القضايا البيئية
القضايا البيئية

دراسة العلوم البيئية ..لماذا ؟


إذا كنت تحمل اهتماماً خاصاً بهذا المجال ، سواءا من الناحية المختبرية أو من الناحية الإدارية ، فالدرجة الجامعية في العلوم البيئية ستفتح لك الأبواب بلا شك على مجموعة واسعة من المسارات الوظيفية المختلفة ، ستعمل على تطوير مفاهيمك للنواحى البيئية على مستوى العالم المحيط بك.

بالتأكيد يجب أن تكون قد سمعت شيئا عن ظاهرة الاحتباس الحراري ، وغيرها من التغيرات المناخية العنيفة التى تتزايد بشكل مخيف فى كوكبنا ، مثل الجفاف والفيضانات وغيرها ، وتترك أثرا عميقا على بيئة هذا الكوكب بشكل متراكم..أضف الى ذلك تلوث الهواء والماء والتربة ، الذي يؤثر سلبيا على التوازن الطبيعي للنظام البييئ سواءا على سطح اليابس أو في عمق البحر.

خذ على سبيل المثال ظاهرة التصحر وانحسار الأراضي ، والذي تعد واحدة من ضمن التحديات البيئية الكبرى فى زماننا المعاصر ، وربما تحمل في طياتها تهديدا كبيرا للوجود البشري !..وهو ليس كلامى على كل حال ، فالذي ذكر هذه الحقيقة هو المدير التنفيذي للأمم المتحدة لشؤون مكافحة التصحر ، وشدد أن كل الصراعات وأزمات المجاعات  وغلاء الأسعار على مستوى العالم تنبع من هذه الظاهرة ، وستستمر على هذا النمط مالم يأت العلم بعقول تحمل أفكارا علمية خلّاقة لها القدرة على التصدي لها.

وعلى ذلك ، فدراستك للعلوم البيئية ستشمل ظواهرا على نفس السياق من الخطورة – والتشويق العلمي كذلك – ، وسوف تساعدك على فهم وتحسين نظم حمايتها على نطاق واسع محليّاً وعالمياً.

موضوعات العلوم البيئية :

العلوم البيئية تعد مجالا واسع النطاق يغطي مجموعة متنوعة من الموضوعات التي تدمج العلوم الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية معا ، ومن ثمّ تطبيقها لفهم القضايا البيئية . الهدف الرئيسي هو تعزيز فهمنا للنظم البيئية المعقدة من حولنا وتفاعلها مع بعضها البعض من أجل حل المشاكل التي تؤثر على توازنها .

من أهم الأدوار الرئيسية للباحث في علوم البيئة هو العمل على تحسين إدارة الموارد الطبيعية والتخفيف من التلوث من اجل الحفاظ على الموارد الطبيعية العالمية صحية ومتوازنة بقدر الإمكان… فمن خلال تطوير مفاهيمنا لنظم التفاعلات البيئية ، سوف نكون قادرين على تحديد وتنفيذ حلول فعّالة للتحديات البيئية التي نواجهها حاضراً ونتوقّعها مستقبلاً.

من خلال دراستك لهذا التخصص ، سوف تقوم بدراسة علوم الأرض والغلاف الجوي وموارد المياه العالمية وبنية نظام التوازن البيئ والتنوع والسكان والغابات والسياسات البيئة ومفاهيم الطاقة والتلوث والاستدامة وغيرها..وعلى كل حال ، فحصولك على هذه الشهادة هو دليل واضح على رغبتك في القيام بشيئ ايجابي فى عالم من الدمار والسلبية ، واللامبالاة بأخطر مقومات الحياة !..لذلك فدراستك للعلوم البيئة تعد من أهم القرارت الشخصية البنّاءة التى ربما تتخذها في حياتك.

ماذا يمكنك ان تفعل عند الانتهاء من الدراسة ؟

كخريج حاصل على الدرجة الجامعية في  علوم البيئة ، يمكنك الحصول على وظيفة مرموقة في مجال يتوسع سريعا جدا في السوق الوظيفي ،  مثل ضبط جودة المياه، والإدارة البيئية وموارد الطاقة ودعمها ، وإدارة النفايات وإعادة التدوير ، والحفاظ على الطبيعة.. ويتحول بعض الخريجين الى مجال تخطيط التضاريس ، أو الهندسة البيئة أو مدرسين فى هذا المجال ، أو الاستمرار في دراستهم للحصول على درجتى الماجستير والدكتوراة في العلوم البيئية.

وهناك العديد من المنظمات الدولية التي تقدم فرصا للمتخرجين في هذا المجال ، بما في ذلك برنامج الأمم المتحدة للبيئة (يونيب) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) ، والمجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية (CGIAR) ، إلى جانب المنظمات المحلية في بلدك ، حيث أصبحت كل دول العالم بلا استثناء معنية بالشئون البيئية على أراضيها.