إعتبارات تصميمية و مكافحة الحريق


مكافحة الحريق يعتبر خطر الحريق من أشد الأخطار على المباني، فمن المؤلم أن نرى بنايات كاملة تنهار وضحايا عديدين يتساقطون بسبب حريق قد ينشأ عن تماس أسلاك الكهرباء أو عن عقب سيجارة ألقي بإهمال، أو … الخ.
ولأهمية التوعية بهذا الموضوع فإنه من الضروري دراسته من وجهة نظر هندسية معمارية، سعياً للوصول إلى مباني مؤهلة لمقاومة الحريق من خلال دراسة المتطلبات والأسس التصميمية الواجب إتباعها والتقيد بها عند الشروع في عملية التصميم المعماري لأي مبنى ليكون مؤهلاً للصمود أمام خطر الحريق وبالتالي تجنب نتائجه الخطيرة.
إن أي مبنى بلا استثناء يمكن أن يكون عرضة للحريق، إلا أن كفاءة المبنى التصميمية تظهر في إمكانية احتواء الحريق قبل انتشاره في المبنى، وفيما يلي بعض الاعتبارات التصميمية الواجب إتباعها من أجل احتواء الحريق ومنع انتشاره في المباني:
1- عمل جدران من مواد مقاومة للحريق بين المباني أو أجزاء المبنى الواحد – والتي قد تحتوي بين أرجائها مصدراً للحريق مثل خزانات الوقود والأفران ومولدات والكهرباء – بحيث تخلو من أي فتحات حتى تعوق انتشار الحريق، وفي حالة فصل أجزاء المبنى الواحد تصمم الجدران من الخرسانة لمقاومة الحريق لمدة 4 ساعات ويكون هذا الفاصل لمساحة 2500 م2 على الأكثر على أن يزود بسلم هروب خاص على الأقل.

 

 

مكافحة الحريق

2- ضرورة عزل وتبطين كل الأفران أو وسائل التسخين ولوحات الكهرباء في داخل المبنى، وعزل الفراغات المخصصة للمدخنين مع تزويدها بأجهزة إنذار.
3- الأخذ بالاعتبار وجود ستائر حريق حديدية بين الفراغات العامة ذات التجمعات المزدحمة وبين ما يمكن أن يشكل مصدراً للحريق، وتكون مبرمجة لكي تغلق أوتوماتيكياً بتأثير ارتفاع درجة الحرارة.
4- إحكام الفصل بين طوابق المبنى الواحد للحد من انتشار الحريق، وفي حال وجود ضرورة معمارية لوجود فراغ مستمر بين الطوابق مثل الأتريوم فيمكن تزويدها بوسيلة لطرد الدخان خارجاً مثل المراوح.
5- وضع موانع الصواعق أعلى المباني العالية على أن تكون منفذة وفقاً للأصول الهندسية.
6- التأكيد على أولوية استعمال مواد مقاومة للحريق ومانعة لانتشاره، وذلك عند استخدام القواطع والتكسيات الداخلية بدلاً من المواد البلاستيكية والقابلة للحريق، مع مراعاة أن تكون المواد المستخدمة في جدران المباني مقاومة للحريق لمدة ساعتين وجدران السلالم والمصاعد والمناور لمدة أربع ساعات على الأقل أما غرف المحولات الكهربائية فتعزل بفواصل حريق قادرة على مقاومة الحريق حتى ساعتان ونصف.
7- يراعى أن تكون جدران الغرف الهامة والخطيرة مثل خزانة البنك أو غرف المخطوطات النادرة أو المقار الأمنية من مواد تحصنها ضد الحريق مثل الخرسانة المسلحة أو الصلب بسمك لا يقل عن 25 سم.

الاعتبارات التصميمية التي تتخذ في المباني لتسهيل مكافحة الحريق:

مراعاة ألا يزيد ارتفاع أدوار المباني عن إمكانيات الإنقاذ المتوفرة في مؤوسسة الدفاع المدني سواء كانت سلالم الإنقاذ أو الطائرات بحيث يكون ذلك شرطاً لاستخراج رخصة البناء.
تمكين وقوف سيارات الإطفاء بجوار المبنى المقصود لتصل إلى كل أجزائه لتسهيل عملية الإطفاء واللإنقاذ وذلك بعدم عمل بروزات أو منصات يرفع عليها المبنى الأمر الذي يعوق عملية وقوف سيارة الإطفاء.

