طماطم غنية بالليكوبيـن وأخرى بالبيتاكاروتيـن


طماطم غنية بالليكوبيـن وأخرى بالبيتاكاروتيـن :

الليكوبين lycopene عبارة عن صبغة تقوم بعض النباتات بتخليقها لحمايتها من أضرار الذرات الحرة الناتجة من أشعة الشمس، وهو الذي يعطى اللون الأحمر للطماطم والبطيخ وغيرهما. والليكوبين من مضادات الأكسدة القوية التى تحمى الجسم من خطر الشوارد الحرة التى تنطلق نتيجة لعمليات الأكسدة التى تحدث فى الجسم ، ويساعد فى الوقاية من سرطان الثدي والبروستاتا ومن الأزمات القلبية (مجلة الفيصل عدد 301). والطماطم من أغنى مصادر الليكوبين المعروفة على الإطلاق ، وعن طريقها يحصل الإنسان على معظم ما فى جسمه من ليكوبين، ومن حسن الحظ أن الليكوبين لا يتأثر بالحرارة ولذلك فإن منتجات الطماطم تحتوى على ليكوبين بتركيز أعلى من الثمار الطازجة. والطماطم المطبوخة يستفيد الجسم منها أكثر من استفادته من الطماطم الطازجة نتيجة تكسير الخلايا الليفية للطماطم وإطلاقها الليكوبين الذى يذوب فى الزيت ويمتصه الجسم .

 

 

download-1

 

 

وقد قام علماء من جامعة Purdue ووزارة الزراعة الأمريكية USDA بإنتاج طماطم معدلة وراثيا بحيث تحتوى على كمية من الليكوبين تعادل ثلاثة أضعاف ما تحتويه الطماطم العادية. ويقول الباحثان هاندا أفتار ، وأوتر ماتو أصحاب الاكتشاف أن بحثهما يعتبر من الأبحاث القوية التى تدل على فائدة استخدام البيوتكنولوجيا الحديثة فى تحسين القيمة الغذائية للمنتجات الزراعية ، وبالتالى تحسين صحة المواطنين. ويتوقع هاندا أن تتوفر هذه الطماطم فى الأسواق فى المستقبل القريب. ومن الجدير بالذكر أنه قد تم اختيار هذا النوع من الطماطم ليتصدر قائمة المنتجات البيوتكنولوجية الأمريكية فى عام 2002م . وفى تجربة أخرى، توصل باحثون فى جامعة لندن إلى نوع من الطماطم المعدلة وراثيا بحيث تحتوى على كمية من البيتاكاروتين تعادل ثلاثة أضعاف الكمية الموجودة فى الطماطم العادية
والبيتاكاروتين ،كما سبق أن أوضحنا فهو يساعد فى المحافظة على البصر ، سلامة الأنسجة والخلايا ، سلامة العظام والجهاز العصبى والمناعى ويساعد أيضا فى الوقاية من السرطان والأزمات القلبية. والأبحاث على الطماطم لا تنتهى ، فقد اكتشف باحثون من USDA مع باحثين آخرين من قسم أبحاث النبات BTI بجامعة كورنيل الجين الذى يسبب نضج الطماطم (rin gene) ويعطيها طعمها المميز أو (Holy Grail) ، أى الكأس الذى شرب منه السيد المسيح فى العشاء الأخير كما يحلو للبعض تسميته) . وعند إبطال مفعول هذا الجين تظل الطماطم على أغصانها لفترة أطول ، وبالتالى تكتسب مزيداً من المغذيات خاصة الليكوبين ، ويتحسن لونها ومذاقها. ويأمل الباحثون أن يتمكنوا من تطبيق هذه الطريقة على أصناف أخرى من الخضراوات والفاكهة التى تتعرض للتلف والطراوة بعد حصادها بفترة قصيرة مثل الفراولة والموز والفلفل الكبير والليمون وغيرها .

3- ذرة ومحاصيل زيتية غنية بفيتاميـن ( E ) :

