التقليــم Pruning – علم البستنة


التقليم هو إزالة جزء من نبات الفاكهة (أفرخ أو أفرع) للتأثير على شكل الشجرة وطريقة نموها بهدف زيادة المحصول الثمرى وتحسين نوعيته.

والتقليم ضرورى لكل أنواع وأصناف أشجار الفاكهة. ويتطلب توفر معلومات عن طرق إجراءه والأساس العلمى القائم عليه التقليم تم بعد ذلك فالاستمرار فى ممارسته يزيد من مهارة القائم بالتقليم باضطراد مع الزمن.

ونسوق فيما يلى بعض المعرفة الواجب توفرها عند القائم على التقليم والواجب الالمام بها قبل قيامه بالتقليم وإلا أصبح إجراؤه للتقليم هو إتلاف وتدمير للأشجار.
فعند إجراء التقليم على صنف من أصناف الفاكهة لابد من معرفة مايلى :

أ‌)طبيعة نمو الشجرة للصنف المراد تقليمه ودورات النمو بها وموعد حدوثها :فربماكانت الأشجار حديثة النمو صغيرة الحجم فى وقت إجراء التقليم لكن طبيعتها تحتم ضخامتها بعد ذلك فإن الإلمام بهذه الحقيقة تجعل القائم على التقليم أن يسلك الطريق الصحيح فى إجراء التقليم للوصول إلى هدفه.

ب‌) طبيعة حمل الأعضاء الزهرية والثمرية : ويقصد به معرفة مكان البراعم الثمرية على الأفرع ومعرفة موعد حدوث التحول الزهرى بهذا الصنف Flower initiation. فليس معقولاً أن تزيل الأفرع من أطرافها مثلاً على الرغم من أن هذه الأطراف حاملة للبراعم الثمرية إذ ستكون النتيجة ترك الأشجار دون إثمار، وفقد للمحصول فى هذه السنة.

ويهدف التقليم إلى إزالة النمو غير المرغوب فيه فى الوقت الصحيح من السنة وذلك لصالح ما تبقى من نموات ولصالح ما يستجد من نموات. ومن هنا كان لزاماً معرفة أسباب إجراء التقليم وعموما ينتج عن التقليم:

(1) تشكيل الشجرة : للوصول للشكل المناسب من حيث الارتفاع وقطر المجموع الخضرى وتحديد زاوية التفرع بما يزيد من قوة الشد ويهدف التقليم إلى جرة، وبلوغ الحجم المناسب وكثافة نمو مناسبة. ويجرى كل ذلك فيما يعرف بتقليم التربية للوصول -بالأشجار بدءًا من سنواتها الأولى فى المزرعة- إلى الحالة التى تصبح معها منتجة إقتصادياً عند بلوغ عمر الإثمار بعد ذلك يصبح هدف التقليم .

(2) الحفاظ على إستمرار إنتاج الأشجار: للحصول على محصول ثمرى مربح منتظم وهو ما يعرف بتقليم الإثمار حيث يجرى على الأشجار البالغة المثمرة.

أسباب إجراء التقليم وأهدافه :
أولا: التقليم بهدف الحصول على الشكل المناسب:

الشكل المناسب يعطى شجرة قوية ذات حجم مناسب وكثافة نمو مناسبة.

(1) قوة الشجرة :

إن قوة الشجرة مطلوبة لتتمكن من حمل المحصول الثمرى وتقاوم الكسر بفعل الرياح. لذلك تنتخب الأفرع التى تحدث زاوية تفرع عند إتصالها بالفرع الأم فى حدود 45ه. فينمو الفرع أقوى بإستمرار بمرور الوقت إذ أنه سيجد الفرصة للزيادة فى السمك وامتلاء الخشب لتوفر المكان المناسب. وانخفاض زاوية التفرع عن 45ه يعرض الأفرع لخطر الإنشطار إلى نصفين تحت ثقل المجموع الخضرى والثمرى فيما بعد عند مرحلة الإثمار الغزير. أما زيادة زاوية التفرع كثيراً عن 45ه فتكون أقرب للزاوية القائمة تعرصه للكسر تحت ثقل حمل الثمار والأوراق. إما عند الإضطرار لترك زاوية التفرع قليلة ولا يمكن تجنبها فنتحايل على ذلك بتقصير أحد الأفرع كثيراً عن الآخر فينشأ واحداً أقوى من الآخر مما يقلل من فرصة التشرخ .

