المياه الجوفية
المياه الجوفية

التغيرات المناخية والمياه الجوفية اقل ما يمكن حتى يضمن نجاح التجربة


التغيرات المناخية والمياه الجوفية اقل ما يمكن حتى يضمن نجاح التجربة

وسوف تنظم بعثة علمية مصرية – اميركية لعمل الآتي:

1 – قياس الضغط الجوي بواسطة ثلاثة بارومترات حديثة في منطقة شرق العوينات وبحساسية عالية ولفترات زمنية مناسبة.

2 – تجميع اي ارصاد للضغط الجوي تم اجراؤها عن طريق الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية لمنطقة شرق العوينات والمناطق المحيطة بها خلال السنوات الأخيرة.

3 – تجميع أي قياسات عن التغيرات الشهرية في المياه لمنطقة شرق العوينات كقياس كمية الندى المترب في الصباح الباكر وتسجيلات مستويات آبار المياه وكمية الرطوبة في التربة. واذا لم تكن هذه القياسات متوافرة وكافية للفترة الماضية فسوف تقوم البعثة باجراء هذه القياسات لفترات زمنية مناسبة حتى يمكن معرفة التغير الشهري في مستوى المياه الجوفية وبالتالي التغير في الكتلة والجاذبية.

4 – تجميع ارصاد عن فيضان النيل في السنوات الاخيرة وتغير منسوب المياه في بحيرة ناصر، وسوف تستخدم هذه الارصاد في استنباط التغير في كتلة المياه السطحية.

5 – تجميع ارصاد عن المد والجزر على طول شاطئ البحر المتوسط والبحر الاحمر لاستنباط التغير في كتلة مياه البحار والمحيطات. وسوف يكون لمشروع القمر الصناعي GRACE مردوده الاقتصادي الكبير على مستوى العالم بصفة عامة والصحارى العربية بصفة خاصة بعد ثبوت دقة قياسه للجاذبية الأرضية، حيث يمكن استخدام ارصاده بعد ذلك في دراسة المياه الجوفية وتغيراتها الشهرية وتحديد كمية المخزون منه والطريقة المثلى للتصرف فيه واستخدامه في المناطق الصحراوية النائية سواء باستزراع الاراضي او اقامة المراعي والنشاط الصناعي والعمراني واقامة مجتمعات عمرانية وسكانية جديدة وسط الصحراء القاحلة تصبح من ضمن مصادر زيادة الانتاج والدخل القومي للبلاد العربية.

ونظرا لأن هذه المناطق بعيدة ونائية في معظم الاحيان عن الشبكة القومية للكهرباء لكل بلد عربي فان توفير الطاقة اللازمة لضخ هذه المياه لابد من ان تكون متوافرة من مصادر اخرى، ونظرا لأن هذه المناطق الصحراوية تتمتع بسطوع عال للشمس ودخل كبير من الطاقة الشمسية حيث يصل في بعض المناطق الى الفين وخمسمائة كيلووات/ساعة على المتر المربع في العام وقد يزيد. فان استخدام الخلايا الشمسية بانواعها المختلفة البلورية واللابلورية والمجمعة في الواح كهروشمسية هي الوسيلة لتحويل الطاقة الشمسية الى طاقة كهربية مباشرة لضخ المياه وتنمية هذه المناطق الصحراوية النائية فضلا عن ان الطاقة الشمسية طاقة متجددة بديلة ونظيفة وهي في هذه المناطق النائية طاقة منافسة للطاقات التقليدية من الناحية الاقتصادية الآن وفي المستقبل.

ولا ننسى ان الخلايا الشمسية والألواح الكهروشمسية هي نتاج تكنولوجيا الفضاء ففي نهاية الخمسينات كانت هناك حاجة لبعض المصادر لتزويد اجهزة الاقمار الصناعية بالطاقة وهي في الفضاء الخارجي، لذلك اوجدت فيزياء الجوامد هذا النوع المتقدم من التكنولوجيا لتزويد الاقمار الصناعية بطاقة كهربية مباشرة عن طريق استخدام الألواح الكهروشمسية وفردها كأجنحة للقمر الصناعي وكانت في البداية مكلفة للغاية حيث كان يزيد ثمن الخلية الشمسية التي تعطي وات واحدا من الكهرباء عن اربعين دولارا وظل في تناقص مستمر حتى وصل الى اقل من أربعة دولارات للخلية التي تعطي وات واحد مع نهاية القرن العشرين مما ساعد في استخدام هذه التكنولوجيا الفضائية في تطبيقات ارضية كثيرة ومنها ضخ المياه بالمناطق النائية وبالذات الصحراوية التي تتمتع بسطوع عال للشمس.

وهكذا فإن تكنولوجيا الفضاء التي وجدت الكثير من الأصوات المعارضة للأموال الباهظة التي كانت تتفق عليها خلال النصف الثاني من القرن العشرين، اصبح لها مردود اقتصادي كبير في كافة الاغراض والمجالات على الارض وبالذات في تنمية الصحارى واستكشاف ما في جوفها من ثروات معدنية وبترولية وخزانات للمياه الجوفية.

وكانت الكثير من البلاد العربية من اول المستفيدين من هذه التكنولوجيا الفضائية المتقدمة في تعمير وتنمية صحاريها واستغلال ثرواتها المدفونة تحت الرمال.