الزراعة البينية في الأماكن المختلفة التي تزرع فيها أشجار النخيل


الزراعة البينية تحتل زراعة أشجار نخيل التمر مكاناً مرموقاً في العديد من الدول، وبخاصة في دول الخليج العربي، ولهذه الشجرة أهمية بيئية واجتماعية، وترتبط مع سكان منطقة الخليج العربي منذ القدم، كونها من أفضل الأشجار التي تستطيع أن تتكيف مع الظروف البيئية القاسية، كارتفاع درجات الحرارة والملوحة والجفاف، وتجود زراعتها في معظم أنواع الأتربة، كما أنها تستطيع العيش في الأتربة الفقيرة، كما هي الحال في الأتربة الرملية، فقد كانت تؤمن للسكان الغذاء والدواء، واستخدمت أجزاؤها المختلفة في صناعة المساكن، والأدوات المنزلية، وفي العديد من الصناعات اليدوية، كالحصر والمراوح اليدوية، والأطباق والحبال، والعديد من أنواع السلال وأدوات التنظيف والأواني.

 

 

 

الزراعة البينية

 

 

الزراعة البينية تغطي أشجار نخيل التمر معظم المساحات المزروعة في دول الخليج العربي، نظراً لملاءمة الظروف البيئية لهذه الأشجار، وقدرتها على تحمل الظروف البيئية الصعبة.

يستطيع المزارع، زراعة العديد من أنواع الخضار والنباتات العلفية، وأشجار الفاكهة المختلفة، بين أشجار النخيل، للاستفادة من المساحات التي تفصل بين أشجار النخيل في حال زراعتها، بالشكل الصحيح، وترك مسافات كبيرة بين خطوط الزراعة، وبين الأشجار على الخط الواحد، وتختلف أنواع النباتات التي يمكن زراعتها باختلاف العديد من العوامل، ومنها:

الهدف من زراعة أشجار النخيل: تزرع أشجار النخيل في سبيل تحقيق العديد من الأهداف، وتختلف المسافات التي تفصل بين الأشجار باختلاف الهدف من زراعتها، ويمكن التطرق إلى بعض الأهداف التي تزرع أشجار النخيل لتحقيقها، ومن هذه الأهداف:

الزراعة من أجل الاستفادة من إنتاجها: تزرع أشجار النخيل في هذه الحالة في بساتين خاصة تختلف مساحاتها باختلاف القائمين على زراعتها، وبشكل عام تترك مسافة لا تقل عن ثمانية أمتار بين الخطوط، وثمانية أمتار بين النباتات على الخط الواحد، لتسهيل عمليات خدمة الأشجار، ومنع تزاحم السعف بعد كبر أعمار هذه الأشجار، شكل (1)، ويمكن استغلال المساحات التي تقع بين هذه الأشجار، خلال السنوات الأولى من غرسها في زراعة بعض أنواع الخضار (كالطماطم، القرعيات، الباذنجان، الفاصولياء، البازلاء… إلخ)، شكل (2) أو الأشجار المثمرة، كأشجار الحمضيات، والتي تستفيد من ظل أشجار النخيل خلال الفترات الحارة من السنة، وتقيها من البرد أثناء الفصل البارد.شكل (3)

يفضل عدم زراعة أية نباتات بين الأشجار الكبيرة، شكل (4) لتسهيل عمليات الخدمة المختلفة، وبخاصة اكتشاف الإصابات المختلفة، وتوفير الماء وتكاليف الخدمة.

يزرع العديد من المزارعين أشجار النخيل على مسافات متقاربة، شكل (4) بهدف زيادة أعدادها في وحدة المساحة، وزيادة الدخل، وعلى العكس من ذلك، يؤدي هذا الشكل من الزراعة إلى تشابك السعف مع مرور الزمن، وصعوبة القيام بالعديد من العمليات الزراعية الهامة كالتكريب، والتنبيت، وصعوبة اكتشاف الإصابة بالآفات المختلفة، كما يقل إنتاج هذه الأشجار مع مرور الزمن بالمقارنة مع إنتاج الأشجار التي زرعت على مسافات متباعدة، بالإضافة إلى صعوبة زراعة هذه المساحات.

