زراعة القطن
زراعة القطن

زراعة القطن وكيفية اعداد التربة للزراعة


زراعة القطن تغيرت طريقة زراعة القطن في الوقت الحاضر بدرجة كبيرة في الدول الصناعية؛ وكانت عمليات زراعة القطن في الماضي تتم بالطرق التقليدية، حيث كانت تستخدم الأيدي العاملة مع الاستعانة بالحيوانات بصورة أساسية في إعداد وتجهيز الأرض للزراعة. أما في الوقت الحالي، فإن إنتاج وزراعة القطن تتم بكفاية عالية مع قليل من الجهد وباستخدام العديد من الآلات الزراعية؛ فمثلا، في عام 1930م، كان المزارع يعمل ما مجموعه 270 ساعة عمل لإنتاج بالة واحدة من القطن، أما الآن فإن الوقت اللازم لإنتاج بالة واحدة يستغرق حوالي 23 ساعة فقط.

زراعة القطن

وينمو نبات القطن بصورة جيدة في الأراضي الخصبة الجيدة الصرف مع توافر كميات كافية من ماء الري خلال موسم النمو، ويحتاج نبات القطن إلى جو دافئ حار وموسم نمو خالٍ من الصقيع لفترة لا تقل عن 180 يوما. ويفضل المزارعون الجو الجاف خاصة بعد تفتح لوز القطن.

1- زراعة القطن و إعداد التربة:

صفوف منزرعة بنبات القطن يقوم المزارعون بإعداد التربة لزراعة القطن بالتخلص من بقايا المحاصيل السابقة عن طريق تقطيع السيقان وقلبها في التربة أو ترك هذه المخلفات على سطح التربة لحمايتها من عوامل التعرية، ويقوم المزارعون في الربيع بحراثة التربة بآلات متعددة ومتنوعة، حيث يقوم بعضهم بعمل خطوط لزراعة بذور القطن بها، بينما يقوم بعضهم الآخر بزراعة البذور في الأرض المستوية.
ويحتاج نبات القطن إلى تربة خصبة؛ لذلك يضيف المزارعون كميات كبيرة من الأسمدة، وفي معظم الحالات يضاف السماد في أماكن قريبة من البذور أو تحتها، كما يقوم العديد من المزارعين بإدخال القطن في دورة زراعية مع بعض المحاصيل الأخرى، كما يتم إضافة مبيدات الحشائش إلى التربة أثناء تجهيزها للزراعة أو تضاف وقت زراعة البذور.

الزراعة والعناية بالمحصول، يقوم معظم المزارعين بزراعة القطن خلال فصل الربيع، وتقوم آلة زراعة البذور بوضع بذور القطن في حفر صغيرة وإضافة الأسمدة وتغطية الحفر وضغط التربة حول البذور، كما يقوم بعض المزارعين بإضافة المبيدات الفطرية في هذا الوقت أيضًا. وتقوم آلة زرع البذور بوضع عدد من البذور في حفر يبعد بعضها عن بعض مسافة 15 إلى 25 سم.

لوزة قطن متفتحة ويقوم بعض المزارعين بزيادة عدد النباتات في الحقل عن طريق زرع صفين من البذور، المسافة بين الصف والآخر 25 سم، مع زيادة عرض الخطوط أو عن طريق تقليل المسافة بين الخطوط، وعادة ما تكون المسافة بين الخط والآخر حوالي 100 سم حيث بالإمكان زراعة عدد من النباتات يتراوح ما بين 75,000 و150,000 نبات لكل هكتار.
وبعد مرور حوالي شهرين من الزراعة، تبدأ البراعم الزهرية في الإنبات، وبعد مرور ثلاثة أسابيع أخرى تبدأ تلك البراعم في التفتح، ويتحول لون البتلات من الأبيض الكريمي إلى الأصفر، ثم إلى البنبي، وفي النهاية تكون حمراء داكنة. وبعد ثلاثة أيام تذبل وتسقط تاركة قرون خضراء التي يطلق عليها لوزة القطن.

وبداخل كل لوزة تنمو ألياف تتكون منها فيما بعد البذور الجديدة، وبعد أن تنضج لوزات القطن تتحول إلى اللون البني، وتستمر الألياف في التمدد بفعل حرارة الشمس. وأخيراً تنفصل اللوزة لقسمين ويخرج زغب القطن منها، والذي يبدو مثل حلوى غزل البنات.

