق واسع في الحقل حيث يصعب في هذه الحالة القضاء عليه. إلا أن أفضل طريقة لتحاشي ظهور هذا النبات الطفيلي هو زراعة بذور خالية من بذور الهالوك. كما يمكن مكافحته برشة بمحلول نترات الأمونيوم بتركيز 10-15% من الحشرات التي تصيب محصول الفصة هو الحشرة آكلة أوراق الفصة. وتكافح برش المحصول بأحد مركبات الجاما وغيرها من المبيدات المعوية مع مراعاة الانتظار مدة 15-20 يوم لإجراء الحش بعد المكافحة كأدنى حد. ميعاد الحش: من اجل المحافظة على نوعية الحشيش الناتج من محصول الفصة بنوعية عالية من وجهة نظر كونه غذاء ممتاز لمختلف الحيوانات الزراعية يجب أن يحش المحصول في الموعد المناسب ويجفف ويحفظ بشكل أصولي حتى تاريخ استخدامه في التغذية تختلف عدد الحشات الذي تحصل عليها من محصول الفصة حسب المنطقة وتاريخ الزراعة وعمر المحصول ففي السنة الأولى يمكن الحصول على 5-6 حشات واعتباراً من السنة الثانية من 10-12 حشة في الموسم الواحد. كما أن إجراء عملية الحش في الموعد المحدد يلعب دوراً جيداً في عدد الحشات التي نحصل عليها فالفاصل الزمني صيفاً بين الحشة والأخرى يتراوح بين 20-24 يوماً وأن التأخير في إجراء عملية الحش عن هذه المدة ينقص من عدد الحشات التي يمكننا الحصول عليها في الموسم الواحد. إن أفضل موعد لحش الفصة هو بداية تزهير النباتات، ففي هذه اللحظة من عمر النبات يمكننا الحصول على أكبر قدر ممكن من الدريس ذا النوعية العالية من وجهة النظر الغذائية، وأن حش المحصول قبل هذا الموعد يعطينا محصولاً من الدريس ذا نوعية أفضل إلا أن كميته تكون أقل. كما أن التأخير في الحش عن اللحظة السابقة يؤدي للحصول على كمية أكبر من الدريس غلا أن نوعيته في هذه الحالة تكون سيئة نسبياً أي أن النوعية تتناسب عكساً مع تقدم النباتات بالعمر بسبب زيادة الألياف الخشنة ونقص نسبة البروتين في الكتلة الغذائية الناتجة.