فن العمارة الإسلامية


اقليم كوسوفو هذه البقعة الإسلامية الخالصة التى عانت في أواخر القرن الماضى من الظلم والقهر من قبل دولة الصرب، بعد سنوات من الكفاح والصمود والثبات نال الاقليم حريته  بعد تدخل من قوات حفظ السلام، ومنذ ذلك الحين يحاول المسلمون في كوسوفو بناء وتطوير هذه البقعة الصغيرة وإبراز تراثها الإسلامي العتيق ويحلمون بمواكبة العصر.
ثورة-المساجد-في-كوسوفو-إبدا
فن العمارة الإسلامية
ونظرا لاعتزازهم بالتراث الإسلامى وتاريخهم المشرف شرعوا فى بناء مسجد كبير ومركز إسلامي في عاصمة الإقليم (بريشتينا ) ليكون رمزاً جديداً لهم، وتجمع للمسلمين في شتى أنحاء البلاد .

ولذلك أقيمت مسابقة معمارية كبيرة تهدف إلى إنشاء مسجد مركزي جديد في عاصمة البلاد.
ظهرت في هذه المسابقة أفكاراً ثورية في عالم تصميم المساجد لم تكن مألوفة من قبل، حاول فيها المصممون  الابتعاد شيئاً ما عن الطراز الإسلامي المتعارف عليه ومحاولة الاهتمام بالجانب الروحاني فى التصميم وايضاً الجانب الوظيفي.
سنعرض عليكم اليوم بعضاً من المقترحات المميزة في المسابقة والتي تعطي انطلاقه جديدة فى تصميم المساجد وتحاول نشر أفكارها الثورية فى عالم العمارة الإسلامية.
—————————
نبدأ بالتصميم المقدم من شركة APTUM Architecture

يأتي هذا التصميم الغريب بإسم (المعراج)،  ومن اسم المسجد نستنتج الفكره التصميمية حيث يقول المصمم إن رحلة الإسراء والمعراج عبارة عن مجموعة من الأحداث التي تتطور كلما يزداد الصعود وتجمع الرحلة بين “المادية والروحية” على حد سواء. ومن هنا نستطيع تصميم رمز كوسوفو الجديد على نفس منوال الرحلة.
وضع المصمم فكرته على أساس إحساس الزائر للمسجد سواء مصلي أو سائح، وقسم المبنى الجديد إلى عدة مستويات تزداد أهميتها كلما ارتفعنا فى المستوى حيث البداية بالزيارة والنهاية بالأهم “الصلاة “، وكل ذلك يحيط ببهو كبير فى المنتصف.


أرى أن التصميم يعطي انطباعاً للزائرين والمصلين و كأنهم فى رحلة إلى هذا المكان، و يهدي إلينا فكراً جديداً يعتمد فى الأساس على الجانب الروحاني ويهتم أكثر بالمصلي.

————————————————-

ثاني المقترحات مقدم من INVERT

هذا التصميم الغريب يعطي خليطاً بين الفكر الإسلامي والتكنولوجيا الهندسية الحديثة. يقول المصمم إننا نحاول فى هذا التصميم أن نصنع رمزاً مستقبلياً لمدينة مستقبلية وفي نفس الوقت نبرز التراث الإسلامي التقليدى الذى سوف يصبح المبنى رمزاً له.

فى النهاية نرى أنه يعطي تصميم فريد من نوعه وجميل خارجياً ولكنه يهمل الغرض الأساسى للمسجد وهو  الراحة اللازمة داخلياً.

————————————————-
تصميم من شركة Maden GROUP

أما هذا التصميم الجميل  تأتي فكرتة من مفهوم (نقاء العقيدة) .. حيث يقول المصمم أن الدين الإسلامي يعتمد على النقاء والمساواة فى كل شىء وعلينا الإعتماد على هذا الأساس فى تصميمنا للمسجد والمركز الإسلامي فى المدينة.

التصميم يعطي شكلاً بسيطاً وراقياً للغاية مع وجود زخارف إسلامية خالصة على كامل المبنى، فينتج عنه مزيج سلس بين الفن الاسلامي والنقاء العقائدي!

