البيئة وتعرفها , كل ما يتعلق بالبيئة تقرير مفصل


تعرف البيئة بأنها هي جميع ما يحيط بنا من غازات وسوائل وجمادات ونباتات ومن أدق الكائنات وصعوداً حتى الإنسان وما فاقه حجما من المخلوقات الأخرى .. فكل هذا الكم الهائل من الكائنات ، ما نراه وما لا نراه ، وما نحس بتأثيره وما لا نحس بتأثيره علينا يدخل في مدلول كلمة البيئة.
ولما كانت البيئة بمثل هذا الاتساع بحيث لا نستطيع حتى حصر كل مكوناتها أو تخيل مدى تفاعلاتها وتأثيراتها في محيطنا ، بما تفرزه من مختلف الإفرازات وبما ينتجه الأنسان من مخلفات صناعية ونفايات وملايين الأطنان من القمامة تلوث البر والبحر والنهر وتهدد وجود الأنسان على الأرض.. فسنستعرض هنا ثلاثة من أكبر العوامل المؤثرة في البيئة :
1- الإنسان :
فالإنسان هو من أهم ما في البيئة بحكم أنه سيد المخلوقات ومن أقامه الله تعالى خليفة له في أرضه ، وسخَر له كل ما فيها بفضل نعمة العقل التي تميز بها عن سائر المخلوقات .. فقد بدأ في استكشاف البيئة من حوله منذ أطواره الأولى لكي يتجنب شرورها ويبحث عما يسد رمقه من ثمارها ومن مطاردة حيواناتها .. فاكتشف الزراعة وأكتشف النار .. وربى الحيوان وانتفع بجلوده وصوفه وبكل ما تنتجه له البيئة.

images

ولم تكن البيئة من حوله يومذاك مسالمة أو وديعة .. فقد كان يعيش وسط المخاوف الكثيرة ووسط العداوات العديدة .. فالحيوانات المفترسة لا تتردد في أن تتخذه فريسة متى ما ظفرت به في غفلة .. والبشر الآخرون يضمرون له العداء والتنافس ولا يتورعون عن مهاجمة بعضهم البعض بغرض السلب والنهب وسفك الدماء .. وهوام الأرض وزواحفها تناصبه العداء.. وخوف الظلام وخوف المجهول وزئير الحيوانات المفترسة وقصف الرعود وزمجرة الرياح العاتية التي تقتلع الأشجار وتثير الحرائق في الغابات..فكل هذا الرعب المسلَّط عليه من جميع الاتجاهات هو الذي حفزه ليسعى ويفكر في استكشاف البيئة من حوله ليتجنب شرورها، ثم ليستفيد منها في سد إحتياجاته الحياتية من مأكل ومشرب وملبس، وتوفير الأمن له ولمن يعولهم، خوف الهلاك الذي يترصدهم في كل لحظة وسط هذه البيئة العدوانية شديدة العداوة قليلة الأصدقاء.
فلقد طور أدواته وتحصن في الأماكن المرتفعة .. وهداه تفكيره للعيش في مجتمعات تتعاون من أجل صد الاعتداءات وتبادل المنافع ..وليحقق بعض الأمن بفضل ما يجده في المجتمع من سند وتعاون (البيئة الاجتماعية) ..وبفضل هذا الأمن النسبي، ومع تقدم الحياة وتسلسل الأجيال استطاع الإنسان أن يتعرف أكثر وأكثرعلى بيئته ويكتشف من مزايا عناصرها، حتي تمَّ له إحداث الثورة الصناعية وثورة الاتصالات ودخل عصر الإلكترونيات وأسلحة الدمار الشامل .. ولكن مع كل هذا التقدم العلمي لم يحقق الأمن الذي ينشده بل زاد في الفساد في الأرض وفي إفساد البيئة {كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ}. [البقرة:60].
2- الشمس والأرض:
الشمس هي أكبر ما في المجموعة الشمسية وهي أيضا تدخل في نطاق البيئة بل هي أهم المؤثرات في هذه البيئة والأم التي تمد الكائنات بالطاقة وبأسباب الحياة .. وهي تشكل مع الأرض منظومة فلكية موزونة الأبعاد.. فلو تقلصت المسافة بين الأرض والشمس لمقدار معين لفنيت الحياة على الأرض بفعل الحرارة .. ولو زادت المسافة بينهما لتجمدت الحياة بفعل البرودة .. فالتوازن بينهما هو الذي يحفظ الحياة ، كما أن دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس هو الذي يولد تعاقب الليل والنهار وتعاقب الفصول الأربعة والتغيرات المناخية،واهمها الامطار التي لها أثرها على الحياة وعلى البيئة ..والدوران هو ما يولد (الزمن )..السرالذي له نفوذه على الأحياء وعلى مصائرها.
فالأرض قد ارتبط بها مصير الأنسان منذ أهبط إليها ونبت من ترابها .. فمكوناته من العناصر( كالسيوم ،حديد، كبريت الخ..) هي التي منها التربة والنباتات وبقية الحيوانات .والعناصر التي تزيد عن المائة عنصر والتي اكتشفها الإنسان في قشرة الأرض وباطنها تشكل عناصر الحياة ..ومادة خام للإنسان يستغلها في غذائه وفي صناعاته . وقد يتعرض بفعل ما يتناوله من هذه العناصر ومركباتها لما يضره ويعطل انشطة حياته .. بل قد يفقد حياته نتيجة لما يتناوله من مواد سامة مختلطة مع غذائه أو ما يستنشقه من غازات سامة ناتجة عن الصناعات المختلفة أو اشعاعات وذبذبات تنجم عن تفاعل العناصر.
وكل هذا وغيره اصطلح على تسميته بتلوث البيئة .. فقد قامت المنتديات والمؤتمرات تحت مختلف الأسماء وهي تهدف إلى حماية الإنسان والحياة من أخطار هذه البيئة وملوثاتها وكيفية التعامل الصحيح مع مختلف العناصر والمركبات والمواد.
3- المايكروبات:
وهي الكائنات الدقيقة التي تشارك الإنسان حياته ، والتي قلما يخلو منها مكان على سطح الأرض .. فهي توجد داخل الإنسان ، في قناته الهضمية وفي غيرها بملايين الملايين ..كما توجد في سطح جلده وفي ملابسه بملايين أخرى .. ويتنفسها الإنسان ويفرزها وتشاركه طعامه وجميع أنشطته الاخرى ، ولها فوائدها البيولوجية في التخمير والتحليل للمركبات المعقدة .. كما أنها لها أضرارها العديدة في أسباب الأمراض وفي تلوث البيئة وإفساد الحياة بمقدرتها على مضاعفة اعدادها بسرعة رهيبة ،وعلى التأقلم والانتشار وتحويل المركبات المختلفة من صورة معقدة إلى صور أبسط. .وقد كان اكتشاف المايكروبات في القرن السابع عشر بعد اختراع العدسات المكبرة .. وتطورت المعرفة بها خلال القرن التاسع عشر على يد لويس باستير .. وعلى ضوء اكتشافاته أمكن تفسير العديد من الظواهر في الطبيعة كالتخمير والتعفن وتحلل الأجسام بعد موتها .. ثم اكتشاف المسببات للأوبئة والأمراض مثل الكوليرا والحمى الصفراء والملاريا والسل..وبعد تطور المجاهر ودخول المجهر الالكتروني أمكن اكتشاف المزيد من التفاصيل عن الفطريات والباكتيريا والفيروسات والطحالب وعلاقة هذه الكائنات بالبيئة.