مبادئ عامة للنجاة من الحريق:

في حالة التصميم المعماري الجيد للمباني وتوفر وسائل الإنذار السليمة وباستخدام المواد ذات الكفاءة في مقاومة الحريق ووجود الوسائل المعمارية والتقنية المتعلقة بمعالجة ( مقاومة ) الدخان والحرارة الناتجة عن الحريق فإن شاغلي المكان في موقع الحريق يكون لديهم القدرة على إخلاء المبنى دون مساعدة خارجية إلى مكان آمن، عدا بعض المباني ذات الحالات الخاصة مثل المستشفيات والتي تتطلب اعتبارات خاصة بها.
تخصيص طريق للنجاة وغالباً ما تكون بديلة عن الطرق المعروفة بالوضع المعتاد، وهناك بديلان:

أن يكون طريق النجاة غير محمي، كأن يكون الوصول إلى مخرج للهروب من خلال غرفة أو مكتب وهذا سيؤدي بشاغلي المكان والذين يريدون النجاة بأن يمروا من منطقة الخطر، ولتقليل تأثير الخطر عليهم يجب أن تكون المسافة التي سيقطعونها أقصر ما يمكن وفي أقصر وقت ممكن.
أن يكون طريق النجاة عبر أدراج الهروب المصممة من مواد غير قابلة للاحتراق وذات قابلية عالية.

المصادر المحتمل نشوب الحريق فيها مثل المطابخ أو غرف المعيشة يجب أن يثبت بالقرب منها أجراس إنذار بوجود دخان، ويعتمد عددها على مدى تعقيد الوظائف في هذا المبنى وعلى الأقل يكون جرس إنذار واحد في كل طابق.
في حالة اعتبار أحد الفراغات الداخلية مثل المطابخ أو الحمامات أو غرف الغسيل مخارج للهروب – والتي قد تكون قريبة من الخطر – يمنع منعاً باتاً استخدامها للنجاة من الحريق إلا إذا كانت متصلة بفتحة هروب ملائمة وقريبة في الطابق الأرضي أو الأول.
لا يعتبر درج الهروب للطوابق العليا هو نفسه درج الهروب للطوابق التي تحت الأرض، ولذلك يجب تصميم وسائل هروب بديلة ملائمة تؤدي مباشرة إلى الخارج.
عدم استعمال المصاعد الكهربائية في حالات الطوارئ وإخلاء المبنى.

الأسس التصميمية التي تسهل الإخلاء السريع في المباني:

تبدأ عملية الإخلاء للمبنى في حالة نشوب الحريق باجتياز ممر ثم فتحة قد تكون باباً أو شباكاً ثم إلى سلالم الحريق – حيث يشكل الاثنين أو الثلاثة معاً ما يسمى بمخرج الهروب – ثم إلى الفضاء الخارجي، بمعدل تدفق مناسب، وترتبط العناصر السابقة مع الزمن اللازم لإخلاء المبنى بمعادلة هامة، لذلك سنتعرض لكل بند من هذه المنظومة باختصار:
الزمن: يتراوح بين 1-3 دقائق تبعاً لاستخدام المبنى ومقاومة مواد الإنشاء للحريق.
الممر (مسافة الوصول للفتحة): هي المسافة التي يعبرها الشخص للوصول من أبعد نقطة إلى المكان الآمن، والتي تتضمن كل الظروف التي يمكن أن تعترضه، والتي تعتمد على تصنيف المبنى إذا كان من:النوع الأول: ( كل المواد المستخدمة فيها مقاومة للحريق ولمدة لا تقل عن 4 ساعات)، فتكون المسافة القصوى هي 30 متر.
النوع الثاني: ( المواد المستخدمة فيها خليط من مواد مقاومة ومواد غير مقاومة للحرق وبمجموعها تقاوم الحريق لمدة لا تقل عن ساعتين) ، فتكون المسافة القصوى هي 18 متر.
النوع الثالث: ( المواد المستخدمة فيها من مواد غير مقاومة للحريق، لكن يمكن أن تصمد لمدة ساعة على الأقل)، فتكون المسافة القصوى هي 12 متر.
الفتحة:هي المتسع الذي يتخطاه الشخص إلى الفضاء الخارجي، وتقاس بوحدة المخرج وتساوي 52.5 سم، وهي المسافة بين كتفي الشخص العادي، وبحيث لا تقل أي فتحة عن وحدتين مخرج أي بما يكفي لمرور شخصين معاً.