بذور الحلبة معلومات هامة عن زراعة نبات الحلبة


بذور الحلبة ويقال لها أيضا – الفريقة – تعتبر من أقدم النباتات التى عرفتها الحضارات القديمة، فى عصور الحضارات المصرية، والأغريقية، والرومانية، والهندية. وكانت تستخدم بشكل أساسى ضمن مجموعات التوابل الأخرى القديمة لتحنيط جثث الموتى من العظماء فيهم.
الحلبة نبات عشبى حولي يتراوح ارتفاعها ما بين 20- 60 سم، لها ساق أجوف ويتفرع منه سيقان صغيرة يحمل كل منها في نهايته ثلاث أوراق مسننة طويلة، ومن قاعدة الأوراق مع الساق تظهر الأزهار الصفراء الصغيرة التي تتحول إلى ثمار على شكل قرون معكوفة طول كل قرن حوالي 10سم، وتحتوي على بذور تشبه إلى حد ما في شكلها الكلية، وهي ذات لون أصفر تميل إلى الخضرة. والحلبة هى من جنس القرنيات الفراشية فى تصنيف فصائل النباتات.

بذور الحلبة

بذور الحلبة الجافة ذات القيمة الصحية والغذائية العالية

ينمو نبات الحلبة فى بلدان الشرق الأوسط، حول حوض البحر الأبيض المتوسط، مثل مصر والمغرب، وبلدان آسيا، كما فى المملكة العربية السعودية، والهند، وحتى فى بعض البلدان من أوروبا، وأمريكا.
وأسم الحلبة جاء من اسم “حلبا” وهو من أصل هيروغليفي ولها أسماء أخرى مثل “أعنون غاريقا” وفريقه، وفريكه، وحليب، ودرجراج، وقزيفه، وحمايت. وبذور الحلبة على وجه الخصوص لها منافع عديدة، حيث تأكل مطبوخة، أو ضمن أصناف من الطعام، كما يصنع منها بودرة الكارى التى تمثل حجر الزاوية فى المطبخ الهندى.

المحتويات الكيميائية للحلبة

تحتوي الحلبة على زيت طيار الذي يتكون من سيسكوتربينات هيدروكربونية، ولاكتونات. كما تحتوي الحلبة على كمية كبيرة من البروتين بنسبة 28.91% ومواد دهنية، ونشاء، ومعادن هامة، مثل: الفوسفور، والكالسيوم، والحديد، وتحتوى أيضا على القلويدات، مثل: الكولين والترايجونيلين، ومواد صمغية، وزيوت ثابتة، ومواد صابونية، وستيرولات، ومواد سكرية ذائبة مثل الجلاكتوز، والمانوز.
تعتبر الحلبة مصدرا أسآسيا لمركب الدايزوجنين diosgenin الهام والمؤثر في تشييد مجموعات الأسترويدات، والتى هى المسئولة بالتالى في حالة نقصها ، عن حدوث الأعراض التى تتمثل فى زيادة الوزن، وغيرها من مظاهر زيادة الهرمونات المختلفة. كما تحتوى الحلبة أيضا على الفيتامينات المختلفة، ومواد قلوية مثل مادة (الكولين Choline) و(التريجونلين Trigonelline) وهما مادتان تقاربان في تركيبهما أحد أحماض مجموعة فيتامين “ب” وهو حمض (النيكوتينك)، كما أن بها مركب الليثيثين الهام لعمل الخلايا فى تناغم مع بعضها البعض.

بذور الحلبة

والحلبة غنية بالبروتين، والزيوت ، التى تماثل زيت كبد الحوت فى الفائدة، ولكن دون رائحته النفاذة، كما أن بها الفسفور، وحمض النيكوتينك، وفيتامين ب المركب، وبها زيوت ثابتة وطيارة ومواد ملونة. كما أن بها بعض المركبات العضوية، مثل الكولين، والتريكولين، وهما يشبهان حمض النيكوتينك فى تكوينهما، وهو الحمض الذى يمنع تصلب الشرايين ويخفض نسبة الكولستيرول بالدم، ويمنع أمراض القلب.

أوجه استعمالات الحلبة.

لقد سجلت بردية – إيبرز المصرية – التي يرجع تاريخها إلى نحو سنة 1500 قبل الميلاد، وصفة للحروق أساسها الحلبة، كما كانت الحلبة تستخدم في مصر القديمة والحديثة للحث على الولادة، وتقوية النفساء بعد الولادة.
وفي القرن الخامس قبل الميلاد اعتبر الطبيب الإغريقي – أبقراط – الحلبة عشبة ملطفة قيمة، كما أوصى العالم ديسقوريدس في القرن الميلادي الأول بأن الحلبة دواء لكل أنواع المشكلات النسائية بما في ذلك التهاب الرحم والتهاب المهبل والفرج.
وقد عرف العرب الحلبة وروي أن الرسول محمدا – صلى الله عليه وسلم – زار سعد بن أبي وقاص وهو مريض، فقال أدعو له طبيبا فدعي “الحارث بن كلدة” فوصف له الحلبة مع تمر عجوة فشفي، وذكر عن النبي قوله: “استشفوا بالحلبة”.
وقد قيل في الحلبة “لو علم الناس بما في الفريقة من فوائد لاشتروها بوزنها ذهبا”.
وقال العالم – بليكر – الانجيزي “لو وضعت جميع الأدوية في كفة ميزان والحلبة في كفة الميزان الأخرى لعدلت الكفة الأخرى، كفة الحلبة”.
والحلبة تستعمل على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم كطعام مغذ، ودواء في نفس الوقت، حيث تؤكل الأطراف الغضة للقمم الطرفية للنبات الأخضر، وكذلك الأوراق نظرا لقيمتها الغذائية العالية، كما أن البذور المستنبتة تباع في بعض محلات الأغذية، حيث تؤكل مع السلطات.

بذور الحلبة

الاستعمالات الداخلية للحلبة

يستعمل مغلي بذور الحلبة لعسر البول، والطمث، والحد من حالات الإسهال.
كما يستعمل مسحوق بذور الحلبة ممزوجاً بالعسل بمعدل ملعقة صغيرة من مسحوق الحلبة مع ملء ملعقة عسل ثلاث مرات يوميا لقرحتي المعدة، والاثني عشر.
يستعمل مشروب مغلي بذور الحلبة  أوجاع الصدر، لذا فهى نافعة جدا لمرضى الربو، والسعال، بمعدل ملء ملعقة كبيرة من البذور تغلى لمدة 10 دقائق مع ملء كوب ماء حار، وتشرب مرة واحدة في اليوم، والحلبة مفيدة عموما للمرضى الذين يعانون من التهاب الشعب الهوائية، ونوبات السعال، والتهاب الجيوب الأنفية.
يستعمل مسحوق بذور الحلبة على هيئة سفوف بمعدل ملء ملعقة كبيرة قبل الأكل، ثلاث مرات يوميا، لخفض نسبة السكر فى الدم.