فيتامين E (هـ) من مضادات الأكسدة المعروفة بقوتها فى ترويض الجزيئات الحرة أو ما يعرف بالشق الطليق free radical هذا الشق الطليق يؤدى إلى حدوث سلسلة من التفاعلات تؤدى فى النهاية إلى انحلال غشاء الخلية وما بداخلها من جسيمات، مما يفتح الباب للأمراض القاتلة مثل السرطان والقلب � قاتل أميركا الأول – وفيتامين (E) من مضادات الأكسدة المأمونة حيث يمكن للزيادة (حتى 1000 ملجم يوميا) أن تخزن فى مستودعات الدهن دون ظهور أثار جانبية أكثر من المغص أو اصفرار الجلد0 وتقدر الاحتياجات اليومية من فيتامين (E) التى تكفى لمنع الأمراض بحوالى 15 ملجم للبالغين، ولكنه حينما يعطى بكميات أكبر من هذه الكميات الدنيا ، فإنه يؤدى إلى تحسن المناعة والنمو والتناسل . وقد ثبت أنه ينشط عملية إنتاج الخلايا القاتلة الطبيعية وهى الخلايا التى تبحث عن الجراثيم أو الخلايا السرطانية وتقتلها، ويساعد أيضاً على إنتاج خلايا بيتا B-cells التى تنتج الأجسام المضادة للميكروبات . استطاع البروفيسور دين ديلابينا D. DellaPena أستاذ الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية بالولايات المتحدة التعرف على الجين المسئول عن تحويل الصورة الضعيفة من فيتامين (E) (جاما) الموجودة فى المحاصيل الزيتية إلى الصورة الأكثر قوة وفاعلية (ألفا). وقد نجح فى تحسين نبات ورد الماء أو ورد النيل (water cress, Arabidopsis thaliana) بحيث ارتفع معدل الفيتامين به حوالى 10 مرات. وحيث أن المسار pathway الذى يتحول به النوع جاما إلى النوع ألفا هو نفسه الموجود فى فول الصويا والذرة والكانولا ، فيعتقد الباحثون إمكانية تطبيق نفس الأسلوب على هذه المحاصيل . ومن المعروف أن فول الصويا والكانولا وهما من أفضل مصادر فيتامين (E) يحتويان فقط على 3 ملجم فى الحصة الواحدة، يمكن زيادتها إلى عشرة أضعاف هذه الكمية عند تعديلها وراثياً .

 

 

download-2

 

 

 

4- زيوت صحية من فول الصويا Healthier Soybean Oil :

كلنا يعرف أن الأحماض الدهنية المشبعة الموجودة فى الدهون الصلبة خطر على الصحة، لأنها ترفع من مستوى الكوليسترول السئ فى الدم (LDL). أما الأحماض الدهنية الغير مشبعة (PUF) الموجودة فى الزيوت السائلة فهى فى حد ذاتها غير ضارة، إلا أن رجال الصناعة يعملون لها هدرجة hydrogenation أى تشبيع الروابط الموجودة بها بالهيدروجين فتتحول من الصورة الطبيعية (سيز CIS) إلى الصورة (ترانس TRANS) الأكثر صلابة وثباتا والأكثر ضرراً فى نفس الوقت، مما حذا برجال FDA إلى ضرورة ترقيم labeling الأغذية التى تحتوى على هذا النوع من الزيوت ابتداءً من أول يناير 2006م. وتجدر الإشارة إلى أن الدهون المشبعة والدهون من النوع ترانس �كما تشير كثير من الدراسات- تزيد من مخاطر الإصابة بمرض الشريان التاجى CHD ذلك المرض الخطير الذى يقضى على حياة 500 ألف مواطن فى أمريكا وحدها كل عام، بالإضافة إلى 13 مليونا آخرين فى قائمة الانتظار. استطاع توم كليمنت Tom Clemente وزملاؤه فى جامعة نبراسكا الأمريكية ، عن طريق إبطال مفعول اثنين من الجينات فى فول الصويا، أن يزيدوا من مستوى حمض الأوليك oleic فى الفول – وهو من الأحماض الدهنية أحادية عدم التشبع MUF التى تنتج الدهون الجيدة- وأن يقللوا من إنتاج حمض البالمتيك palmitic وهو من الأحماض الدهنية المشبعة التى تنتج الدهون الضارة . يقول كليمنت أن الأبحاث التى أجريت على فول الصويا منذ عشرات السنين وحتى الآن هى التى سهلت له مهمته، فمنذ أكثر من 25 سنة والباحثون يحاولون إنتاج فول صويا غنى بحمض الأوليك oleic ولكنهم لم ينجحوا فى ذلك بسبب أن الجينات المسئولة عن إنتاج هذا الحمض هى جينات متنحية أو متخفية recessive بمعنى أنها دائما موجودة وإن كان تأثيرها لا يظهر إلا عندما يغيب الجين السائد. من هذه التجارب التقليدية استطاع كليمنت أن يحدد الجينات التى يجب إسكاتها silenced على حد تعبيره .

 

 

download

 

 

وتجدر الإشارة إلى أن زيت فول الصويا العادى يكتسب رائحة السمك بعد فترة من تخزينه مما يعنى أنه قد تزنخ rancid بسبب احتوائه على مستويات مرتفعة من حمض اللينوليك linoleic وهو حمض دهنى غير مشبع متعدد PUF وغير ثابت لذلك لا يمكن استعمال زيت فول الصويا الطبيعى فى الصناعة دون إضافة زيوت نباتية أخرى مهدرجة جزئيا لتحسينه وإطالة عمره . أما فول الصويا المعدل فينتج زيت يحتوى على 75-80% من حمض الأوليك (حمض غير مشبع أحادى) مما يجعل الزيت أكثر ثباتا ولا يحتاج إلى إضافة أى زيوت أخرى عند تصنيعه، مقارنة بزيت الصويا الطبيعى الذى يحتوى على
15-20% حمض أوليك .