الهندسة
الهندسة

الهندسة القيمية ما هي و متى تطبق وكيفية قياس القيمة


الهندسة القيمية في الواقع ليست تخصصاَ هندسياَ مستقلاَ, بل أسلوب هندسي مميز لدراسة و تحليل المشروعات و تقييمها و طرح المقترحات الكفيلة برفع الأداء و تقليل التكلفة.

الهندسة القيمية
فهي جهد جماعي منظم يقوم به فريق عمل متخصص لتحليل وظائف المشروع أو المنتج, و طرح المقترحات و البدائل المناسبة من أجل تحقيق وظائفه الأساسية بأقل تكلفة ممكنه من دون المساس بمستوى الجودة و الأداء.
و يهدف العمل إلي رفع القيمة لما يتم دراسته من خلال إيجاد التوازن الدقيق بين الوظيفة (الأداء) و التكلفة ( السعر أو الثمن) و الجودة ( الاعتمادية ) فهي تركز على التحليل الوظيفي و هو ما يميزها عن غيرها من الأساليب, لفهم وظائف عناصر المنتج أو المشروع معرفة الأداء المطلوب, ليتم تحديد تلك الوظائف الأساسية ليتسنى لفريق الدراسة عن طريق توظيف ملكات الإبداع و الابتكار إيجاد البدائل التي لها نفس الوظائف و نفس المستوى من الأداء أو أفضل بأقل تكلفة ممكنة من دون التأثير على الجودة أو الجمال أو أي متطلبات أساسية أخرى.

لماذا الهندسة القيمية؟

لو نظرنا إلي العناصر المؤثرة على تكاليف المشروع لوجدنا أن تصميم الشروع هو أكثر عنصر يؤثر على تكاليف و جودة المشروع بنسبة تصل إلي 50% بين تأثير العناصر الأخرى في الوقت الذي لا تتجاوز تكلفة التصميم عن 3% من القيمة الإجمالية للمشروع.
لذا فمن الأهمية العناية بمرحلة تصميم المشروع من حيث الحرص على جودة التصاميم و ضبط التكاليف الإجمالية من خلال تلك المرحلة.

متى تطبق الهندسة القيمية:

و يفضل تطبيق الهندسة القيمية على المشروعات في مراحل التصميم الأولية, و قبل اعتماد أنظمة و خدمات و تصميم المشروع, و ذلك لتحقيق أكبر قدر من الوفر الكامنة في المشروع, حيث يمكن في تلك المرحلة طرح المقترحات و البدائل بمرونة أكثر من أية مرحلة أخرى و تطبيق نتائج الدراسة القيمية دون عوائق تذكر. ولكن هذا لا يعني حصر التطبيق على المراحل الأولية لتصميم المشروع, و لكن بالا مكان إجراء الدراسة القيمية في أي مرحلة من مراحل المشروع مروراَ بالمراحل النهائية للتصميم و مراحل التنفيذ و التشغيل.

كيفية قياس القيمة:

لتحسين قيمة أي شي لابد في البداية من إيجاد طريقة و آلية لقياس هذه القيمة.ترتكز القيمية على ثلاث عناصر رئيسية هي ((التكلفة و الجودة و الأداء الوظيفي) و للحصول على مقياس حقيقي للقيمة, لابد من أخذ جميع هذه العناصر بعين الاعتبار:
1.الأداء الوظيفي(Function): و هوا لغرض الأساسي أو الغرض الذي وجد من اجله المنتج أو المشروع أو العملية الإدارية.
2.الجودة (Quality): و تعني متطلبات و توقعات و رغبات المستفيد الخاصة.
3.التكلفة الكلية (Total Cost or Life Cycle Cost): غالباَ التكلفة الأولية تجذب العميل إلا أن هذه التكلفة تتراوح ما بين 6 إلي 30% من التكلفة الكلية.