2- مكافحة الآفات والأمراض:

زراعة القطن نتيجة للإصابة بالآفات يتحمل المزارع خسارة بالة واحدة من كل إحدى عشرة بالة (البالة تزن حوالي 500 طن) بسبب الإصابة بالحشرات، كما يتحمل أيضًا خسارة بالة من كل ثماني بالات نتيجة للإصابة بأمراض النبات المختلفة. وتعتبر خنفساء لوزة القطن ودودة لوزة القطن ودودة براعم التبغ ودودة اللوز القرنفلية وحشرة التريبس وقملة النبات من أهم الحشرات الضارة، وتستخدم المبيدات الحشرية السائلة لمكافحة هذه الآفات.

شكل دودة لوزة القطن

وقد استطاعت بعض الحشرات مثل دودة اللوز وخنفساء اللوز ودودة براعم التبغ اكتساب مناعة ضد بعض المبيدات الحشرية، كما أن لبعض هذه المبيدات خصائص بيئية ضارة مثل القضاء على الحشرات النافعة بالإضافة إلى الحشرات الضارة. وقد اتجه مزارعو القطن إلى طرق أخرى لمكافحة الآفات الحشرية المضرة بالقطن مثل استخدام الأعداء الطبيعيين لهذه الحشرات كالنمل والبق القاتل والعنكبوت. ومن الطرق الأخرى لمكافحة الآفات استخدام العوامل الميكروبية والفيرومونات.

وتشمل العوامل الميكروبية البكتيريا، والفيروسات التي تفتك بآفات القطن، أما الفيرومونات فهي روائح كيميائية تنتجها الحشرات وبعض الحيوانات كوسيلة للاتصال، عندئذ يستخدم المزارعون الفيرومونات الجاذبة جنسيًا للحشرات الضارة طعمًا للشرك.

ونتيجة لعدم استطاعة أي مبيد حشري مقاومة دودة اللوز القرنفلية بصورة فعالة، يلجأ المزارعون إلى تعقيم بذور القطن واستخدام آلات لتقطيع سيقان وأوراق نبات القطن بعد الانتهاء من جني المحصول ثم تحرث الأرض لخلط التربة بهذه المخلفات.

كما تتعرض جذور نبات القطن إلى ديدان مجهرية تعرف بالدودة الخيطية، وتؤدي الإصابة بالدودة الخيطية إلى زيادة درجة تعرض النبات للإصابة بالكائنات الممرضة الأخرى. وتؤدي الدودة الخيطية إلى قلة الغذاء والماء المتوافر للنبات مما يؤدي إلى ذبوله، وبالتالي يقل الإنتاج، ويمكن مكافحة الدودة الخيطية عن طريق تبخير التربة أو عن طريق زراعة محاصيل مقاومة في الدورة الزراعية.

تصيب أمراض القطن البادرات (النباتات الصغيرة) وكذلك النباتات الكبيرة، إن اتباع أسلوب معالجة البذور أو رش مراقد البذور بالمبيدات الفطرية قبل بداية الزراعة يمكّن المزارعين من مكافحة أمراض البادرات. وتوفر المبيدات الفطرية أيضًا الحماية للقطن النامي، ويمكن جزئيًا مكافحة أمراض نبات القطن، مثل الذبول واللفحة، عن طريق استخدام الأصناف المقاومة للأمراض.

جني القطن

جني القطن يدوياً يبدأ حصاد القطن بعد فترة تتراوح ما بين 6 و10 أشهر من تاريخ زراعته، حينما تنشق لوزة القطن البنية وتتفتح بحيث تظهر أليافها البيضاء.
وفي البداية كان القطن يحصد يدويًا. ففي الفترة التي سبقت الحرب الأهلية الأمريكية، كان المستعبدون يسخّرون لزراعة محصول القطن وحصاده في المزارع الكبيرة، أما الآن فيحصد معظم محصول القطن آليًا في جميع دول العالم الصناعي تقريبًا، وهناك طريقتان لحصاد القطن آليا وهما النزع والجني.

وتستخدم آلات نزع اللوزة ميكانيكياً في المناطق التي تجعل فيها التربة والمناخ وتعدد الأصناف نبات القطن قصيرًا نسبيًا، وهذه الطريقة تعتبر أرخص طريقة للحصاد، حيث يتم الحصاد ميكانيكياً عن طريق ماكينة ذات محور عمودي يقوم باستخلاص بذرة القطن من غلافها الذي يكون معلقاً على ساق النبات،وأثناء مرور آلة النزع بطول خطوط نبات القطن، تمر النباتات بين الدوارات أو الفرش المتحركة حيث ينزع لوز القطن وبعض الأفرع والأوراق.

