علم الهندسة
علم الهندسة

علم الهندسة و الإسهام العربي في فهم »تاريخ العلوم«


علم الهندسة أن الاحاطة بموضوع »الاسهام العلمي العربي في الرياضيات« امر في غاية الصعوبة، ويعود ذلك لاسباب منها: اولا: حداثة »تاريخ العلوم« كمادة علمية. فرغم العديد من الدراسات المتفرقة المهمة التي بدأت في القرن التاسع عشر، لم تبدأ الابحاث المنظمة في تاريخ العلوم العربية قبل الخمسينات من القرن العشرين، ولم يتسن بالتالي الكشف سوى عن جزء ضئيل من المخطوطات.

ثانيا: اتساع الفترة الزمنية التي يقع فيها النشاط العلمي العربي (7 قرون، من القرن التاسع حتى القرن الخامس عشر) واتساع الرقعة الجغرافية التي حصل عليها هذا النشاط، وهي رقعة امتدت احيانا من حدود الصين الى اسبانيا.

ثالثا: تعدد المجالات الرياضية التي تطرق لها العلماء العرب وتداخل الرياضيات مع كثير من العلوم الاخرى مثل علم الفلك والجغرافيا والفيزياء وغيرها.

علم الهندسة أن الاحاطة بموضوع »الاسهام العلمي العربي في الرياضيات« امر في غاية الصعوبة، ويعود ذلك لاسباب منها: اولا: حداثة »تاريخ العلوم« كمادة علمية. فرغم العديد من الدراسات المتفرقة المهمة التي بدأت في القرن التاسع عشر، لم تبدأ الابحاث المنظمة في تاريخ العلوم العربية لذا سأكتفي بتناولي لما اسهم به العرب في علم الهندسة مستندا الى الابحاث الاكثر حداثة في هذا المجال تاركا لغيري من الزملاء الحديث عن الاسهامات العربية في فروع الرياضيات الاخرى.

علم الهندسة أن الاحاطة بموضوع »الاسهام العلمي العربي في الرياضيات« امر في غاية الصعوبة، ويعود ذلك لاسباب منها: اولا: حداثة »تاريخ العلوم« كمادة علمية. فرغم العديد من الدراسات المتفرقة المهمة التي بدأت في القرن التاسع عشر، لم تبدأ الابحاث المنظمة في تاريخ العلوم العربية إن ضرورة الدقة العلمية في التعاطي مع الموضوع المطروح تفرض على الباحث تجاوز السمة الثقافية البحتة، التي ارمي إليها في هذه المقالة، للدخول في مقاربات علم دقيق له مواصفاته وقوانينه الصارمة. وهذه الحقيقة تدفعني الى محاولة الموازنة بين تبسيط المسألة من جهة والمحافظة قدر الامكان على حد ادنى من الدقة من جهة اخرى.

علم الهندسة

علم الهندسة الخطأ الميتودولوجي في فهم »تاريخ العلوم«:

في البدء لا بد من لفتة سريعة عامة، يراد منها دحض الافكار التي سادت منذ فترة ليست ببعيدة، والتي ادت الى تهميش التطور العلمي في الحقبة العربية، وصولا الى انكاره بالكامل، وذلك بدوافع لا مكان لمناقشتها في هذا المقال. وإن الموضوعية العلمية تفرض علينا التقيد بالحقائق المثبتة علميا عبر دراسة النصوص كي لا نقع في فخ التناقضات ونسهم في تحويل العلم الدقيق »تاريخ العلوم« وغيره ايضا من علوم، الى فولكلور شعبي الغاية منه تمجيد الحدود وصولا الى التعصب العرقي والعنصرية.

لقد سادت الى فترة قريبة افكار (لا يزال بعضها قائما) خلاصتها ان الدور العربي قد اقتصر في احسن الاحوال على ترجمة وحفظ التراث اليوناني لا اكثر. وبغض النظر عن الخلفيات السياسية والعنصرية وغيرها، فهذه الافكار غير علمية لثلاثة اسباب تضاف الى البراهين

الفعلية الملموسة التي عثر عليها الباحثون في مخطوطات العلماء من الحقبة العربية:

1 تفترض هذه الافكار امكانية ثبات حركة التطور العلمي ما بين الفترة اليونانية و»عصر النهضة« اي ما يناهز العشرة قرون، وهذا الامر يغالط ويناقض قوانين التطور.

2 تهمل هذه الافكار كون التطور العلمي مرتبط بالحاجة والضرورة وبمبدأي السببية والحتمية العلمية، وهو مستقل عن انتماء الناس وألوانهم وقومياتهم.

3 تتلازم هذه الافكار مع خطأ ميتودولوجي بديهي، لان تاريخ العلوم هو بالاصل، علم يرمي الى تلمس واكتشاف القوانين العامة والخاصة التي تحكم تطور العلوم وتبلورها بمعزل عن انتماء مكتشفيها او جنسيتهم. فالحقيقة العلمية موضوعية ومستقلة عن آراء الناس فيها، وذلك بالطبع لا يتعارض مع ظاهرة اعتداد الشعوب بعلمائها وتراثها العلمي. فالعلم تراث إنساني شمولي، يتعدى حدود اللون والجنس والدين، ويكاد يختصر تاريخ الحضارة الانسانية المعرفية برمتها، لان قوانين العلم هي الصورة المجسِّدة للقوانين الطبيعية الملموسة، التي تحكم الكون والتي يملي الواقع الملموس على الكائنات العاقلة التعاطي معها، وسبر اغوارها بغية تيسير سبل العيش والاستمرار في الحياة.

تمثل العلوم الحقائق النسبية التي بمجملها تعبّر عن الحقيقة المطلقة الكامنة ولذلك فالعلوم (بما فيها تاريخ العلوم) مستقلة عن الذات. ومن المناقض للمنطق السليم ان نربط اكتشاف الحقائق العلمية بقومية او بجنس. ان الوصول الى الحقيقة العلمية مشروط قبل كل شيء بحاجة الناس (بالمعنى الشمولي للكلمة) الى هذه الحقيقة وذلك قد يكون مع فارق ملحوظ بالزمن احيانا، ولكن هذا الفارق الزمني غير كاف لدحض العلاقة الشرطية بين الضرورة والاكتشاف.

وتشير كل نتائج تحقيق المخطوطات العربية ودراستها على يد عدد كبير من العلماء العرب والمستشرقين (من وبكيه الى يوشكيفيتش ورشدي راشد وعادل انبوبا وريجيس مورلون وغيرهم) لتؤكد ان للعرب دورهم الكبير في تطوير العلم وان هذا الدور غير مرتبط (على ما اعتقد) بميزة معينة تخص الشعوب التي عاشت في ظل الحكم العربي، انما مرتبط بضرورات اقتصادية اجتماعية. وهذا الدور يخضع لمبدأي السببية والحتمية.