التكوين المعمارى والمتغيرات المؤثرة فيه


التكوين المعمارى والمتغيرات المؤثرة فيه

التكوين المعمارى (1971) Victor Papanke بأن المعمار يجب أن لا يعزل نفسه عن المتطلبات وحاجات الأفراد الحقيقية من البيئة المشيدة، ومن أجل أن يدرك المعمار هذه الحاجات كي يلبيها لا بد من التأكيد على ما يلي :-

1-تشخيص المدى أو الأبعاد التي ممكن من خلالها إدراك الرغبات الإنسانية ، أو بمعنى آخر ما هي الحدود التي يستجيب المعمار إلى رغبات المستفيد .

2-تحديد موقع هذا الرغبات وأثرها في اتخاذ القرارات التصميمية حيث أن هذه الرغبات تخضع لتفسيرات عديدة ومتباينة مثال ذلك العلاقة ما بين مبدأ القرب والبعد والخصوصية Privacy فمبدأ القرب والبعد يعتمد على المسافة بين الأفراد كي تتم عملية التفاعل الاجتماعي بينهم بصورة طبيعية وهي تتراوح ما بين بضع من السنتيمترات إلى عدة أمتار اعتمادا على نوع التفاعل ودرجته، بينما الخصوصية فهي ذو محتوى معنوي تسطير على عملية التفاعل الاجتماعي بين الأفراد بحيث يمارس فعالية معينة بناءاً على الضوابط المتعارف عليها اجتماعياً لذا فإن العمل التصميمي يتعامل مع هذه المشكلة بحيث يوفر الفضاءات المناسبة لممارسة السلوك لكل نوع من الظاهرتين

 

 

التكوين المعمارى

 

 

المذكورتين وعليه يمكن أن نحدد أهم المتغيرات التي يؤثر وتتأثر بها العملية التصميمية وفقاً لما يلي:-

المتغيرات المؤثرة فى العملية التصميمية

الحيز الفضائى
المفهوم المعنوى للظاهرة السلوكية
المستخدمين للفراغ المعمارى

إن المكونات أعلاه أو التي يمكن أن يطلق عليها متغيرات التكوين المعماري تتصف بخاصتين أساسيتين هما :-
1-أنها ترتبط أصلا بالنمط السلوكي للأفراد والجماعات مثال ذلك مبدأ الخصوصية فقد تكون بنمط سلوكي معين في المسكن أو الوحدة السكنية ويكون تمثيلها تصميماً مرتبطاً بعملية الفصل بين الفضاءات مكانياً أو بصرياً وقد يكون لهذا المبدأ تعبير آخر عندما يكبر المشروع ويصبح على مستوى وحدة جوار أو على مستوى مبنى إداري أو مبنى آخر .
2-إن هذه المتغيرات مترابطة فيما بينها أو في عواملها الفرعية والتي تتحكم في نوع العلاقة وفي اختلاف المباني ونوعيتها لكي تلائم جماعات متعددة ومتباينة وقد ينتج هذا الاختلاف من تعدد التقنيات أو المواد البنائية أو اختلاف في الوظيفة أو الموقع وبمعنى آخر فإنها مرتبطة بالزمن أو المكان والمعرفة وعليه يتطلب الأمر دراسة هذه المكونات وآثرها في العملية التصميمية أو بالأحرى في النتاج المعماري

2-الحيز الفضائي Setting Places :

إن هذا المتغير يعتبر عنصراً مهما في التكوين العام وهو ذو مقياس متنوع ومتعدد يتراوح من الغرفة الواحدة إلى مبنى أو مجموعة مباني أو مدينة … الخ .
حيث أن المعمار عندما يأخذ المسئولية الأولى في التصميم لمشروع معين فقد يكون المشروع مخصص لإيواء فعالية معينة وفي مكان محدد قد تم اختياره مسبقاً أو يترك للمعمار اختيار الموقع المناسب للمشروع من ضمن عدد محدد من المواقع لذا فإن المعمار يستعين بتخصصات أخرى مساعدة مثل مصمم الفضاءات الخارجية Land Scape أو المخطط العمراني Urban Designer ولذلك فإن البرنامج التصميمي يصادف أول عملية مهمة في التحليل والتي تؤدي إلى اتخاذ القرار المناسب الذي يؤثر في النتاج التصميمي حيث أن الفضاءات الداخلية والخارجية تساند بعضها الآخر لإيواء فعالية معينة كما أن الشكل العام لأي شاخص معماري هو نتيجة للتفاعل والتكامل ما بين هذه الفضاءات لذا فإن عملية تحليل الموقع في العملية التصميمية ترتكز على هذه العلاقة والتي تشمل ما يلي :- 1-المحتوى الفيزيائي للموقع ( سواء كان طبيعياً أو ما صنعه الإنسان ).

 
2-المحتوى الاقتصادي والاجتماعي والذي يتناول طبيعة الفعالية المطلوب إيوائمها في المبنى وعلاقته بما يجاوره .
3-المحتوى ألإدراكي أو بعبارة أخرى من يستخدم المبنى ؟ وكيف يستخدمه ومتى ؟ أو كيفية تشغيل المبنى .
إن المتغيرات المشار إليها لا يمكن أن يأخذها المعمار بنظر الاعتبار ما لم يدرس العوامل التالية :-
1-نمط الفعاليات واستعمالات الأرض المجاورة .
2-منظومة الحركة ومرتبتها والتي يمكن من خلال أن يحدد كيفية ونوعية النفاذ من خلالها إلى المبنى
3-الضوابط التخطيطية المعتمدة في الموقع كارتفاع المبنى أو عدد الطوابق المسموح بها وغيرها التي تفرضها السلطات البلدية .
4-الخدمات العامة أو البنى الارتكازية المتوفرة في المنطقة وشبكتها وطبيعتها .
6-المناخ العام أو المحلي وأهم خصائصه .
7-خصائص التربة والخطوط الكنتورية فيها .

8-العناصر المعمارية : التي تتطلب من المعمار التعرف على المباني المجاورة وأهم المفردات المعمارية المستخدمة أو في بعض الأحيان التعرف على تاريخ المدينة ككل وكيفية الاستعارة منه خاصة إذا كان المشروع يتعلق بقضايا ثقافية أو حضارية كمكتبة الإسكندرية التي شبهها المصمم بقرص الشمس الذي أصبحت في فترة ما عنصرا مهما في التوحيد الديني في حضارة مصر القديمة أما أهم العناصر التي يتطلب من المعمار أخذها بنظر الاعتبار عند تصميم أي منشأ فهي كالتالي :-
-الاحتواء Enclosure وكيفية تحقيقه .
-المقياس العام Scale أي تحديد حجم المبنى Volume
-المناسيب Proprotion والتي من خلالها تتم عملية الإنشاء المعماري .
-الصورة الظلية Silhouette والتي تبرز وضع المبنى في الموقع وشكله العام .
-نوعية الفضاء من حيث بيان جمالية المبنى بواسطة الظل والظلال.
-اختيار مواد الإنهاء Texrure وألوانها .
-التدرج في الفضاءات والانتقال من فضاء إلى آخر Sequence وذلك بجعل الفضاءات داخل المبنى مترابطة ويكمل بعضها الآخر ومنفصلة وفقاً لطبيعة استخدامها أو درجة الخصوصية التي تحققها أو من حيث الانتقال من الفضاءات الخارجية إلى الداخلية أو بالعكس أو عن طريق التلاعب بالحجم حسب عدد المستخدمين ونوعيتهم بتكرار وتعدد الفضاءات أو باستخدام التضاد