 

الزراعة في مزارع مختلطة: تزرع أشجار النخيل في مزارع مختلفة المساحات، وتحتوي على العديد من أنواع المزروعات، فعلى سبيل المثال، تقسم بعض المزارع إلى قسمين بواسطة طريق لخدمة المزرعة يمر من منتصفها، ويزرع خطان من أشجار النخيل على محيط المزرعة، وخط على كل جانب من جوانب الطريق الوسطي، شكل (5) وتخصص المساحات الباقية لزراعة الخضار (كالطماطم، الفاصولياء، القرعيات، الخضار الورقية، الذرة السكرية.. إلخ)، شكل (6) والنباتات العلفية كالجت، شكل (7) والرودس، شكل (8)، والذرة العلفية، شكل (9) في المزارع التي تحتوي على مياه لا تزيد ملوحتها على 5000 جزء بالمليون.

 

 

 

الزراعة البينية

 

 

 

 

الزراعة البينية يجب عدم زراعة أية نباتات بالقرب من أشجار النخيل، وبخاصة تلك الأشجار الصغيرة التي تقل أعمارها عن العشرين عاماً، لتجنب مزاحمتها على الماء والغذاء، وتغطية الأشجار الصغيرة، شكل (10) بالإضافة إلى دورها السلبي في تأمين الحماية للعديد من الآفات التي تصيب أشجار النخيل، وبخاصة سوسة النخيل الحمراء، التي تفضل الأماكن المظلمة والرطبة، وتصيب منطقة التاج، وتزداد الإصابة بهذه الحشرة عند وجود الزراعات المختلفة حول جذوع الأشجار، شكل (11) والتي تعيق عملية اكتشاف الإصابة بهذه الحشرة.

1011الزراعة التجميلية: تزرع أشجار النخيل في الحدائق العامة والمنتزهات الترفيهية، بشكل مجموعات يضم كل منها 4-5 أشجار، وتزرع المساحات الباقية، بالمسطحات الخضراء شكل (12)، لتكون أماكن استراحة للزوار، وأماكن لهو ولعب للأطفال المرافقين لهم، كما تعطيها منظراً جمالياً جذاباً.

 

تزرع أعداداً كبيرة من أشجار النخيل المرتفعة، على جوانب الطرقات وفي الحدائق الصغيرة المنتشرة حول الأسواق العامة، داخل المدن، وتزرع المسافات الفاصلة بينها بالمسطحات الخضراء، شكل (13)، وتؤمن هذه الأشجار أماكن ظليلة يستريح فيها المارة والعمال والمتسوقون.

 

تستخدم أشجار النخيل المرتفعة في تزيين جوانب الطرقات والجزر الوسطية داخل المدن والقرى، وتزرع المسافات الفاصلة بين هذه الأشجار بالمسطحات الخضراء، وبعض نباتات الزينة الحولية والمعمرة، شكل (14)، وغالباً ما تترك المسافات البينية بين هذه الأشجار خالية من أية زراعات، وبخاصة في الطرقات التي تفصل بين المدن الرئيسية، والتي تمتد لمسافات طويلة، وتحتاج إلى أعداد كبيرة من الأشجار، والتي تتطلب كميات هائلة من مياه الري والأسمدة، عدا عن اليد العاملة اللازمة للقيام بخدمة هذه المزروعات في حال وجودها.

 

 

 

الزراعة البينية

 

 

تستخدم الأحجام المختلفة من أشجار النخيل في تزيين القصور والمباني العامة والفنادق، شكل (15) وتزرع المسافات التي تفصل بينها بالمسطحات الخضراء ونباتات الزينة الحولية والمعمرة.

 

هناك العديد من الأنماط التي تزرع فيها أشجار النخيل، للاستفادة منها، ومن هذه الاستخدامات، زراعتها بشكل كثيف للاستفادة من مناظرها وظلالها خلال الفترات الحارة من السنة، شكل (16)

 

وتزرع هذه الأشجار في الأماكن الجبلية، للاستفادة من إنتاجها وظلالها، شكل (17).

17طبيعة الأرض: تجود زراعة أشجار النخيل في مختلف أنواع الأراضي والأتربة، ويمكن استغلال المسافات البينية التي تفصل بين الأشجار، في زراعة بعض أنواع النباتات، عند زراعة هذه الأشجار، في أتربة رملية أو طينية، فتزرع أنواع من الخضار والنباتات العلفية وأشجار الفاكهة، وعلى العكس من ذلك، فلا نستطيع زراعة أي نوع من أنواع النباتات، في حال كون التربة قلوية، أو تحتوي على نسبة عالية من الكلس، لعدم قدرة النباتات على النمو في هذه الأراضي.