الطرق السريعة


شبكة طرق سريعة من نوع جديد

pic44
الطرق السريعة

عندما تريد الانتقال من مدينة إلى أخرى أمامك عدة اختيارات إذا كنت لا تمتلك سيارة، فيمكنك استخدام القطارات وشبكة السكك الحديدية أو استخدام سيارات نقل الركاب التي تعمل بين المدن (bus) التي تستخدم الطرق السريعة، وإذا كنت تمتلك سيارة فيمكنك الانتقال بها من خلال شبكات الطرق السريعة (high – way)، فهل تريد أن تركب سيارتك وتركب القطار وتستخدم شبكة الطرق السريعة في وقت واحد ؟

يبدو الكلام غريبًا نسبيًّا، ولكن هذا ما ستكون عليه شبكات الطرق السريعة في المستقبل، فقد انتهى ولفجانج فيرباخ ( Wolfgang Feierbach) – وهو أحد الخبراء الألمان  في تصميم وتطوير المشروعات الصناعية والتكنولوجيا ـ من وضع تصميم لشبكة طرق جديدة من نوعها.

ففي ظل ارتفاع عدد السكان وازدحام المدن الكبرى في العالم لم تَعُد شبكات الطرق السريعة الموجودة حالياً قادرة على استيعاب كثرة السيارات والشاحنات، مما أدى إلى ارتفاع حوادث الطرق السريعة إلى درجة ملحوظة جدًّا في السنوات الأخيرة.

ومن هذا المنطلق كان لا بد من تطوير شبكات الطرق السريعة؛ لتتواءم مع متطلبات العصر الحديث بما يكفل السرعة في الأداء، والجودة في الخدمة والأمان للأفراد والمركبات. كان هذا هو المبدأ الأساسي للمشروع الجديد الذي أطلق عليه(EAB)  أو (Euro Auto Bahn) .

قام واضع تصميم هذه الشبكة الجديدة بالعمل حتى تكون واصلة بين كل دول القارة الأوروبية، ويعتمد تصميم الشبكة الجديدة على ثلاثة مستويات رئيسية:

 المستوى الأول: هو المستوى المستخدم داخل المدن لتسير عليه السيارات والمركبات الخاصة، وهو ينقسم من 4 إلى 8 حارات على اتجاهين، ويشمل هذا المستوى كل الخدمات التي يحتاجها الراكب على الطريق مثل محطات الوقود واستراحات.

أما المستوى الثاني: فهو عبارة عن كوبري يصل بين الطرق، وهو حل مثالي لمنع التقاطعات وتقليل فرص وقوع الحوادث. ويستخدم هذا المستوى لوصل المستوى الأول بالمستوى الثالث.

أما المستوى الثالث: فهو المستوى المبتكر في هذا المشروع، وهو عبارة عن ممر بدون سقف يصل عرضه إلى 9 أمتار ويرتفع عن المستوى الأول 10 أمتار، ويصنع هذا المستوى من الخرسانة المسلحة سابقة التجهيز في المصانع، مما لا يجعله مكلفاً إذا تم توزيعه على جميع المصانع التي تعمل في هذا المجال في أوروبا كلها.

ويسير على هذا المستوى قطار يصل طول الواحد إلى كيلومتر وعرضه 8 أمتار وارتفاعه 8 أمتار، وينقسم من الداخل إلى عدة أقسام كل قسم مخصص لشيء معين، فمثلاً قسم خاص بالسيارات، وقسم للشاحنات، وقسم للدراجات، وآخر يمكن تأثيثه ليصبح مثل المنزل لإقامة الأفراد.

وإذا قمنا بتقسيم هذا القطار بنسب متباينة لمعرفة الأعداد التي يستطيع حملها تكون النتائج كالآتي:

حجرات سيارات شاحنات

 نسبة التقسيم

74041650

قطار 1

50% سيارات

50% شاحنات

74066620قطار 2 80% سيارات

20% شاحنات

74025070قطار 3 30% سيارات

70% شاحنات

 

من المتوقع أن تصل طول الشبكة التي تربط إقليم غرب أوروبا إلى حوالي 10835 كيلومترًا، فإذا قمنا بتشغيل 280 قطارًا بسرعة 150 كيلومترًا/ ساعة إذاً يكون زمن التقاطر هو15  دقيقة.

يسير هذا القطار على إطارات مطاطة مثل إطارات السيارات التي تتغذى بالكهرباء من مواتير كهربائية مثبتة مباشرة على عمود إدارة العجل، مما يقلل من فقد الطاقة خلال عمليات النقل، ويستمد القطار الطاقة من الخلايا الشمسية التي تحول الطاقة الضوئية للشمس إلى طاقة كهربائية مباشرة.

وفي دراسة للتكلفة والاستثمارات لهذا المشروع كانت كالآتي:

لكل كيلومتر6,000,000 يوروالإنشاءات المدنية
لكل محطة200,000,000 يوروإنشاء 30 محطة
للقطار الواحد250,000,000 يوروتصنيع 300 قطار بطول  كيلومتر للقطار

ويتميز التصميم الجديد بالعديد من المميزات:

يمنع حوادث الطرق السريعة بنسبة كبيرة؛ نظراً لأنه طريق واحد لنقل كل الأشياء، وهي ثابتة في أماكنها، وكذلك القطار يسير في ممر محاط من الجوانب، مما يقلل فرصة حوادث القطارات وخروجها عن مسارها.

يوفر الطاقة بشكل كبير جدًّا، سواء طاقة القطار ذاته أو السيارات والشاحنات التي يحملها.

أقل في مستوى الضوضاء؛ لأنه يسير على إطارات من المطاط فوق سطح من الخرسانة.

يحافظ على البيئة؛ لأنه لا يُخْرِج أي عوادم، وكذلك يمنع الشاحنات والسيارات من العمل بداخله، وبالتالي لا توجد عوادم ناتجة عنها.

يوفر حوالي 130400 فرصة عمل خلال عشر سنوات في إنشاء المشروع، وأيضاً 50000 فرصة عمل دائمة لتشغيله.

يأتي مشروع (EAB) كتطبيق أمثل للتطور المستمر في العديد من مجالات العلم المختلفة، والتوافق مع الظروف المتاحة ومتطلبات القرن الجديد، فهذا المشروع بحق هو مشروع المستقبل.