نباتات تنتج فاكسينات Edible Vaccines


نباتات تنتج فاكسينات Edible Vaccines :

فاكسينات  الطرق التقليدية لإنتاج الفاكسينات (اللقاحات) تتطلب تعريض الإنسان لجرعة ضعيفة غير ممرضة من الفيروسات أو البكتيريا بهدف تحفيز الجهاز المناعى لإنتاج الأجسام المضادة وتقوية دفاعات الجسم استعدادا لأى هجوم حقيقى من هذه الكائنات الممرضة . وقد وجد أنه ليس من الضروري أن يتعرض الإنسان للكائن الغريب ككل (بكتيريا أو فيروسات) حتى يأخذ المناعة، وإنما يكفى أن يتعرض لبروتين واحد فقط من هذا الكائن (حتى ولو كان فى الغلاف الذى يغطيه مثلا) حتى يحدث نفس التأثير . وقد كان ادوارد جينر Edward Jenner أول من استخدم جدرى الأبقار cow pox فى نهاية القرن الثامن عشر للحد من انتشار الجدرى البشرى small pox ، وبالتالي فإنه يعد أول من برهن على أنه يمكن الوقاية من المرض عن طريق التطعيم vaccination . ومنذ ذلك الحين استخدمت البيوتكنولوجيا كوسيلة لإنتاج أكثر من خمسة عشر لقاحاً لحماية الناس من كثير من الأمراض الفتاكة .

 

 

download-1

 

 

وفى الولايات المتحدة يتم تطعيم الأطفال روتينيا بحوالى 11 من هذه اللقاحات ، وبالإضافة إلى ذلك فإن العلماء يسعون حاليا إلى التوصل إلى لقاحات ضد جميع الأمراض التى تسببها البكتيريا والفيروسات والبروتوزوا، وتعتبر الكوليرا والملاريا والأيدز فى مقدمة الأمراض التى يتم البحث عن لقاحات لها .

ومن المعروف أن تكلفة إنتاج اللقاحات فى الوقت الحالى تعتبر مرتفعة خاصة بالنسبة للمواطنين فى دول العالم الثالث الذين هم فى أمس الحاجة إليها ، بالإضافة إلى أن اللقاحات الحالية تحتاج إلى تبريد حتى يحين وقت استخدامها وتحتاج أيضا إلى إبر وأدوات معقمة وأيدِ مدربة .كل هذا يشكل عقبات أمام تداولها فى الدول النامية . ويسعى علماء البيوتكنولوجيا فى الوقت الحالى إلى محاولة التغلب على هذه العقبات باستحداث لقاحات أو وسائل جديدة. إحدى الاستراتيجيات الجديدة تتلخص في تحوير بعض النباتات وراثياً بحيث نجعلها قادرة على إنتاج فاكسينات تؤكل edible vaccines أى تكون موجودة في الثمار أو الأوراق التي يتناولها الإنسان .

شارلز أرنتزن Charles Arntzen عالم البيولوجيا فى جامعة ولاية أريزونا الأمريكية ظل يعمل لمدة خمس سنوات تقريبا لإنتاج طماطم، ولكنها ليست كالطماطم العادية، إذ أنها تحتوى على جين مستخرج من إحدى سلالات بكتريا إي .كولاى E.Coli المعروفة بضراوتها وقدرتها على إصابة الإنسان بإسهال شديد قد ينتهى به إلى الموت .هذا الجين المنقول من البكتريا إلى الطماطم يجعل الطماطم تنتج البروتين البكتيري الذي يسبب الإسهال ولكنه فى هذه الحالة سيعمل كلقاح vaccine يمتص خلال الأمعاء إلى تيار الدم فيشجع الجهاز المناعي في الإنسان على تكوين أجسام مضادة لهذا البروتين تكون جاهزة ومستعدة لمواجهة السموم الحقيقية التي تفرزها بكتريا إي .كولاي عندما تدخل الجسم عن طريق أى طعام ملوث . وقد ركز العالم أرنتزن Arntzen على الإسهال لأن الإسهال يقتل على الأقل

 

 

 

download-2

 
2 مليون إنسان فى العالم كل عام ، معظمهم من الأطفال .وقد تم اختيار الطماطم لسببين :

1- أن الطماطم يمكن زراعتها فى الصوب الزراعية green houses وفى هذه الحالة ستكون مأمونة ولا يمكنها تمرير جيناتها الغريبة إلى المحاصيل الأخرى .

2- أن عمليات وأدوات تصنيع الطماطم وتحويلها إلى عصير سهلة ورخيصة .

ولعل البعض يتساءل أليس من الأفضل والأسهل أن نأكل الطماطم المحتوية على اللقاح طازجة سليمة كما هى ؟ والإجابة أن هذا قد يؤدى إلى كارثة! فالطماطم تأتى بأحجام مختلفة وبالتالى تحتوى على كميات مختلفة من البروتين الغريب، مما قد يؤدى إلى التسمم إذا زادت كميته . والمفتاح الحقيقي لكي ينجح هذا اللقاح (الفاكسين) هو أن تكون الجرعة مضبوطة ومقننة وإلا فالعواقب وخيمة . ويفكر أرنتزن فى عمل اللقاحات بهذه الطريقة لأمراض أخرى مثل الكوليرا والالتهاب الكبدى والحصبة وغيرها . ولا يعمل أرنتزن وحده فى هذا المجال فهناك معامل أخرى كثيرة حول العالم تحاول عمل لقاحات مستخرجة من نباتات الطماطم والبطاطس والموز ، وفى خلال سنوات يأمل العلماء فى الحد من خطورة أو القضاء على أخبث وأشرس القتلة على وجه الأرض00 الأمراض الفتاكة التى تودى بحياة 15 مليون طفل سنويا، لأن هناك فرق اقتصادي مهم بين اللقاح النباتى edible vaccine والتقليدى injected vaccine إذ تتكلف الجرعة من الأول حوالي 0.02 دولاراً عند إنتاجه تجاريا موازنة ب 125 دولارا تكلفة الجرعة من اللقاح المحقون. ويبدو أن العبارة التي قالها أبو قراط Hippocrates الطبيب الإغريقي الشهير “دع غذاءك يكون دواءك” على وشك أن تتحقق ، فعما قريب سينتهى الحد الفاصل بين الغذاء والدواء .

 

 

download

 

 

دول العالم تختلف فى درجة استخدامها للبيوتكنولوجيا النباتية ومنتجاتها :

بالرغم من الانتشار السريع للمحاصيل المعدلة وراثياً، حيث بلغت المساحة الكلية المزروعة بهذه المحاصيل حوالي 68 مليون هكتار موزعة على 18 دولة من دول العالم طبقا لإحصاءات عام 2003م، إلا أن 98% من هذه المساحة تتركز فى خمس دول فقط، هى بالترتيب: الولايات المتحدة (63%)، الأرجنتين (21%)، كندا (6%)، البرازيل (4%) والصين (4%). وما يلفت الانتباه أكثر أن صفتين فقط وأربعة محاصيل كان لهم النصيب الأوفر (99%) من التعديلات الوراثية، فأما الصفتان فهما مقاومة الحشرات وتحمل الحشائش، وأما المحاصيل فهى فول الصويا والذرة والقطن والكانولا.