آلة جني القطن

وتوجد في بعض آلات نزع لوز القطن أدوات ثابتة تشبه الأصابع تقوم بعملية نزع اللوز، وتنزع آلة نزع اللوز، مع القطن العديد من بقايا النبات، مما يستدعي القيام بعملية تنظيف لهذه المخلفات بواسطة آلات خاصة، وتقوم بعض آلات نزع اللوز بعمليات تنظيف أولية في الحقل.
وتستخدم طريقة أخرى للحصاد آلات الجني، وتنزع هذه الآلات القطن من اللوزة في صف أو صفين من النباتات في وقت واحد، وتستطيع الآلة التي تجني القطن من صف واحد أن تجمع ما يعادل إنتاج 40 عاملاً يقومون بجني القطن يدويًا. وتستخدم آلات جني القطن مغازل دوارة لالتقاط القطن، ومعظم الآلات اللاقطة تحتوي على قضبان رفيعة كمغازل، وبعضها الآخر يستخدم مغازل كبيرة مخروطية وشوكية. فعندما تتحرك الآلات اللاقطة على طول الصفوف، تصل المغازل الدوارة إلى جميع أجزاء النباتات. وتلتقط الأشواك أو الأخاديد في المغازل القطن وتنزعه بعيدًا عن الغلاف الشوكي. وتقوم النازعات المطاطية المتحركة بنزع القطن من المغازل. وبعد ذلك ينقل القطن إلى سلال كبيرة من المعدن في آلة جني القطن.

تسويق القطن

زراعة القطن تجميع القطن تمهيداً لنقله بعد أن تقوم محالج القطن بفصل ألياف القطن عن البذور، وتقوم بعض الآلات الأخرى بتنظيف الألياف حيث تقوم بفصل بقايا الغلاف الثمري وبقايا الأوراق وبقايا النبات الأخرى ، ثم تمر بذور القطن داخل النشافات التي تقوم بتنشيف القطن، وعندئذ يمر القطن على آلة تسمَّى حوامل الحلج التي من مهامها نزع نسالة القطن من البذور، ثم ينظف الشعر الناتج بوساطة آلات خاصة تسمى آلات تنظيف نسالة القطن.
ويتم تخزين محصول القطن في مقطورات، والتي تسمح بتخزينه دون أن يفقد ليونته أو جودته الأولية، وبعد ذلك تنقل نسالة القطن إلى آلة كبس البالات، والتي تعمل على حزم النسالة في بالات كبيرة يبلغ حجم الواحدة منها حجم الثلاجة المنزلية، وتستخدم أقمشة القنب (الخيش) في تغطية البالات ثم تحزم بعد ذلك بأحزمة حديدية.

زراعة القطن شاحنات نقل القطن إلى المحالج تحمل الشاحنات بالات القطن من المحالج إلى المستودعات للتخزين، ولتقليل تكاليف الشحن تقوم ماكينات الكبس بكبس كل بالة إلى أقل من نصف حجمها الأول، ويستطيع طاقم مكون من 18 عاملاً يقومون بتشغيل آلة ضخمة لكبس 80 بالة في كل ساعة. وتمتلك بعض المحالج آلات كبس ضخمة تقوم بإنتاج البالات الصغيرة الحجم التي لا تحتاج إلى إعادة كبس، وتسمّى بالات المحالج العالمية، وتستطيع عربة خطوط السكك الحديدية التي يبلغ طولها 15م أن تحمل من 185 إلى 190 بالة مكبوسة.

بالات القطن الفرز أو التصنيف

زراعة القطن يقوم المشترون والبائعون للقطن بالحكم على نوعية وجودة القطن عن طريق أخذ عينات من البالات وإرسالها إلى مواقع التصنيف الحكومية، حيث يوجد الخبراء المتخصصون في تصنيف القطن بناء على درجاته، ونوع التيلة وطريقة إعداده. وتعتمد درجة جودة القطن على نسبة الشوائب في العينات ولون الألياف والتغير في اللون نتيجة للإصابة بالحشرات والأمراض الأخرى.