صحة البيئة في الإسلام


المقصود بعلم صحة البيئة هو خلق بيئة صحية لا تنفذ إليها الأمراض بفضل النظافة، واهتمام الإسلام بالنظافة أمر لا يدانيه فيه أي دين سماوي، أو حتى مذهب أرضي قديم أو حديث.. وإذا كانت أول سورة نزلت في القرآن الكريم تحدثت عن العلم في قوله تعالى: (اقرأ)، فإن ثاني سورة نزلت بعدها مباشرة أمرت بالنظافة في قوله تعالى: (فثيابك فطهر).
والإسلام هو الدين الوحيد الذي يجعل النظافة جزءاً من العبادات، بل في أصول الدين نفسه، فأول خطوة للدخول في دين الإسلام هي الغسل، أي الاستحمام، حتى قبل شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ولا صلاة إلا بعد وضوء، أي غسل الأيدي والوجه والأقدام، وللإسلام اصطلاحات خاصة في مسائل النظافة، فهو يكني عن الميكروبات أو الطفيليات الضارة باسم الشيطان أو الخبث أو الخطايا، ويُعبر عن النظافة بكلمة الطهارة، وعن القذارة بكلمة النجاسة..
ومن أمثلة ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (قلم أظافرك فإن الشيطان يقعد على ما طال منها)، وقوله: (إذا توضأ العبد فمضمض خرجت الخطايا من فيه، فإذا استنثر خرجت الخطايا من أنفه)، ولهذه التعبيرات حكمة عظيمة..

 

%d8%aa%d9%86%d8%b2%d9%8a%d9%84-1
وهذه أمثلة من أقوال الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- في النظافة:
1- في نظافة البدن يقول- صلى الله عليه وسلم-: (حق على كل مسلم أن يغتسل كل سبعة أيام، يوما يغسل فيه رأسه وجسمه أو قال جسده).
2- ويأمر الإسلام بإزالة البؤر التي تتجمع تحتها القذارة في الجسم فيقول- صلى الله عليه وسلم-: (خمس من الفطرة الاستحداد والاستحداد هو (حلق شعر العانة، الختان، قص الشارب، نتف الإبط، تقليم الأظافر).
3- الأيدي من أهم العوامل في نقل الميكروب وذلك بعد السلام على المريض، أو لمس طعام ملوث، أو زبالة، أو بعد ذهاب إلى الغائط. وبعض الديدان تنتقل من نفس الشخص المصاب عند التبرز إلى يديه ويختبئ بعضها تحت أظافره، من هنا تنتقل إلى الشخص السليم، ومن هذه ديدان الاكسوريس ودودة التنبا Taenpa، ومن الميكروبات التي تنقلها اليد أيضاً التيفود، الدوسنتاريا، النزلات المعوية، التهاب الكبد المعدي، وهذا يُوضح لنا حكمة قول الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم-: (إذا توضأ العبد فغسل يديه خرجت الخطايا من يديه حتى تخرج من تحت أظافر يديه)، ولا يكتفي الإسلام بغسل الأيدي عند الوضوء، بل يأمر بالغسل قبل الطعام وبعده وقبل النوم وبعده، وقبل الدخول إلى المريض وبعد الخروج من زيارته، وهذه أمثلة من أوامره بقوله- صلى الله عليه وسلم-: (إن الشيطان حساس فاحذروه على أنفسكم من بات، وفي يده غمر فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه). ومن المأثورات: (اغسل يديك قبل الأكل وبعده) والغمر هو بقايا الطعام في اليد.
4- يعتني الإسلام بنظافة الأسنان، فيأمر بالمضمضة والسواك وتخليل الأسنان لإزالة بقايا الطعام وعدم بلعها بل رميها، وفي السواك يقول الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم-: (السواك مطهرة للفم، ومرضاة للرب)..
5- يعتني الإسلام أيضاً بنظافة الأنف والعينين والشعر والقدمين والملابس، ولكن لا يتسع المجال لذكر تعاليمه في كل واحدة منها..