وقود الديزل الحيوي من قشور وزعانف الأسماك


وقود الديزل الحيوي من قشور وزعانف الأسماك

تزدهر صناعة صيد الأسماك في فيتنام ويوضح المشروع البحثي في نهر دلتا ميكونغ كيفية الحصول على وقود حيوي يحل محل الوقود الأحفوري من الفضلات المتبقية من عملية التصنيع.

على السيور المتحركة في خط التجميع يقف مئات من العمال مرتدين كمامات وأغطية للرأس، وأمامهم الأسماك المنزوعة الحسك والقشور الموضوعة في سلال بلاستيكية زرقاء، ويقومون بتقطيع السمك بشكل محدد. هكذا يبدو مصنع تجهيز الأسماك الفيتنامية المملوك لشركة المأكولات البحريةHiep Thanh Seafood في إحدى الإعلانات المصورة. وتغادر الأسماك المصنع على شرائح مجمدة، لكن تبقى مخلفاتها من النفايات المحتوية على الأحشاء والعظام والحسك، ويبلغ وزن النفايات المخلفة في يوم واحد 81 طنا. وما يبدو للوهلة الأولى كقمامة هو في الواقع مادة خام ثمينة فتوليد الطاقة من مخلفات الأسماك أمر ممكن.

وكما هو الحال مع بذور اللفت والجاتروفا والمحاصيل الزيتية الأخرى، يتم استخدام الدهون الموجودة في النفايات السمكية لإنتاج وقود الديزل الحيوي. وللحصول عليه يجب فصل زيت السمك وتعديله كيميائيا عبر إضافة الميثانول. ليست كل أنواع الأسماك مناسبة لذلك، لكن هناك شروط يجب تحققها ومن بينها أن تحتوي الأسماك على نسبة عالية من الدهون، وهذا الشرط يتوفر في أنواع محددة كالسلمون أو سمك السلور.

في دول مثل هندوراس وفنلندا وفيتنام، اكتسب منتجي الأسماك خبرة في إنتاج وقود الديزل الحيوي من المخلفات المتبقية من تصنيع الأسماك. وفي جنوب شرق آسيا بشكل خاص، هناك اهتمام كبير بالتكنولوجيا المستخدمة في هذا المجال، إذ توجد في المنطقة ستة من أكبر عشر دول رائدة في تربية الأحياء المائية، وتعتبر فيتنام ثالث أكبر دولة في العالم في تربية الأحياء المائية، كما أنها تحتل الصدارة في تصدير سمك السلوروتوفر دلتا نهر ميكونغ الواسعة والسواحل التي يبلغ طولها حوالي 3300 كيلومترا ظروفا جيدة لتربي الأسماك.

إنتاج محلي يراعي صحة المناخ

وهناك بالتحديد يعمل الاتحاد الأوروبي في إطار مشروع إينرفيش لبحوث الأسماك على إيجاد الطرق المثلى لتحويل نفايات تصنيع الأسماك إلى وقود الديزل الحيوي، وكيفية استخدام هذه الطاقة بذكاء. نشأت فكرة لمشروع بسبب رحلة إلى فيتنام، وكما يقول أوليس رانه من مركز البحث التقني في فنلنداTechnical Research Centre of Finland الذي يتولى تنسيق أعمال المشروع: ” أخبرنا دليل عن وجود الكثير من منتجي الأسماك هناك، وعن شح الطاقة في الموقع.” ومنذ العام الماضي بدأت إحدى المحطات العمل في جنوب فيتنام لاختبار جدوى المشروع من الناحية الاقتصادية. ويبلغ طول محطة الإنتاج المتوسطة أربعة عشر مترا وعرضها ستة أمتار، أما ارتفاعها فيصل إلى خمسة أمتار. ولا تزال هناك حاجة إلى إدخال بعض التحسينات في عدة مناطق، ولكن إذا عملت المحطة بطاقتها القصوى، فسيبلغ حجم الإنتاج 13 طنا من وقود الديزل الحيوي في اليوم الواحد.

تتمثل الفكرة المركزية للمشروع في إنشاء اقتصاد متكامل، فمحطة وقود الديزل الحيوي ومرافق الإنتاج تقع بالقرب من بعضها. وهكذا، فإن النفايات التي تخلفها أعمال تصنيع الأسماك تنقل من المصنع بحيث تتم معالجتها محليا وتحويلها إلى وقود الديزل الحيوي، وفي الوقت ذاته تتم الاستفادة من وقود الديزل الحيوي في تغذية مولدات المصنع، وبالتالي تغطية احتياجاته من الطاقة. وكما يقول أوليس رانه فإن “الشركة تحتاج إلى الطاقة للتخزين الأسماك في الثلاجات. وإذا ما فاضت كمية الوقود الديزل الحيوي المنتجة عن حاجة المصنع، فيمكن للمصنع بيعه كوقود، ليصبح مصدرا محليا للطاقة يحل مكان الوقود الأحفوري. ووفقا لتقييماتإينرفيش فإن هذا يأتي لمصلحة صحة المناخ، إذ يساهم في توفير 14 ألف طنا من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تقريبا سنويا.