محطات توليد بحرية


مع ارتفاع تكاليف الطاقة الكهربائية يبحث العلماء عن طرق جديدة لإنتاجها والعودة إلى أساليب كانت مكلفة وغير قادرة على المنافسة من قبل.
محطات-توليد-بحرية…-طريقة-جد
محطات توليد بحرية
وأحد هذه الأساليب، هو إنتاج الطاقة الكهربائية بالاعتماد على حرارة مياه البحر.
تختلف درجة حرارة مياه البحر بين السطح والقاع، وخاصة في المناطق الحارة حيث تكون حرارة مياه السطح 25 درجة مئوية وفي عمق ألف متر 4 درجات مئوية فقط، ما يعني أن الفارق الحراري بين السطح والعمق عشرون درجة مئوية، وهذا ما يكفي لتشغيل مولد حراري، بالاستفادة من هذا الفارق.
ويعكف حالياً فريق من المهندسين في فرنسا على القيام بالعديد من التجارب في هذا المجال ووضع التصاميم اللازمة لبناء محطة توليد بحرية للطاقة، والتي تقوم على مبدأ يبدو بسيطاً للوهلة الأولى وهو دفع المياه الباردة من عمق البحر إلى السطح عبر أنبوب يصل طوله إلى ألف متر.
وهذه المياه البادرة التي تندفع عبر الأنبوب تقوم بتسييل غاز يتم تسخينه بحرارة مياه السطح ودفعه إلى مراجل تشغل بحرارتها مولدات كهربائية تنتج بدورها الطاقة المطلوبة.
تقنية جديدة ورفيقة بالبيئة
مبدأ التشغيل هذا يشابه مبدأ تشغيل محطة توليد حرارية تعتمد على الفحم، ولكن بدرجة حرارة أقل بكثير وتوليد طاقة كهربائية نظيفة دون تلويث البيئة، حيث لا ينبعث من المحطة غاز ثاني أوكسيد الكربون.
بالإضافة إلى ذلك تتمتع هذه المحطة الجديدة لتوليد الطاقة بميزات أخرى حسب قول ايمانويل بورشيرد أحد المهندسين المشرفين على هذا المشروع: “ستقوم هذه المحطة بإنتاج الطاقة الكهربائية باستمرار، وذلك عكس محطات توليد الطاقة من الرياح أو الطاقة الشمسية، التي تنتج الطاقة فقط حين تهب الرياح أو تشرق الشمس، ومن هنا تعتبر هذه الطريقة لإنتاج الطاقة، أفضل”.
في ثمانينات القرن الماضي كانت هناك نماذج لهذه المحطة، ولكن في تلك الفترة كان سعر النفط منخفض، ومثل هذه المحطة كانت مكلفة نسبياً ولا تستطيع منافسة المصادر الأخرى لإنتاج الطاقة.
لكن الآن في ظل الارتفاع المستمر لسعر النفط والمخاطر الناجمة عن تغير المناخ، تبدو هذه الطريقة البديلة لإنتاج الطاقة مفيدة ومثيرة للاهتمام.
ولدى مانويل بورشيرد وفريقه من المهندسين خطط طموحة في هذا المجال: “إننا نخطط لبناء محطة كبيرة بطاقة إنتاجية تصل إلى 10 ميغاواط، وقد انتهينا من دراسة جدوى المشروع بهدف إقناع الممولين بتقنيتنا، ونأمل أن تنتج محطتنا الطاقة الكهربائية بحلول عام 2015″.
خطط طموحة وتحديات كبيرة
هل بإمكان المحطات البحرية لتوليد الطاقة التقليل من الاعتماد الكبير على المحطات الحرارية التي تطلق غازات تضر بالبيئة؟
محطة التوليد الضخمة المزمع بناؤها هي عبارة عن جزيرة اصطناعية عائمة يبلغ قطرها 20 – 30 متراً، وأنبوب يبلغ طوله ألف متر يصل إلى عمق البحر، ومولدات على سطح الجزيرة. ولكن هذه التقنية وبناء الجزيرة ليس بالأمر البسيط حسب رأي المهندس ايمانويل بورشيرد: “هناك مجموعة من التحديات، ولكن التحدي الأكبر هو بناء منصة عائمة تناسب كل مكان تنصب فيه، والمشكلة الكبرى هي الأنبوب الذي نريد دفع المياه البادرة عبره، إذ يجب أن يكون مستقراً وفي نفس الوقت يجب ألا يكون باهظ الثمن”.
ففي المناطق البحرية التي تعصف بها الرياح يجب أن يكون الأنبوب مرناًً، أما في مناطق المياه الهادئة فيجب أن يكون صلباًً.
وتبدو هذه التقنية الجديدة لإنتاج الطاقة الكهربائية من محطات التوليد البحرية، التي تعتمد على حرارة مياه البحر؛ مفيدة ومثيرة للاهتمام خاصة في المناطق الاستوائية التي تكون مياه سطح البحر فيها حارة ولا توجد فيها شبكات كهربائية بعد.