التربة والمياه


التربة كما ذكرتا فانه نظرا لأهمية نقطة الماء وندرتها فى الصحراء..لذا قد يتحتم علينا استعمال مياه مملحة رغم معرفتنا مسبقا بانها مياه ذات صفات غير جيدة ومع ذلك فان الزراعة فى الصحراء تتطلب تقليل استخدام واستهلاك هذه المياه ويحتاج هذا منا الى استخدام التكنولوجيا المتطورة (الرى الضغطى) والتى هى فى الغالب عالية الثمن ومكلفة .

 

التربة

 


ومن المعروف ان الارض لاتروى الا عندما تجف ، أى عندما يستهلك جزء كبير من المياه التى أضيفت فى الرية السابقة ويعنى هذا أن محلول التربة يزداد تركيزه كلما جفت التربة نظرا لان التبخير أو النتح ماهو الا فقد للماء من التربة مع بقاء أغلب الاملاح الذائبة فى المحلول الارضىويتبع ذلك فى الرية الثانية حدوث تخفيف للمحلول الارضى وبالتالى ينخفض تركيزه مرة اخرى.. أى أن جذور النبات فى الاراضى المروية تعيش دائما فى وسط متغير التركيزمن وقت الى اخر .وهذا التغير المتواصل فى التركيز ذو أهمية كبيرة جدا خصوصا فى الطبقة السطحية للتربة Soil surface layer حيث يوجد أغلب الجذور وحيث أعلى تبخيرأيضا.من هنا فان تتابع الرى بطريقة تحافظ على خفض تركيز الاملاح فى هذه الطبقة الى الحد غير الضار للنبات هو الهدف المنشود خاصة عند استخدمنا للمياه الغير جيدة المواصفات فى الاراضى الصحراوية الرملية ويساعد على هذا انها أراضى تتصف بالصرف الطبيعى عالى الكفاءة والتى تشبه الغربال لما لها من نفاذية عالية حيث أنها لاتحتفظ بكميات كبيرة من الرطوبة ويترتب على ذلك الاقلال من تراكم الاملاح فى منطقة جذور النبات


وبالتالى فان العيوب التى تنسب الى الاراضى الرملية تصبح مميزات لها عند استخدام المياه الملحية للرى.
ولابد لن نعلم انه فى حقيقة الامر انك عندما تروى فانك لاتروى النبات ولكنك تروى التربة ثم ياخذ النبات بعد ذلك احتياجاته المائية من التربة ..وكذلك ايضا ياخذ من التربة احتياجاته الغذائية ..اى ان التربة تمد النبات بكل مايحتاجه من مقومات حياته ..لذلك دائما نقول ان النبات هو الابن الشرعى للتربة.
وقد أدى التطور فى تكنولوجيا الزراعة وطرق الرى وإنتخاب النباتات المقاومة للملوحة الى إمكانية إستخدام هذه المياه فى الزراعة الصحراوية وحدث اكبر ثقدم فى المعرفة والتقنية لاستخدام المياه الملحية فى الزراعة عند انتشار الرى بالتنقيط Drip irrigation system.
وزيادة الحاجة الى الماء بالصحراء والتى تعتبر ندرة الماء أحد سماتها الطبيعية والذى يتبع هذه الحقيقة انه كلما زادت الحاجة الى الماء كلما زاد الوعى المائى بالضرورة .

 

التربة


وبناء على ماتقدم فان الزراعة الصحراوية تحكمها ثلاث قواعد هى
1- أن مايزرع من ارض مرهون بمقدار ما يتاح لها من ماء.
2- أن حسن اختيار الارض التى تستصلح وتستزرع يعتبر وسيلة من وسائل زيادة كفاءة استخدام الماء.
3- أن حسن اختيار النباتات التى تزرع يعتبر وسيلة من وسائل الاقتصاد فى الماء وبالتالى زيادة العائد من الماء المتاح.
وتعالوا سويا نناقش هذه النقاط الثلاثة بموضوعية مبسطة:
النقطة الاولى نقول فيه
أن مايزرع من ارض مرهون بمقدار ما يتاح لها من ماء ويكون ذلك بالآتى
نفترض ان المتوسط العام لرى الفدان (وحدة المساخة) يوميا
هو 20متر مكعب يوميا
فاذا كان الماء المتاح سواء من المياه السطحية او المياه الجوفية باستخدام مضخة للرفع (طلمبه) تصرفها الفعلى 200 متر مكعب فى الساعة وتعمل يومي لمدة 12ساعة
اذن فان مساحة مايزرع من أرض طبقا لما هو متاح من ماء يكون
مساحة الاراضى التى يمكن زراعتها= 200م3/ساعة × 12ساعة / 20م3/فدان/يوم
= 120فدان
اى ان فى هذه الحالة تستطيع حضرتك زراعة مساحة 120 فدان وبشكل اقتصادى.

 

تنزيل (3)

 


وناتى للنقطة الثانية
وهى كيف أن حسن اختيار الارض التى تستصلح وتستزرع يعتبر وسيلة من وسائل زيادة كفاءة استخدام الماء؟
نقول انه من المعروف أن قوام التربة Soil texture يتحكم فى كل من قدرة الارض على الاحتفاظ بالماء وكذلك معدل نفاذ الماء خلال قطاع التربة. كما انه من المعروف ايضا ان الاراضى ذات القوام الناعم (الثقيلة) مثل الاراضى الطينية او الجيرية تحتفظ بمقدار اكبر مقارنة بالاراضى ذات القوام الخشن (الخفيفة) مثل الاراضى الرملية.
ولذلك نجد انه لترطيب 10سم من قطاع الارض الثقيلة يحتاج الى كمية من مياه الرى مقدارها
4200م2(الفدان) ×0,1م (الـ 10سم) ×30 % (السعة الحقلية للارض الثقيلة)
= 126م3 ماء