أبرز تاريخ العمارة: العمارة الرومانية


تعتبر العمارة الرومانية كغيرها من النماذج المعمارية الأخرى ، حصيلة الفنون والحضارات السابقة والمحيطة وأهمها الإغريقية ،ولكن الرومان طبعوها بطابعهم الخاصالذي لا يمكن إن يخطئه أحد وكانت رابطته بالماضي قوية معبرة في نماذج المعابد المختلفة التي تشهد بعظمتها في تاريخنا المعاصر .
وأهم ما يميز العمارة الرومانية هو الطريق الجديد الذي انتهجته هذه العمارة بحيث إنها اتجهت إلى الاهتمام بالمباني الدنيويةعن الدينية وعن الأماكن العامة عن الخاصة وأيضا استخدام العقود بأشكالها المختلفة والتي اتخذت عدة أشكال جميلة ؛ وأهم معالم ومميزات العمارة الرومانية :القوة ، قلة التكاليف ، المرونة التامة ، سهولةالوصول إلي وحدات متسعة .
أظهرت أعمال المعماريين الرومان عدم اهتمامهم بالمعابد الدينية فكانوا يكتفون بمحراب في كل بيت، ومن أهم المعابدالدينية والذي يعتبر نموذجا آخر من النماذجالمعمارية سيباي في تيفولي وقد استخدمت فيه الخرسانة والتي استخدمت من قبل الشرق ولكن في التحصينات,وقد عرف الرومان كيفية إخفاء الشكل الغير مقبول للخرسانة عن طريق تكسيتها بالطوب أو الحجر.

وقد تميز الإبداع والفن في العمارة الرومانية بالصعوبة والتعقيد الذي لم يكن ملحوظاً في العمارة الإغريقية بسبب الابتكارات المعمارية التي أنشأت عناصرمعمارية جديدة مثل : العقود ، قبوات ، والقباب جميعها باستخدام الخرسانة .

وعمارة الرومان مكنتهم من بناء قبوات وقباب واسعة باستعمال الحديد مثل :

1. القبوة نصف الاسطوانية : محملة على حائطين متوازيين .
2. القبوة المكونة من قبوتين نصف اسطوانتيتين متقابلتين .
3. القبوة نصف الكروية .

تم تصميم المسارح الرومانية على شكل نصف دائرة مثل الإغريقية وكانت تبنى على مواقع مسطحة مقامة على عقود من الحجر ونقط ارتكازمعمارية وإنشائية بالطرق العادية المستعملة .

أما المدرجات فكانت تعبر عن عمل واضح لحياة الرومان من حيث القوة ، الروعة ،القسوة ، الوحشيةحيث تقام المعارك بين الاسرى والوحوشلتسلية المشاهدين ، وأشهر هذه المباني هو ” الكولوزيوم” عام 70-82 ق.م.

يعتبر الكولوسيوم تحفة هندسية لفن العمارة ، شيد هذا المبنى الضخم على شكل مدرج ومسرح نصف
دائري في وسط العاصمة الايطالية منذ
الفي سنة كأكبر شاهد على عظمة العالم القديم والإمبراطورية الرومانية ، بمحيط دائرة تصل الى 52 مترا واستعمل فيه الحجر الجيري.

تم تصميم الكولوزيوم بمسقط أفقي بيضاوي الشكل ،يحتوي على 80 باكية خارجيه لكل طابق يحيط بالجزء الداخلي حائط بارتفاع 50م وخلفه ا
ليوديوم وهي مدرجات الإمبراطور وحاشيته.

يتسع الكولوزيوم لـ ثمانون ألف متفرج ,يبلغ ارتفاع الوجهات 52م مقسمة أربعة أدوار و كان الدور الأرضي
مزداناً بأصناف أعمدة على الطراز
التوسكاني والايواني و الكورنشي وكانت الأعمدة مخالفة للموديول، ويحمل الطابق الاول اعمدة من النوع الدوري
(وهو أبسط وأقدم نوع من الاعمدة
في الهندسة المعمارية الاغريقية) ويليه طابق تحمله اعمدة من النوع الايوني (نسبة الى ايونيا اليونانية) ثم ترى
الطابق الثالث تحمله اعمدة من النوع
الكورنثي (نسبة الى كورنث في اليونان التي اشتهرت قديما بالترف والتهتك وتزدان تيجان الاعمدة بزخارف تشبه
اوراق الاشجار) وله ثمانون مدخلا
مثل ملاعب المدن الرياضية الحديثة أما داخله فينقسم الى ثلاثة اقسام: المسرح المدور أو مكان التنافس والمنصة
العالية ومقاعد المتفرجين وتنقسم حسب
طبقاتهم من الاشراف وأعضاء مجلس الشيوخ وبقية أفراد الشعب.

بدأ انشاء الكولوسيوم عام 72 بعد الميلاد ودشنه الامبراطور تيتوس الذي هدم المعبد في القدس بعد 8 سنوات من البناء
فأقيمت فيه الالعاب الرياضية لمدة مائة يوم
قتل خلالها خمسة الاف حيوان مفترس ونصب البحارة خياما وأشرعة على سقفه لحجب ضياء الشمس القوية عن المتفرجين ،
وسمي كولوسيوم نسبة الى تمثال
نيرون البرونزي الضخم في شكل اله الشمس وارتفاعه 38 مترا، والذي كان منتصبا بالقرب من المدرج في أول شارع النصر
(أو المنصة الامبراطورية الان) بعد
أن جره 12 فيلا لإقامته في ذلك الموقع وبني بالقرب منه قوس قسطنطين عام 315 بعد الميلاد تكريما لنصر الامبراطور
الذي بنى القسطنطينية والذي قلده الفرنسيون
في قوس النصر بباريس.

ومن اهم الابتكارات المعمارية الرومانية :

1. الأكتاف الكبيرة التي تحمل ثلاثة أدوار من البواكي وتدور حول المبنى من الخارج .
2. الطريقة الزخرفية في استعمال الأنظمة المختلفة الواحدة فوق الأخرى وهي طريقة تستعمل في العمارة الإغريقية .
3. الكورنيش العظيم المستمر بانتظام في أعلى المبنى.
أقواس النصر:
هي عبارة عن بناء ضخم من الحجارة مزين بنقوش تاريخية متصلة به أعمدة محمولة على قواعد مرتفعة تحمل تتمة البناء بشكل دورة منقوش عليها بالكتابةالسبب الذي شيد من اجله حيث كانت تشير للأباطرة والقواد تذكاراً لانتصاراتهم وقد استعمل الطرازين الكرونيشي والمركب وأشهرهما :
1. قوس نصر تيتوس
شيد عام 18 ق.م ، في بيت المقدس وهو قوس ذو فتحة واحدة وعلى الواجهتين نصف أعمدة ملتصقة وفي الأركانثلاثة أرباع عمود على النظام المركب.