استخدام الاضاءة
عندما ينبعث الضوء من مصادر الإضاءة المختلفة، يتولد إحساس عاطفي لدى المشاهد ليس فقط بسبب الشعاع الضوئي ذاته فحسب، بل أيضاً بسبب ما يخلفه وراءه من إشعاعات وانعكاسات ضوئية، والتي تولد عدداً لامتناه من الألوان والظلال على أسطح المواد.
وبالطبع فإن الاضاءة الطبيعية لهي أهم المصادر الضوئية، والتي ينجم عنها مناظر خلابة تفوق الخيال، ومن باب المحاكاة للطبيعة فقد أصبح بإمكان الإضاءة الصناعية – إذا أحسن توظيفها – تحويل الأماكن العادية إلى مساحات غاية في السحر والجمال.
قواعد الإضاءة:
وهناك قواعد للإضاءة، ومن أولى هذه القواعد هو عدم استعمال النسبة ذاتها من النور في كل أنحاء المكان بحيث يجب التفكير في تنوعها حسب الأوقات والمناسبات والتحكم في درجاتها حسب الرغبة وحسب طبيعة المكان. وللإضاءة القدرة على عكس عاطفة، أو إحساس معين، أو توجيه عين المشاهد لنقطة معينة في أي زاوية في المكان مثل تحفة فنية أو يافطة، أو ارشاد.
أنواع الإضاءة:
وفيما يتعلق بأنواع الإضاءة، فمنها:
الإضاءة الشاملة وهي إنارة أولية عامة تكون متناسقة وموزعة في أنحاء المكان بحد أدنى من التساوي، وتهدف هذه الإضاءة إلى استكشاف المحيط، والاطمئنان فيه، وتستخدم الإضاءة الشاملة للتخفيف من الزوايا المظلمة، ويضمن تحقيق هذه الوظيفة مجموعة السبوت الهالوجين (النقاط الضوئية) الموزعة في السقف إضافة إلى الأنابيب الضوئية المزروعة خلف الحواجب، ويستحسن أن يكون نورها هادئاً غير ساطع.
أما الإضاءة الموجهة فهي إنارة أساسية ذات أهداف محددة مثل إبراز التفاصيل كمصباح القراءة والذي يهدف إلى توضيح الرؤية بشكل جلي، أو مصباح الزاوية الذي يضفي أجواء حيوية على ركن معين.
وأما الإضاءة المركزة، من نقاط ضوئية دقيقة ومباشرة يمكن زرعها في المساحة بصورة متفرقة، فتستخدم لأهداف مختلفة
مثل: لفت الانتباه إلى قطعة فنية، أو تمثال، أو نقشة قماش، أو التحذير من خطر محتمل، مثل لفت الانتباه إلى درجة سلم خطرة، أو باب منخفض العلو.
أساليب الإضاءة:
وحول الأساليب الخاصة بالإضاءة نجد أن هناك ثلاثة أساليب، أما الأسلوب الأول فيظهر في الإضاءة المباشرة وهو عبارة عن النور المنبعث من مساحة معينة بهدف إضاءتها، ومثال على ذلك الثريا المدلاة من السقف، والتي تنير قطراً محدداً من المكان بغرض ابراز التفاصيل والألوان، بينما يظهر الأسلوب الثاني في الإضاءة الغير مباشرة وهي الإنارة المنعكسة من خلف ساتر بصورة غير مباشرة بهدف إضاءة المكان واضفاء العاطفة، إلا أن هذه الإضاءة غير كافية وبحاجة إلى مصادر أخرى لتدعيم هذا النوع من الإضاءة، في حين أن الإضاءة المركبة عبارة عن خليط من الأسلوبين السابقين ولكن بنسب متفاوتة وبألوان متعددة، مما يسمح بفتح آفاق لا متناهية من التنوع والسحر.
مواضع الإضاءة:
وتتنوع مواضع الإضاءة فهناك الغضاءة المثبتة في السقف وتكون موجهة من الأعلى إلى الأسفل، تنتج عن الثريا المثبتة في السقف، أو مجموعة من السبوتات إلا أن هذا النوع من الإضاءة يولد بعض من العتمة والظلال في السقف علاوة على أن هناك موضع الإنارة على الجدار وفي هذا النواع من الإضاءة ينبغي الاعتماد على ملمس الجدار الذي يثبت عليه المصباح سواءً كان خشناً أو ناعماً، لأن لكل ملمس تأثير.
أما الإنارة المثبة على الأرض فتستعمل الأرضية كمصدر للنور يفسح المجال لاحتمالات عديدة، وهذه الإنارة ينبغي استعمالها في الصلات الكبيرة ذات السقف المرتفع علاوة على أنها تمنح الغرفة جواً خاصاً ومميزاً، لأنها تضيء الجدران والأسقف تاركة أجزاء مظللة مما يساعد في إبراز بعض تفاصيل الغرفة، وخلق تناقضات ضوئية.
بينما تشكل الإضاءة الحرة إضاءة على حوامل ومتنقلة تمكن من خلق تنوع في غضاءة المكان.