متلازمة وردينبيرج يرجع اسم هذه المتلازمة إلى طبيب العيون الهولندي الدكتور بطرس جوهانز وردينبيرج (Dr. Petrus Johannes Waardenburg)و الذي عاش بين عامي (1886-1979) . حيث لاحظ في اعام 1948 أن لون أعين بعض من لديهم صمم تختلف عن بعضها البعض.ولكن الدكتو فون هوف (Van der Hoeve)في عام 1913 وصف توأمين لديهم تباعد مع صغر في العينين .
كذلك وصف الدكتور كلين (Klein)عام 1947 طفل عمرة عشر سنوات و به شيب في ناصية شعر رأسه و مع بقع بيضاء في الجلد و عين ضيقة زرقاء و لديه صمم و عيب خلقي في اليد.وكذلك وصف الدكتور شاه (Shah) طفل لديه أعراض مشابهه و لكن لديه ضيق خلقي في القولون يعرف بمرض هيرشبرونج(Hirschsprung disease).و لكن هذه المتلازمة اشتهرت باسم الدكتور وردينبيرج و إن كان أسماء هؤلاء الأطباء أضيفت لاحقا لأنواع من هذا المرض.
و مع أن نسبة انتشار هذا المرض خاصة في النوع الأول تصل إلى حالة واحدة لكل 20000-40000 طفل مولود إلا انه يصيب تقريبا 3% من مجموع من لديهم صمم منذ الولادة.وجميع أنواع هذا المرض تنتقل بالوراثة السائدة و لكنه ليس بالضروري أن يكون احد الأبوين لديه نفس المرض فمن الممكن أن تحدث المرض في الأسرة كطفرة حديثة تصيب طفلا واحدا فقط. كما قد يحدث أن يصاب الشخص بالمرض من كلا أبويه المصابين فتكون الإصابة اشد فتظهر أعراض أخرى كالمشاكل الخلقية في الأطراف العليا كما في النوع الثالث.و إذا كان احد أبوين مصاب بالمرض فان احتمال تكرار الإصابة 50% في كل مرة تحمل فيها الزوجة(راجع صفحة الوراثة السائدة لمزيد من الإيضاح).
و المرض بشكله الكاملة يصيب السمع و الجلد و العينين بشكل أساسي و قد يصيب القولون أو الأطراف العلوية خاصة اليدين.و قد قسم هذا المرض إلى أربع أنواع. و يعتبر النوع الأول و الثاني اشهرهما، بينما النوع الثالث و الرابع يعتبران نادرين جدا.
النوع الأول:
و يتميز بحدوث ضعف في السمع في احد أو كلا الأذنين في 25% ممن لديهم هذه المتلازمة. و تكون العينان متباعدتان خاصة فتحته قناة الدمع المتصلة بالأنف.و في العادة يختلف لون العينين و يظهر شيب في ناصية شعر الرأس.وهو مرض ينتقل بالوراثة السائدة و تسبب أنواع مختلفة من الطفرات في جين أسمة باكس 3 (PAX3)في 90% من الحالات ويقع على الذراع الطويلة لكروموسوم 2.
و قد وضع اتحاد متلازمة وردنبيرج في عام1992 بعض الإرشادات الطبية لتساعد في التشخيص الصحيح لهذا النوع. حيث قسموا الأعراض إلى نوعين. الأعراض الأولى سمية بالأعراض الكبرى أو الأولية و الثانية أعراض صغرى أو ثانوية. ويشخص المرض عند و جود عرضين من الأعراض الكبرى أو عرض واحد من الأعراض الكبرى مع عرضين من الأعراض الصغرى على الأقل.