————————————————-

مقترح مقدم من شركة  OODA

نأتى الآن إلى أكثر المشاريع غرابة، ليس  فى الشكل وحده ولكن فكرة التصميم غريبه نوعاً مــا، فالمبنى  يأتى على شكل قبة مائلة فقط !
ويقول المصمم أن القبة ليست مستمدة من الطراز الإسلامي التقليدي ولكنها تعبير عن طبقة وقائية للمصلين من العالم الخارجي والأشكال المنتشرة داخل وخارج المسجد تعبر عن التشابك والترابط بين أطراف المجتمع والتي تنتهي فى النهاية إلى المسجد.

اختصار هو تصميم ذا مفهوم غريــب جداً ويعطى شكل استثنائى جداً !!

————————————————-
اقتراح من Taller 301 and Land+Civilization Compositions

يأتى الدور على أحد أكثر التصاميم جاذبية في الشكل والمفهوم، حيث اعتمد المصمم على العناصر الأساسية للمسجد فى الطراز الإسلامي ولكنه أتى بمفهوم الترابط بين المصلين، وقد عبر عن فكرته بالتواصل بين المصلين وكونهم  سلسلة من الأفراد معاً يشكلون وحدة واحدة وهذا ما اعتمد عليه فى الجمع بين القباب والأروقة وربطهم في شكل انسيابي واحد.

بكل تأكيد …. تصميم عصري مميز جداً لم يهمل الطراز القديم  ويأتي بمفهوم جديد على الساحة.

————————————————-

مقترح مقدم من شركة  Slovenian firm SADAR+VUGA

وصلنا أخيراً إلى تصميم يحاكى المساجد التقليدية بنسبة كبيرة وأيضاً مثل البقية بمفهوم عصري، حيث أن الفكرة الأصلية مستمدة من مسجد السلطان محمد الثانى التاريخي باسطنبول ولكن مع إضافة لمسة المصمم العصرية حيث التعبير عن طبيعة التضاريس فى الإقليم .. هكذا لخص المصمم  فكرته.

باختصار مسجد يجمع بين الطبيعة الجميلة لأرض إقليم كوسوفو و بين التراث الإسلامي الذى يعتز به المجتمع.

————————————————-
مقترح مقدم من شركة   Tarh O Amayesh

أحد أكثر التصاميم إثارة من حيث الشكل والمفهوم أيضاً، يقول المصمم أن الصلاة هى الشىء الذى يربط بين الأرض والسماء و تنتج عنها حركة روحانية تصعد من الأرض إلى السماء، والمسجد يشبه هذه الحركة حيث يسعى الجميع من شتى أنحاء المدينة إلى القبــلة، أي من اقل نقطة إلى أعلى نقطة، ومن هنا خرج شكل المبنى من مستوى متدني إلى أعلى مستوى حيث المأذنة والقبلة معاً.

يمكننا وصف هذا التصميم  باختصار فى كلمتان: غريــب و جرىء!

————————————————-
مقترح مقدم من Zurich-based architecture

هذا التصميم المعقد يستمد فكرته أيضاً من الشكل العام للصلاة، حيث النظام الهندسي للمصلين فى الصفوف والتفاعل بينهم، ويختفى الحاجز بينهم وبين السماء لخلق الحالة الروحانية السليمة. ومن هنا يظهر شكل المبنى كأنه مصلين فى صفوف فوق تلة يترابطون لتكوين كتلة واحدة لا يوجد حاجز بينهم وبين السمــاء!

نستطيع القول انه تصميم غير مريح أبداً ولكنه جديد!

————————————————-
التصميم الأخير معنا … مقدم من paolo venturella architecture

أبرز ما فى هذا التصميم اعتماده على الوظيفة ومحاولة توفير البيئة والمناخ المريح للمُصلى من خلال جعل السطح كروي الشكل وتغطيته بمواد تعمل على الاحتفاظ بدرجة الحرارة مما يساعد على الراحة للمصلين نظراً لطبيعة المناخ القاسى نوعاً ما فى المنطقة فى أغلب الوقت.