أسباب زيادة التكاليف و معوقات الجودة:

إن الدراسة القيمية بما تتميز به من أنها عمل جماعي بين فريق متخصص, تعتبر فرصة لسد الفجوة التي قد تحدث في العملية التصميمية المعتادة التي تعتمد على العمل الفردي لكل تخصص على حده, فالعمل الفردي يميل إلي وضع الحد الأعلى من عوامل الأمان و الأداء لكل تصميم على حده و بالتالي ينتهي الأمر إلي تصميم المشروع وفق أنظمة ليست الأقل تكلفة نسبة إلي الوظيفة الأساسية للمشروع. كذلك مما يدعو إلي إجراء دراسة الهندسة القيمية هو ما تعانيه بعض المشروعات من ضعف و خلل في القيمة و الكفاءة الوظيفية و من أسباب ذلك:

•النقص في المعلومات: نادراَ ما تجد مشروعاَ مكتمل المعلومات فلا بد أن يكون هناك نقص في تلبية جميع متطلبات و رغبات المستفيد.
•الظروف المؤقتة: يتخذ القرار أحياناَ بناء على ظروف خارجة عن الإرادة مثل ضرورة الانتهاء من التصاميم, إعادة جدولة. هذا الظروف قد تلبي المتطلبات الطارئة و لكن على حساب التكلفة.

•المعتقدات الخاطئة:

غالبا ما تصدر قرارات خاطئة اتخذت بناءاَ على معتقدات و ليس حقائق, فالاعتقادات الخاطئة تعطل أو تحد من الأفكار الجيدة:

•العادات و التقاليد الخاطئة:

بعض العادات و الروتين تساهم في زيادة التكاليف مثل تصميم أو إنشاء مبنى على طريقة معينة فقط لأنها متبعة في السابق.

الهندسة القيمية و قلة الأفكار:

زيادة التكاليف قد تنتج عن عدم إتباع أسلوب منظم للحصول على خيارات أو بدائل أخرى. في الغالب نرضى بأول اقتراح أو بديل عملي يتبادر إلي أذهاننا.

•التغيير في التقنية:

قد يكون هناك تقنية حديثة أقل تكلفة لعمل تصميم أو إنشاء مشروع لم توجد أثناء طرح الفكرة أو عند بداية التصميم.

•التغيير في متطلبات المستفيد:

قد تنشأ متطلبات جديدة أو تغيير في بعضها أثناء التصميم أو الإنشاء بناءاَ على ظروف معينة.

•إتباع مواصفات و مقاييس قديمة:

أغلب المواصفات المتبعة حالياَ يزيد عمرها على العشرين سنة و بعض المواصفات و المقاييس تتبع لسنوات عدة ولم يتضح خلل فيها و تلغي فيما بعد. و يوجد في منطقة الخليج كم ضخم من المواصفات الأمريكية و البريطانية و الألمانية و اليابانية … الخ.

•ضيق الوقت:

في الغالب يكون هناك ضغوط لتصميم أو لإنشاء مشروع في حدود وقت قصير مما يجبر متخذي القرار على إتباع أول حل يتبادر إلي أذهانهم.

•عدم وجود علاقات أو تنسيق جيد:

التنسيق بين جميع الأطراف ذات العلاقة و الاتصال الفعال من أهم مقومات النجاح فالاتصالات الجيدة مهارة مطلوبة و تلعب دوراَ هاماَ في نجاح الدراسات القيمية.بينما يتسبب ضعف الاتصال في إساءة الفهم و الحساسية بين العاملين و ينتج من ذلك سوء في التنسيق و بالتالي نقص في المعلومات و من ثم يترتب عليه زيادة في التكاليف.

•الانطباعات السلبية:

هناك أشخاص لا يحبون التغيير و تجدهم دائماَ يعارضون الأفكار الجديدة فقط لأنهم لم يتبعوها أو يألفوها.

•عدم المشورة و تقبل النصائح:

البعض يعتبر من النقص أو العيب استشارة الغير أو ظهور بمظهر الذي لا يعلم عن أشياء قد تكون في تخصصه.

•عدم وجود مقاييس للقيمة:

نادراَ ما نجد مقاييس تساعد على تحديد الجودة أو القيمة كما أن أغلب المصممين لم يحصلوا على تدريب عملي على تقدير التكاليف.