 

 

download-1

 

 

(2) حجم الشجرة المناسب :

من أهداف التقليم الوصول بالشجيرة إلى حجم مناسب. فمن المسلم به أن الأشجار محدودة أو صغيرة الحجم تكون لها مزايا عديدة مثل سهولة إجراء عمليات الخدمة المختلفة كالتقليم السنوى والرش للمكافحة وجمع المحصول خاصة عن إستعمال الآلات اليدوية كما هو مستعمل فى مزارع كثيرة، وحتى عند إستعمال الرش الميكانيكى تكون معاملة الأشجار المحدودة النمو أسهل. لذا يراعى البعض تحديد حجم الأشجار لتكون فى متناول اليد ثم يزاد عدد الشجار بوحدة المساحة مما يزيد فرصة الإرتفاع بكمية ونوعية المحصول الثمرى. وقد يكون التقليم بهدف اعطاء جحم محدد كما فى تقليم الاسوار والأسيجة النباتية .

(3) تقليل كثافة الأشجار :

يصعب رش الأشجار الكثيفة للوصول إلى مكافحة كاملة للآفات والأمراض أما الشجرة المفتوحة فتسمح بتخلل محلول الرش لأجرائها الداخلية. علاوة على أن الأشجار الكثيفة تظلل الثمار فتكون رديئة اللون عند النضج لذلك كان من أهداف التقليم تقليل كثافة النمو بالأشجار، كما أن الأشجار غير كثيفة تسمح للضوء والهواء للوصول إلى النموات الداخلية فتنمو صحيحة قوية وتحمل بذلك براعم للإثمار مما هو فى صالح إنتاج الثمار.

ثانيا: التقليم بهدف الحصول على نمو خضرى جيد :

من نتائج التقليم المباشرة حدوث تقزم مؤقت بالشجرة، وكذلك قوة فى نمو البراعم التى تركث على الشجرة.
1- التقزم المؤقت :

إذ يترك التقليم الشجرة وهى أصغر حجماً متفرمة حتى يعوض النمو الحديث ما ازيل بالتقليم. والأفرع المزالة بالتقليم تحمل الكثير من البراعم التى هى مصدر للأوراق النامية. لذلك فإن خفض عدد البراعم نتيجة للتقليم يتبعه خفض لعدد الأوراق التى ستنمو على الشجرة وبالتالى خفض للمواد الغذائية المجهزة بالشجرة مما يترك أثره على خفض النمو الجديد يتبعه خفض فى نمو الجذور وحجم الامتصاص من التربة. وتسمى هذه الحالة بالتقزم المؤقت إذ تستعيد الشجرة قوتها بعد فترة قد تصل من عام إلى عامين وهكذا.وعادة يستخدم ذلك التقليم فى تقليم الشجيرات المستخدمة فى تزيين الحدائق العامة .

2- قوة نمو البراعم التى تركت بعد التقليم :

يصبح نصيب أى برعم ترك بعد التقليم من المواد الممتصة بالجذر ( ماء + عناصر غذائية ) أكبر مما يدفع هذا البرعم للنمو بقوة فيعطى أفرخا سريعة وقوية فى نموها لكن النمو فى مجموعة على الشجرة كلها يكون أقل من مثيله على الشجار التى لم تقلم.

ثالثا: التقليم بهدف الحصول على انتاج ثمرى جيد:

كما أثر التقليم على كمية ونوع النمو الخضرى فإنه يؤثر أيضاً على حجم ونوع الإنتاج الثمرى .
(1) التزهير :

ينتج عن تقليم الأشجار الحديثة خفض المسطح الورقى كما رأينا وبالتالى خفض فى ناتج التمثيل الضوئى وخفض الغذاء اللازم للآزهار فتنخفض عدد الأزهار الكاملة ويتبعه خفض فى الإنتاج الثمرى. أما فى الأشجار البالغة والمسنة فإن مخزون الغذاء بالشجرة يعوض ما أحدثه التقليم فى خفض السطح الممثل إلا إذا كانت هذه الأشجار تعانى من الضعف خاصة نقص الأزوت.

(2) العقد الثمرى نتيجة لقلة عدد الأزهار فى الأشجار المقلمة فإن نسبة الأزهار العاقدة ترتفع.

(3) إنتاج المحصول :

نتيجة لقلة عدد الأزهار فى الأشجار المقلمة ينخفض إنتاج الثمار ويتوقف نسبة الانخفاض فى المحصول على شدة التقليم وعدد البراعم المزالة. وقد يكون لإرتفاع نسبة العقد بعض التعويض والمساهمة فى رفع إنتاج الثمار لكن المحصلة هى خفض فى إنتاج الثمار. وليكن معلوماً أن التقليم الخفيف للأشجار الحديثة الصغيرة السن يزيد من إنتاج الثمار المبكر.